أقلام ثقافية

الأصمعي!!

صادق السامرائيأبو سعيد عبد الملك بن قُريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع (740-828) ميلادية، ولد في البصرة وعاش فيها وتتلمذ على علمائها، فهو عراقي بصراوي.

من كبار علماء العرب في الشعر واللغة والأخبار، ولقبه هارون الرشيد بشيطان الشعر، وكان يحفظ عشرة آلاف أرجوزة.

وقصيدة (صوت صفير البلبل) قصتها معروفة وقد قالها في بلاط الخليفة أبو جعفر المنصور، الذي ضيق على الشعراء لأنه كان يحفظ القصيدة عند سماعها لأول مرة، فيحرجهم بأنه قد سمعها من قبل بسردها لهم، فأعجزه الأصمعي بهذه القصيدة.

ومن مؤلفاته  الأصمعيات، خلق الإنسان، الأجناس، الهمز، الوحوش أو الوحش، فعل وأفعال، أصول الكلام، معاني الشعر، ما إتفق لفظهواختلف معناه . غريب الحديث، وغيرها من الكتب والمخطوطات.

وقالوا فيه: "أحفظ الناس"، " كان أكثر علمه على لسانه"، " أعجب من قرب لسانه من قلبه وإجادة حفظه متى أراد "، " كان أتقن القوم للغة وأعلمهم بالشعر"، "وكان من أروى الناس للرجز"، " كان بحرا في اللغة  ولا يُعرف مثله فيها، وفي كثرة الرواية"، " كان أعلم الناس في فنه".

والغريب إنه تميز بدراسة العلوم الطبيعية وتشريح الحيوان وتصنيفه.

ومن أقواله : " مَن لا يحتمل ذل التعليم ساعة، بقي في ذل الجهل أبدا".

وإتسعت شهرته عندما إستقدمه الرشيد وصار من ندمائه ومربيا لأولاده.

وكان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويقتفي أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة.

وبرغم علمه الواسع بلغة الضاد وعلوم الفقه والحديث والقراءات والتفسير،  فأنه كان يتقي تفسير القرآن، على غير عادة أمثاله من العلماء في اللغة.

والأصمعي من أشهر الذين هاموا بحب اللغة العربية فملكت عليه شغاف قلبه، وربما تعلم من الفراهيدي هذا الولع بالعربية.

ويبقى الأصمعي قيمة لغوية مطلقة وفاعلة في كتب اللغة والأدب.

والعجيب أن مدينته تخلو من ذكره، فلا توجد نُصب له ولأمثاله، وربما ولا معالم بأسمائهم!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم