أقلام ثقافية

النَص الخالد!!

صادق السامرائيهل يوجد نص خالد؟

قد يجيب البعض بنعم، وقد يتردد الكثيرون في الجواب، والذين يؤمنون بخلود النص سيأتون بأمثلة في مقدمتها أبيات شعرية قيلت قبل عشرات القرون، ومن بديهيات الجواب أن القرآن نص خالد.

والكثيرون يعرّفون الشعر على أنه " كلام خالد"!!

فكيف يكون النَصُ خالدا؟

الخلود بحاجة لنظام وكينونة تفاعلية مع إرادة كونية ذات قوانين دورانية منضبطة تتحرك بحسبان ودقة متناهية، ولكي يخلد الموجود لابد له من التوافق مع إرادتها، والدوران في مداراتها المتواصلة الحركة والإتساع.

أي أن الخلود بحاجة لمرونة ومطاطية، وإمكانيات تفاعلية ذات قِوام مرهون بقوانين دائبة التفاعل، والتزامن مع إيقاعات النبض الكوني الدفاق الإنتشار والعطاء المستديم.

والخلود يعني القدرة على الحركة المتجددة مع معطيات الدوران، والتماهي مع طاقات الإنصهار في بودقة الكينونة الكبرى.

ولكي يصل النص إلى هذا المستوى التفاعلي مع كنه الوجود وقلب الروح الفاعلة فيه، عليه أن يبلغ درجات مطلقة من السمو والتجرد من جاذبية التراب ومعطياته الإندثارية الساعية للإتلاف والتبديد.

وهذه القدرة يتمكن منها الذين عاهدوا ضمائرهم، وتجشموا عناء المجاهدة وتحرروا من قيد الثرى، وطافوا بأرواحهم في فضاءات العلى، وإشراقات هوَّ المعطرة بنسمات التوحد والإنتماء إلى عوالم "إلا" وعروش منتهى الأفياض!!

فهل لنصٍ خلود؟!!

 

د-صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم