أقلام ثقافية

أبو زكريا الفرَّاء!!

صادق السامرائيأبو زكريا يحيى بن زياد بن منظور بن مروان الأسلمي الدليمي الكوفي (144-207) هجرية، لقب بالفرّاء لأنه كان يفري الكلام، أو لخياطة الفرو وبيعه.

ولد في الكوفة وتوفي في بغداد أو في طريقه إلى مكة.

نحوي كوفي مطلع على علوم النحو واللغة والأدب، يكثر من الرواية والنقل ويقف على دقائق اللغة والإختلافات الصوتية،  وهو الذي أقام بنيان المذهب الكوفي في النحو وأرسى دعائمه بعد أن بدأه الكسائي.

إمام العربية ولقبوه: "أمير المؤمنين في النحو"

قالوا فيه: " لولا الفراء لما كانت عربية، لأن الفراء لخصها وضبطها"، "لو لم يكن لأهل يغداد والكوفة من علماء العربية إلا الكسائي والفراء لكان لهم بهما الإفتخار على جميع الناس"، "وكان الفراء يميل للإعتزال"، "وكان شديد طلب المعاش".

من أقواله: "كل مسألة وافق إعرابها معناها ومعناها إعرابها فهي صحيحة"

مصنفاته: الحدود، المعاني، المصادر في القرآن، الوقف والإبتداء، الجمع والتثنية في القرآن، آلة الكاتب، المفاخر، المقصور والممدود، المذكر والؤنث، الأيام والليالي والشهور، المنقوص والممدود.

أساتذته:الكسائي، يونس بن حبيب، قيس بن الربيع، مندل بن علي، كان أحفظ الناس لنوادر الكسائي.

وكان على إتصال بالرشيد وبالمأمون (لقن أبناءه النحو)، والذي أمره بتأليف ما يجمع به أصول النحو وما سمعه من العربية، فكان كتاب (الحدود) الذي أملاه في سنتين.

تلامذته: سلمة بن عاصم، محمد بن الجهم، هارون بن عبدالله، محمد بن عبدالله، ابو جعفر محمد بن قادم، أبو عبدالله الطوال، عمر بن بكير وغيرهم.

هذا إمام العربية الذي برز في زمن كان أعداؤها يشتدون عليها، فأخرجها من ميادين تداعياتها إلى آفاق تألقها وإشراقها الساطع، مما يشير إلى أن العربية تلد أدواتها الدفاعية ومهاراتها التعبيرية التثويرية، التي تعبر عن حيويتها وقدرتها على المواكبة الحضارية المطلقة.

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم