أقلام ثقافية

النقل والترجمة !!

صادق السامرائيإنطلق العرب بنقل معارف الأمم التي إختلطوا بها بعد الفتوحات التي إنطلقت من المدينة في زمن النبي الكريم وما بعده، وكانت بداياته في الدولة الأموية، وأول من إهتم بالترجمة حسب ما تذكر الروايات التأريخية هو  "خالد بن يزيد بن معاوية" (13-85) هجرية، وقد شغف بالطب والكيمياء والشعر، وتفاعل مع الأقباط وتعلم منهم، وشجعهم على ترجمة الكتب التي لها علاقة بالعلوم التي يهتم بها.

وتوسعت الترجمة وبلغت ذروتها في زمن الدولة العباسية (656-1258) ميلادية.

ومنذ خلافة أبو جعفر المنصور إنطلقت الترجمة وتواصلت وتطورت خصوصا في زمن المأمون.

ونقل إبن المقفع عن الفارسية، ومن المترجمين ، محمد بن إبراخيم الفزاري الذي ترجم كتاب عن الفلك من الهندية بتوجيه من الخليفة المنصور.

ويوحنا إبن ماسويه نقل كتب الطب في زمن هارون الرشيد، وتُرجِمَتْ كتب إقليدس على يد الحجاج إبن مطر، الترجمة "الهارونية".

وإنطلقت الثورة الحقيقية للترجمة في زمن المأمون، الذي طور بيت الحكمة التي وضع نواتها الرشيد، وصار مهووسا بترجمة كتب المعارف من جميع الأمم وخصوصا الفلسفة، بسبب ميله للمنهج العقلي وإنغماسه مع المعتزلة في مذهبهم ورؤيتهم العقلية، فإنطلق بـتأكيد دور العقل وتفعيله وتغذيته بالمعارف الإنسانية والعلوم، ونشأ بسبب ذلك علم الكلام.

وكان للناطقين بالسريانية دورهم الكبير في الترجمات للعربية، لما يتميزون به من إمكانات ومهارات معرفية.

وأبرز المترجمين: آل يختشوع، يوحنا بن ماسويه، يوحنا بن البطريق، قسطا إبن لوقا، آل حنين.

وقد أثرت ترجماتهم في إثراء اللغة والثقافة العربية، وأطلقت المواهب والقدرات العلمية والمعرفية الأصيلة، فتألقت الحضارة وسطعت أنوارها.

 

د. صادق السامرائي

8\12\2020

 

في المثقف اليوم