أقلام ثقافية

رُفيدة الأسلمية!!

صادق السامرائيرفيدة بنت سعد الأسلمية الخزرجية الأنصارية، من قبيلة بني أسلم، صحابية وممرضة عاشت في أواخر العصر الجاهلي وأدركت صدر الإسلام ، وعُرفت بأنها أول ممرضة وجرّاحة في الإسلام.

ولدت في المدينة وعاشت فيها وعندما هاجر المسلمون إليها، أسلمت وبايعت النبي محمد بعد الهجرة، وشاركت في غزوة الخندق فأقيمت لها خيمة في المسجد النبوي، وطببت فيها الصحابي (سعد بن معاذ) عندما أصيب بسهم في المعركة.

وكانت تداوي مرضى المدينة، وشاركت في غزوة خيبر كممرضة وطبيبة.

ويُعتقد أنها درّبت عددا من النساء المسلمات، ومنهن أم عطية الأنصارية، والرُبَيْع بنت معوذ، وأم سليم، فكن يداوين الجرحى معها.

 ويمكن القول بأنها أول ممرضة وطبيبة ومؤسسة لعلم التمريض في الإسلام.

وعندما نتساءل من أين تعلمت التمريض والتطبيب، فبعض المصادر التأريخية تشير إلى أنها إبنة الطبيب سعد الأسلمي ومنه أخذت الطب.

وربما تكون خيمتها في المسجد النبوي أثناء معركة الخندق أول مستشفى أو بيمارستان في التأريخ.

كانت قارئة وكاتبة ولديها ثروة تنفق منها على عملها، وهي رائد مهنة التمريض ومن الذين أسسوا نواتها وتعليم أصولها.

هذه الإشراقة المعرفية التي حظيت براعية نبي الإسلام في بداية التواجد والإنطلاق من المدينة المنورة بعد الهجرة إليها، تشير إلى معاني إنسانية وحضارية غير مسبوقة في تأريخ السلوك البشري، ففي ذلك الوقت كان الوعي العلمي والمعرفي له شأن، وللتمريض والطب قيمة وضرورة لبناء المجتمع والحفاظ على سلامة وشفاء المصابين والمرضى.

وهذا التفاعل بينها وبين النبي يؤكد على قيمة العلم، وأهمية التواصل الإنساني الرحيم الذي يدعو إليه الدين الحنيف، بعيدا عن السلوكيات المناهضة للروح الأخوية والألفة الرحمانية.

وأهم ما فيه أنه يعلي من شأن المرأة ودورها في صناعة الحياة، ويمنحها الحرية الكافية للقيام بواجباتها الوطنية والإنسانية وتقديم الرعاية للمحتاجين إليها رجالا ونساءً.

تحية للممرضة الطبيبة الجراحة المسلمة رفيدة الأسلمية، المشعل العربي العلمي المنير عبر الأجيال، والتي قدمت قدوة إنسانية متميزة في زمن ما عرفت البشرية فيه مثل عملها الريادي الرحيم.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم