أقلام ثقافية

إبن القف!!.. أمين الدولة

صادق السامرائيأبو الفرج أمين الدولة بن موفق الدين يعقوب بن إسحاق بن القف الكركي (630 - 685) هجرية.

كان طبيبا وعالما وفيلسوفا، ولد في مدينة الكرك جنوب الأردن وتوفى في دمشق.

أساتذته: إبن أبي أصيبعة، نجم الديم بن المنفاخ، يعقوب السامري، شمس الدين بن عبد الحميد بن عيسى الخسروشاهي.

مؤلفاته: الشافي في الطب، شرح الكليات من كتاب القانون لإبن سينا، شرح الفصول لإبقراط، جامع الغرض في حفظ الصحة ودفع المرض، العمدة في صناعة الجراح.

أبوه كان من المتنورين والكتّاب البارعين والرواة الحاذقين، فأراده أن يمارس صنعة الطب، فأخذه إلى صديقه (إبن أبي أصيبعة)، وقد قرأ عليه، فصول إبقراط، ومسائل حنين وكتب الرازي، حتى أتقن صنعة الطب ومارسها في (عجلون)، ثم سافر إلى دمشق وعمل في (البيمارستان النوري) حتى وفاته.

وكتابه (العمدة في صناعة الجرّاح)، ركز فيه على علم التشريح وما يتصل بعلم الجراحة، وما يجب على الجرّاح أن يعرفه، جعله كتابا مختصا بعمل الجرّاح، وبذلك وضع أسس الجراحة وتطرق إلى التحدير، الكتاب من عشرين فصل العشرة الأولى نظرية والعشرة الثانية عملية، وقد إبتكر طريقة للختان غير مسبوقة، ومداخلات جراحية، لإستئصال اللوزتين، والزوائد الأنفية، وعلاج الخوانيق، وإنحباس البول، وإستخراج الجنين الميت والمشيمة، وغيرها من المداخلات السبّاقة لعصره، وذلك قبل ثمانية قرون.

إبن القف يُعد من رواد الجراحة في تأريح الطب، لما تميز به من جرأة وحذق وذكاء ومعرفة واسعة بعلم التشريح، ومهارات الإقتراب من العلة التي يتصدى لها جراحيا، كما أنه من الأوائل الذين إستعملوا التخدير أثناء إجراء التداخل الجراحي.

ولكتبه ومخطوطاته دورها البارز في تطور العلوم الطبية، ووضع الأسس السليمة للمارسة الجراحية وتقدمها، فبثورته العلمية الجراحية أطلق القدرات البشرية لممارسة المهنة بعلمية ودقة متناهية، تحافظ على سلامة المريض وتخفف من آلامه ومعاناته.

ويمكن القول بأنه الطبيب العربي الذي أرسى دعائم مسيرة العلاجات الجراحية، وفتح أبوابها الرحبة أمام الأجيال في ربوع البشرية، التي ما عرفت ممارستها مثله من قبل.

تحية لإبن القف، ولأنوار أمتنا الساطعة التي أضاءت مشوار المسيرة الإنسانية، بعطاءاتها العلمية الأصيلة.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم