أقلام ثقافية

شدري معمر علي: الكتابة وصناعة الفرح

الكتابة مرتبطة في أذهان كثير من الكتاب المبدعين باقتناص لحظات الألم والوجع والفقد والبحث عن مخرج في متاهة الحياة، بل هناك من يتخذ من الكتاب العالميين الغارقين في السوداوية والحزن قدوة له، مثل:

الشاعر والفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه  (1844-1900) منظّر فلسفة «إرادة القوة» الذي عاش  طفولة قاسية  جدا حيث فقد  أباه وأخاه  وهو في الرابعة من عمره، واتصفت والدته بضعف الشخصية فهذه البيئة الأسرية الصعبة دفعته إلى الجنون "جنون العظمة"

وكان كثير ما يردد ألفاظ الجنون في كتاباته.

والشاعر الألماني فريدرش  هولدرلين الذي يعتبر من أهم الشعراء في العالم، أصيب بمرض عصبي فقد أمضى نصف عمره تقريبا في بحر الجنون وسار في طريق هؤلاء المبدعين الذين نظروا للحياة بمنظار أسود.

ولكن الوجه الآخر من الكتابة المنسي في كثير من الأحيان هو أن الكتابة هي مصدر للفرح والسرور والسعادة فالكاتب كما يعيش لحظات الألم والوجع يعيش أيضا لحظات الفرح فيقتنص الفرص والمناسبات مثل الأعياد ليعبر عن مباهج النفس وفرحة القلب وانفتاحه على عوالم السعادة المشرقة فلا يوجد أعظم من نشر الفرح إبداعيا فيجسد القاص والروائي في أعماله السردية هذا الفرح حتى يشعر القارئ  أن هناك املا في الحياة مهما ادلهمت الليالي واسودت ايامها..

فيا معشر الكتاب اكتبوا عن الفرح وانشروا ثقافة الفرح وانخذوا العقلاء والحكماء المتبصرين من الكتاب والمفكرين قدوة وليس المجانين والبويهميبن والمشردين والمعقدين نفسيا والملحدين فهؤلاء يحتاجون إلى الشفقة والعلاج.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية

شدري معمر علي

في المثقف اليوم