أقلام ثقافية

سراب سعدي: الأديبة العراقية وقصر نظر المجتمع تجاهها

الأدباء بصورة عامة هم أساس الثقافة وعمود النهضة في كل عصر وعلى مدار الازمان لدورهم الفاعل في تناول قضايا المجتمع وتحليل الواقع بشكلٍ مختلف، فتقع على عاتقهم مسؤولية التنبيه والارشاد حول كل ما يحصل على الساحة الوطنية والاجتماعية وحتى العلمية، فمن خلال الشعر تشحذ الطاقات وتحشد وتعلو الهمم عن طريق المدح أو الذم لواقع معاش، ومن خلال القصص والروايات ممكن معالجة قضايا مهمة بطريقة قصصية أو سردية تجعل من يقرأها يغير رؤاه نحو الافضل لتتسع الآفاق وتتطور البلدان، فقد نستطيع من خلال الأدب تناول مواضيع شتى كتغيير عادات وسلوكيات منها (قضايا اخلاقية،الثورة ضد الظلم، الاضطهاد، الكذب، النصب والاحتيال، الانتحار.. وغيرها)، لكن تتعرض هذه النخبة إلى بعض المشاكل في هذا الوسط الأدبي الكبير ولعل أهمها هو تعرض الاديبات والكاتبات للتهميش والاضطهاد وأحيانا تجد صعوبة في سطر افكارها على ورقة بحرية تامة خاصة أن المرأة بصورة عامة معرضة للظلم والاقصاء فكيف الحال بالأديبات اللواتي ينقلن لنا واقع اجتماعي قد لا يعرفه غيرهن، فالمرأة والادبية على وجه الخصوص تكتب بإحساس صادق وتنقل قضايا المرأة بشكل افضل من غيرها لأنها هي صاحبة القضية فما بالك أن تكون حريتها وفكرها محكوم ببيئة عنصرية لا تعترف بإبداعها وتعتبره أمر مخجل أو معاب !. لهذا نحن النساء والاديبات والكاتبات بصورة خاصة نتمنى بأن تكون كلمتنا مسموعة وغير مهمشة ومتساوية في ذلك مع زملائها من الأدباء والكتاب. ولعل أهم ما يمكن تقديمه هو تقبل عملها من قبل المجتمع وعدم التقليل من شأنها وقدرتها وكذلك توفير مساحات أدبية مهمة لتكتُب فيها المرأة عن كل ما يجول في خاطرها وفي كل القضايا التي تحدث في المجتمع..

***

سراب سعدي

في المثقف اليوم