أقلام ثقافية

محسن الأكرمين: أسميك.. الحياة ‎والعمر

في صمت العينين قد يبدو التاريخ يؤرخ لكل الدموع، ثم يُنتج قصة حب من زمن متاعب همِّ الحياة. مرات عديدة، تبدو التساؤلات عالقة بعلامات استفهام كبرى، وترتد على الشفاه المطبقات لتقتنص بَوح: أحبك وجعي. لم أسلم من تيار شدِّ العيون العسلية استهلالا للحديث، وإعلان أنَّ الحب ليس رواية شرقية ولا غربية. مع الأيام بدوت أعشق تلك العيون العسلية، وحين يتموج اللون متغيرا مع قرب الأجساد والأرواح. في صمت كلام العيون، فأنا فقير في قراءة علامات الترميز والإضمار، ولم أقدر يوما على فك شفرات ظلال العيون المخملية.

في السر أكتب رسالة حب، وأمزق كل ذكرياتي الباقيات، وأسميك الخوف والشجاعة. في كل الليالي الممطرة، أكتب شعر الصمت بأنين الرياح وموج البحار، ومن بدايات أنشودة الغزل أمزق على وجه الحياة أوراقي، وأقف معاندا ظلي المعاكس.

أناديك، بكل صور بلاغة فرح اللغة بذات "العينين الصاحيتين الممطرتين". أناديك الحكايات، التي لا تنقضي بنوم شهريار عن سماع حكي شهرزاد الأسطوري. أناديك في السر، وأعلن العصيان والثورة على قلبي عند مرمى حرائق بقايا الحب، وأزداد جمالا بحضور أميرة (وجعي في حبي) أمام عيوني.

حبك سيدتي، وجع من ذات الوجدان، آت من عمق قلب الحياة ومتاعبها. حبك مثل البارود يوقظ العشق والحكايات الأزاهير، ويُفتن بادية العشق. حبك قسمة ارث من وجعي الخفي والظاهر، فكيف لي أن أفسر ما لا يفسر وأنت الوجع الجميل؟  أحبك وجعي بلا منومات عشق، أحبك بلا انقلاب على عرف الحياة، ومواثيق عشاق العالم. أحبك، كالطفل وهو يرقص نشوة تحت تيار سحر العيون العسلية، وتحت رذاذ ماء المطر.

سيدتي: لم يكن عشقي الممنوع والمباح بفيضه الروحاني عالقا فوق الجسر، فهو دائما كان في مأمن بدوام روحي العاشقة، ولم ينجرف يوما بسرعة مياه عمق الوادي والتيار. يوما بعد يوم، قد كنت أَغلقت صفحات روايات الحب عند مرمى نار الحزن، مثلما ألغيت مسافات الذكريات البعيدة. يوما بعد يوم، لم أعد أستسغ طعم اختلاف عطر النساء، ولا فزع موج طوفان المواجع والألم، إلا أنت (وجعي في حبي).

سيدتي: أيتها الأيام المتسربة بين الأيدي والقلوب، حبيبتي عرشها في سفينة بحر لا شط له غير قلبي. تتواجد عند كل حروف النداء: أحبك يا وجعي، أنت القلب والحياة بحجم حنيني عشاق العالم. أنت الورد بلا شوك، ينبض مقطوفا بدم الحياة.

سيدتي: ذات العيون العسلية، أرى العالم يتأثث في لوحة على مرمى كل العيون على الجدار. ألعب... أرسم ...أبكي ... أضحك... ألون الحياة من الأبيض الداكن بالسواد، بمساحيق تجميل العيون المخملية...أنت وجع حبي، فمدي يديك... نرقص على شرفة الحياة...

***

محسن الأكرمين

في المثقف اليوم