أقلام حرة

مسلسل قتل المسيحين يتواصل حتى اخلاء العراق منهم

46. تلقت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق تقارير تفيد باستمرار استهداف المسيحيين في الموصل وكركوك وبغداد. حيث قُتل ثمانية من المسيحيين في الموصل وثلاثة في كركوك في الفترة بين شباط / فبراير وأيار / مايو. ودعا كل من أسقف كركوك ونائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي أفراد هذه الطائفة إلى عدم الفرار من المدينة. ووصف نائب الرئيس عبد المهدي وضع المسيحيين

ب "الضعيف"، كما دعا إلى تشكيل فريق عمل جماعي لضمان بقائهم في العراق. ويقدر أنه من بين 1.4 مليون مسيحي من المشمولين في الإحصاء الرسمي للسكان عام 1987 لم يتبقى سوى 500000 إلى 800000 مسيحي فقط حاليا في العراق"

هذا القتل والتهجير شمل القوميات الصغيرة الاخرى ايضا اليزيدية والشبك في محافظة نينوى .

بالنسبة المجتمع الدولي لم يعمل سوى الاعلام, ثانيا يقتصر على قبول اللاجئين في الدول الغربية كلها ليست حلول جذرية . على المجتمع الدولي ان يوحد موقفه بهذا الخصوص ويتدخل فورا لايقاف نزف الدماء الابرياء ويتعامل مع الحكومة المحلية التي اصبحت عبئ ثقيل على المواطن في مدينة ام الربيعين التي تحولت الى مدينة (ام الدماء). علما ان اهالي الموصل من غير المسيحيين منزعجين لاخلاء المدينة من هذه الكوادر والكفاءات العملاقة التي كانت المدينة تزهو بهم .

 

الحكومة المحلية في نينوى أكدت ضعفها وعدم قدرتها والأجهزة الأمنية التابعة لها على الإمساك بزمام الأمور، مقتل أربعة مسيحيين في نينوى خلال الأيام العشرة الماضية، مسلسل تفجير الكنائس مستمر, فضلاً عن محاولات تفخيخ حافلات لنقل الطلاب المسيحيين من أطراف الموصل إلى الجامعة بالمدينة والحكومة المحلية ليست الا المتفرج  .

 

المسيحيين يقتلون في الموصل والدولة لا تفعل شيئا، وقوات الشرطة العاملة في أماكن الهجمات وعمليات القتل لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، حاجز الصمت هذا تغذيه وسائل الإعلام  حيث يلتزم معظمها الصمت التام حيال هذه الجرائم، الا القليل منها. غالبية وسائل الاعلام التي تسيطر عليها الحكومة المحلية تعطي لنا رسالة (هذا حقكم يا اهل الذمة).

 

اكد اهالي مدينة الموصل: أحيانا وأمام أنظار رجال الأمن باستهداف المسيحيين، دون أن يتدخلوا لمنعهم أو تعقبهم .ماذا افهم من هذه الرسالة ألا يعني ان الحكومة المحلية شيطان اخرس تجاه هذه القوميات البريئة التي لم تحمل يوما ما سلاحا بوجه اي كان لا رجال دولة ولا الاهالي . اذن الم يكن الهدف اخلاء المحافظة منهم واجبارهم على ترك العراق علما انهم السكان الاصليين لهذا البلد .

اشتداد هذه الحملات في الموصل وبين اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، الرسالة التي تحملها عمليات استهدافهم هي عدم ذهاب المواطن المسيحي للمشاركة بالانتخابات وبالتالي عدم معرفة عددهم وحجمهم الحقيقي في نينوى.

المسيحيين في الموصل أمام ثلاثة خيارات، إما دفع الجزية باعتبارهم أهل الذمة أو اعتناق الدين الإسلامي أو مغادرة المدينة، وكل هذه الحملة من ارهابيي الموصل هو اخلاء المدينة منهم وبالفعل ترك الكثير من المسيحيين مدينة الموصل.

 

كل طرف يتهم الاخر من الحكومة المحلية وحكومة بغداد واربيل صامتتين لاعلان القتلة الحقيقين ولماذا هذا الصمت؟ هل هو لخلط الاوراق ام ماذا؟

 

اواخر كانون الثاني 2010

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1297 الاثنين 25/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم