أقلام حرة

انه الاثنين الدامي كما تعلمون

وكم من الوعد بين حبيبة وحبيب. او طفل ووالده ستعود يا ابي وتحمل لي هدية النجاح كما حدث في الصيف الماضي حين ذهب جارنا كي يبتاع الهدية التي وعد ابنته بها وهي تجتاز الخامس الابتدائي بتفوق لكن للاسف لم يعد (علي) ولن تاتي الهدية بل عاد رماد وحطام..

 

امسية اطيحت بأرواح ساكنة كمياه دجلة تعطر طرقات الكرادة. وتنثر سحب العطاء عليها

لكن من اين ؟؟!! وعين الذئب تترصد باليمام والامان..

تداعت الرؤى والاحلام حين تهاوى زجاج البيت كله وتهشم ناثرا شظاياه بين حقول الصغار..

قفزت خطواتهم مرعوبة راجفة. ماهذا ايتها (البيبي) صرخ بها يوسف ابن الستة اعوام.. لاعليك ياحبيبي انهم يجتثون حلمك الجميل بعراق الغد.. صرخت (روز) ذات العامين والنصف (ماما). انا هنا ياصغيرتي. اهدئي باحضاني.. فهناك من تلاشت ملامح الانسان منهم واصبحوا كالحصى.. دخان.. رماد وغبار.. عم البيت والصغار يلوذون حولي وامهاتهم تستنجد بالله.. بالرب.. بالعذراء.. بالحسين.. وعلي. وعيسى.

وبعد؟؟!! والى اين؟؟!! لقد ارتوت تربتي من دماء الابرياء. وشهقت الارواح لخالقها..

لانريد طوبى. ولانريد نزف جديد.. يامة ضحكت من اطماعها الامم.

الى متى؟؟والى اين نصرخ لامجيب. نطالب بحماية تلك الارواح البريئة.

والكل من الانسانية.. براء..

ولتسمع كل خلق الله.. هنا تخجل الانسانية من اسمه انسان.

ليسامحني كل من يقرا فانا في حالة يرثى لها لتوجعات وطني العراق

واهله. فهم كل يوم في عرس دموي اخر..

اووووووووف تبت يد الغادرين..

 

فاطمة العراقية 25\1\2010

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1297 الاثنين 25/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم