أقلام حرة

قناة البغدادية ونبض الشارع العراقي

 من هذه القنوات قناة عراقيه مستقلة هي قناة البغدادية الفضائية، التي ترفد هموم الشارع العراقي وتشارك الشعب محنته في أيام قاسيه .. تبحث في نزيف الدم العراقي الشريف، تتألم له وتسأل بحرقه عن أسباب هذا الدمار المخيف الذي يحل بالعراق ساعة بعد ساعة .. تشارك العمال والمحرومين والجياع أحزانهم، تزورهم في أماكن سكناهم وتسبر أغوار الحزن الكامنة في صدورهم .. تصور الآه المحتبسة في القلوب قبل أن تصور مناظر البؤس الموجعة في شوارع وأزقة ينزف فيها الفعل الإنساني المتوقد حرقة لما فيها من خراب ورجوع إلى ماقبل التاريخ .. تنقل صيحات الاستنجاد وصراخ الألم والجوع إلى المسؤولين الذين أنتخبهم الجياع فتربعوا على ناصية القرار .

المفروض بالمسؤل الذي انتخبته الناس ليمثلهم حسب وعوده المقطوعة إليهم مسبقا أن يشد على يد البغدادية وكادرها، يكافئهم ويتابع معهم القصور الذي يتعمده الأدنى منه بحق شعب غلب على أمره، لا ينظر سوى الله والى من منحه ثقته في إعطائه صوته لمداواة جراحه وإنصافه وفك غائلة الجوع عن عنقه .

عندما تكشف البغدادية عن سوء الخدمات في مكان ما فهذا لا يعني أن رئيس الوزراء أو وزير الداخيه هو من تسبب في ذلك السوء، ولكنها تنقل إليه رسالة لأنه في حكم مشاغله الكثيرة سيكون بعيدا عن هكذا أماكن حتما، وبهذا فأنها وغيرها من القنوات التي تهتم بشؤون الناس ستكون عونا وعيننا له لمحاسبة المقصر ومتابعته وإحالته إلى القضاء إذا تطلب الأمر ذلك، وهذا بالتأكيد ينطبق على كل على كل أحوال العراق وفي جميع المجالات، من البطالة إلى نقص الخدمات في الكهرباء والماء والصحة والاتصالات والتعليم والقضاء وغيرها من مرافق الحياة غير المكتملة، التي ما أن يسلط عليها الضوء حتى يكون المسؤول الأعلى في الدولة قد انتبه إليها ووجه إلى استدعاء المقصر في ذلك المجال ومحاسبته وبذلك يصبح الأعلام يدا ضاربة بيده وعينا ساهرة لأجل أن تبقى عينه ساهرة هي الأخرى لمحاسبة من يحمل أسمه وهويته وهو لا يؤدي واجبه بشكل أمثل .. لا أن يكون العكس تماما . ويعتبر المسؤول الأعلام الحر الوطني الباحث عن هموم الناس ندا لهو ومشهرا به من وجهة نظره الشخصية، وهذا ما يحصل دائما مع كادر قناة البغدادية الذين ينهضون مع أول صوت لبلبل يغرد في ربوع العراق، ومع أول همسة من فم عامل يقابل الفجر وهو يخرج من بيته باحثا عن رزقه بعبارة (اللهم صلي على محمد وآل محمد) يصلي في الفجر لأجل الخبز وهو يحمل في قلبه خوفا مريعا من أن صلاته هذه ستكون الأخيرة في رحلة اللاعودة بين المفخخات . جميع مراسلو البغدادية يعرفون أن هذه المفخخات لا تستهدف سوى الفقراء، لذا فأنهم دائما مع الفقراء مع المساكين مع أبناء الشعب في الحارات وفي الشوارع الضيقة .. في ساحات تواجد العمال، يستقبلون الموت بقلوب ملؤها الأيمان وهم يصورون الألم، يصورون تلاقي العيون وهي تبحث عن أمل ضائع في اللهاث وراء كلمة طيبة ورغيف خبز مجبول بالدم، لكي ينقلوا همومهم وأمنياتهم وشكواهم إلى من يمثلهم في السلطة بعد أن منحوه أصواتهم وكلهم ثقة بأن تلك الأصوات ستجلب لهم الحياة الرغيدة .. وبدلا من أن يكافئ المسؤولون كادر البغدادية ويشدون على أيادي العاملين فيها .. يوفرون الحماية ووسائل النقل في إيصالهم إلى أي مكان يريدونه لأنهم صوت الحقيقة الناصع وعيونهم التي لا ترى سوى القريب منها، لذا فأن عيون البغدادية وغيرها من القنوات العراقية السائرة في ذات الاتجاه هي عيونهم التي تنظر إلى البعيد .. وبدلا من تقريبهم وتكريمهم وشد اليد على أياديهم، يعرقلون عملهم ويعتدون عليهم بالضرب .. فهل يعقل أن بسمة علي الخالدي الشفافة النقية الصادقة التي دخلت قلوب العراقيين بكل محبة الله الواسعة .. تتحول إلى دمعة ثقيلة.. لا لشيء سوى انه استعرض هموم الناس، ونبض قلبه مع نبض الشارع العراقي ... هل يستحق علي الخالدي الضرب ؟ سؤال أطرحه على من يهمه الأمر لا غير .

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1300 الخميس 28/01/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم