أقلام حرة

أبن الأكرمين .. وأختلاط الأنساب السياسية ..؟

بما يشمل ذلك كل قادة الدولة والسياسيين، نجد تشابكاً في المقاصد والأهداف وأختلاط الأفكار والآراء والدعاوى والخطابات وأقوال من الفتنة و التحريض والفتك والترهيب ... الخ ؟ .

 

كتب أحدهم للأمام الشافعي ..يستفتيه ..قائلاً ....

لي خالة وأنا خالها .. ولي عمة وأنا عمها، فأما التي أنا عم لها .. فأن أبي أمه أمها، وأبوها أخي وأخوها أبي .. على سنة قد جرى رسمها، وأما التي أنا خال لها .. فأن أبا الأم جد لها ..فأين الأمام الذي عنده فنون التناكح أو علمها يبين لنا كيف أنسابنا .؟ ومن أين كان كذا حكمها ..فكتب اليه الأمام الشافعي ..

القائل لهذه المسألة ..تزوجت جدته لأبيه - يعني أم أبيه -أخيه لأمه، و تزوجت أخته لأبيه بأبي أمه، وأولدهما بنت أبن، فبنت جدته عمته وهو عمها، وبنت أخته خالته وهو خالها .

 

ومن مفارقات وأعاجيب الأمور أن العراقيين الذين عانوا كثيراً وضاقت صدورهم من ذكريات الماضي المرير، دلت المعطيات في الواقع والتجربة أن بعضهم لم  يتجاوزها أو يتخلى عنها أو لازال البعض يتمسك بها أو يحن اليها أو يعمل وفقاً لأهواءها ... بما يشبه خصام العاقل والأحمق الذي تختلط فية الأمور و يصعب التمييز بينهما.

 

كان أنشتاين لا يستغني عن نظارته .. ذهب ذات مرة الى أحد المطاعم، وأكتشف هناك أن نظارته ليست معه .؟

فلما أتاه - عامل المطعم - بقائمة الطعام ليقرأها ويختار منها ما يعجبه ..

طلب منه أنشتاين ..أن يقرأها له ..؟ فأعتذر العامل قائلا ... - آسف ياسيدي، فأنا مثلك أمي جاهل - .

 

هذا ما يحدث صعوبة التمييز والتقييم ...

أذا ليس من العيب أن نتعثر.. لكن العيب أن لانحاول ونتمكن من النهوض .. وأنه من المخجل التعثر أو السقوط مرتين .؟

 

العيب أن  لا يعمل قادة المجتمع والدولة وكل السياسيين في هذا الوطن الواحد يداً بيد على تحقيق الأمان و السلام والأعمار ... مع اليقين بأن  ثمارصنع السلام بمساعدة الاخيار والمخلصين تحتاج لوقت كافي حتى تنضج،..و مع الأعتراف بهمجية  الحركات المتشددة وبعض فاقدي السلطة والجاه  والفئات المنحرفة -منها متخلف أو منافق عدواني - وتجردهم من أنسانيتهم، في أشعال جذوة الصراع و زرع الكراهية .. فالأنسان من هذا النوع عندما يتجرد من محبته للناس وأيمانه بالله والوطن أشبه ما يكون بالوحش في قطيع لا يرحم .؟..

 

أن الأشخاص الذين يحققون النجاح، هم هؤلاء الذين يبحثون عن الظروف التي يريدونها، وأذا لم يستطيعوا العثور عليها صنعوها ..

كما قال برناردشو. ومع أعتقادنا بتحقق بعض النجاحات لكن يبقى الأصرار والأيمان بقدرات العراقيين على بلوغ النجاح، وهذا هو سر عظمة هذا الشعب المتحرك وتميزه عن باقي الشعوب الجامده، فالأيمان يمكن أن يحرك الجبال .

 

ومن مقومات هذا النجاح  ...أن يكف عن القول.؟ كل سياسي أو كل حزب أو كل قائمة - دينية -علمانية - ليبرالية - مستقلة-غيرها .

 .بأنه وحده............ أبن الأكرمين ..؟

على قادة المجتمع والدولة أن يتمتعوا بالحلم والأناة والرفق .. أن يحاسبوا النفس و ينظروا في العواقب، أن يكونوا حراساً أمناء لمصالح الأمة وحقوق الناس جميعاً دون تمييز ..التعامل الحسن بالحكمة والموعظة..  وأن يكسروا بعض الفرضيات السلبيه والتخلص منها.. مستحيل؟..صعب ؟.. لا أستطيع.؟

 

فالأسلام وكل الديانات السماوية الأخرى أوصت بالعدل بين الأمم، وأظهرت السماحة.. فالمحبة مطراً يغسل قلوب كل البشر ..

 .. الحلم والأناة خصلتين يحبهما الله.. وأن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله... كما قال عنهما الرسول الكريم -ص- .

- خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين - الأعراف199.

-  ولمن صبر وغفر أن ذلك لمن عزم الأمور- الشورى 43

- أدفع بالتي هي أحسن، فأذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم - فصلت 34

لقد ذُكِرَ أن رجلاً قال للنبي -ص- أوصني ..قال لا تغضب ..فردد مراراً ..قال - لا تغضب - .

أحرص على الصلح مالم يتبين لك القضاء كما أوصى الخليفة عمر بن الخطاب أحد القضاة .

 بالحكمة والموعظة الحسنه والتسامح وأقامة العدل  بروح المبادئ الأنسانية الجميلة الصفات  ترتقي الأمم  و تزدهر وتحل المحبة والسلام.

 

صادق الصافي- النرويج

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1301 الجمعة 29/01/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم