أقلام حرة

من مترجم عراقي إلى جندي أمريكي !

على اللجوء عن طريق برنامج التأشيرة الخاصة للعاملين مع القوات الأمريكية ثم عاد بعض منهم ليعمل كمجند في القوات العسكرية الأمريكية .

ويتحدث التقرير عن مترجم عراقي، سنطلق عليه أسم سامر، كان يعمل كمترجم مدني مع القوات الأمريكية، وقام سنة 2007 بالهرب إلى أمريكا حيث حصل على اللجوء

هناك بعد أن أستقر في مدينة(Pawtucket)، ثم أتخذ قراراً ليصبح جندي في الجيش الأمريكي الاحتياطي في العراق ثم يعود ثانية إلى بلده  بعد سنة من تركه

 له .

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكولونيل ميلنك أشار بأن العدد الحقيقي للعراقيين  الذين يخدمون في الجيش الأمريكي غير معروف بصورة دقيقة وذلك لان سجلات الموظفين لا تشترط ذكر جنسية العامل في الجيش الأمريكي.

وفي الحقيقية لم يخف سامر العائد كجندي أمريكي بان البعض قد يستغرب من عودته للعمل مع القوات الأمريكية حيث يذكر سامر، في مقابلة مع أحدى وسائل الإعلام، رغبته الشخصية السابقة بالعمل كجندي أمريكي وهو أمر بسيط بالنسبة له باعتباره يملك فكرة لا باس بها عما ينبغي أن يكون عليه الجندي وكيف تكون الحياة مع الجيش الأمريكي .

كما يعترف سامر بأنه واجه، في بادئ الأمر، معارضة من قبل بعض المدربين الأمريكيين. وكان يشار إليه مع اثنين آخرين من المتطوعين الذي يعملون  كمترجمين ب " ليما 9" وهو الرمز  الذي يطلقه  الجيش الأمريكي على تخصصهم المهني بدلا من مناداتهم بأسمائهم الأخيرة، مثلما كان يفعل  مع المتطوعين الآخرين . ولكن بعد فترة وجيزة اجبر المترجم العراقي المدربين على احترامه وتقديره لكونه من بين أكثر الجنود انضباطا.

وقد لعب المترجم العراقي سواء كان العسكري أو المدني دور مهم ومفيد للقوات الأمريكية في العراق، فترى الملازم ديفيد بير قائد الكتيبة المحمولة جوا الثانية والثمانون والتي ينتمي لها سامر الآن يقول " لقد اعتمد الجيش الأمريكي كثيرا على المترجمين المدنيين في العراق ولكنه لم يوفر لهم  نفس المهنية التي يتمتع  بها الجندي الأمريكي".

وأما الآن وبعد أن أصبح سامر جندي أمريكي...فهو ما زال ذو فائدة كبيرة ولعلها اكبر من السابق حيث يقول بير أن الذي يجعل سامر مهما وذا قيمة بالنسبة لنا هو الألفة التي نراها بينه وبين السكان المحليين في المنطقة فضلاً عن فهمه للثقافة العراقية، ولهذا نرى بير يؤكد بأنه يستدعي سامر، الذي يرافقه تقريبا في اغلب مهامه، بعد اجتماعه مع وجهاء المجتمع وقادة القوات الأمنية العراقية المحلية، لمكتبه لكي يتعرف على انطباعه وأفكاره حول ما قاله بين السطور، بل لا يكتفي عمل سامر عند هذا فقط بل نجد انه  يقضي اغلبه وقته في إجراء اتصالات مع القادة العراقيين بالنيابة عن قائده بير أو يقوم بالاتصال بأصدقائه للحصول على فهم أفضل عن ما يجري في  الشارع.

ولهذا ترى بير يعترف بأنه على الرغم من أن سامر لم يكد ينهي سنة في المعسكر وحمله رتبة أولية إلا أنه يحمله العديد من المسؤوليات كما  يفعل مع بعض من الضباط في الجيش الأمريكي بل أنه يعتبره  مستشارا يثق به  على حد تعبيره !.

ويشير سامر إلى قضية مهمة تتعلق بمناقشة قام بها مؤخرا مع ضابط في الشرطة العراقية تحدث معه بصراحة حول النشاطات الإجرامية المحتملة من قبل أعضاء الشرطة الآخرين. وعندما أتضح لضابط الشرطة العراقي بان الجندي الأمريكي هو عراقي، عبر عن قلقه حول التحدث معه بصراحة فالعديد من المسئولين في القوات الأمنية يخشون الحديث عن الفساد ضمن صفوفهم خوفا من الانتقام. وفي هذا يقول سامر باني قلت

 له " أنني جندي أمريكي وليس هناك ما تخشاه مني".

ويرى سامر أخيرا بأنه حينما عمل كمترجم مدني، تعلم بان هناك ثلاثة قواعد أساسية للنجاح في الجيش وهي تتمثل في الحضور في الوقت المناسب وارتدائه الزي العسكري الصحيح والقيام دائما بالأشياء الصحيحة . ومع ذلك فانه لا يزال الأمر بالنسبة له مختلفا كونه يعود للعراق كجندي أمريكي، ولهذا يقول "ومع كل  شيء نفعله ونقوله تبقى هنالك الكثير من الأمور على  المحك ".

ولان غرضنا من هذا المقال ليس تغيير لغة التقرير من الانكليزية إلى العربية ..فإننا ألان نود أن نطرح،كعادتنا، بعض الأسئلة المهمة حول هذا الموضوع ..

ما هو الحكم الشرعي للجندي أو المترجم سامر؟

ما هو موقف العرف والتقاليد من هكذا موقف يتخذه سامر وأمثاله ؟

وما هي الهوية  التي يحملها سامر؟

هل سيعتبر نفسه عراقي؟ أم أمريكي؟ أم يعتبر نفسه عراقي الداخل أمريكي المظهر؟

وكيف ينظر الجندي الأمريكي الأصل إلى نموذج سامر؟

انه موضوع يستحق الدراسة وتسليط الضوء عليه وتحليل جوانبه المختلفة سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو دينية أو وطنية  وما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج تتعلق بالشخص الذي يتخذ هكذا موقف مهم وخطير  .

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1072  الاثنين 08/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم