أقلام حرة

بنيتي الحبيبة (الاء)

وانت تطفئين الشمعة الحادية عشر من عمرك المديد، متمنيا لك النجاح والتوفيق ومبتهلاً الى العلي القدير ان يوفقك في حياتك ودراستك ويجعلك تعيشين حياة كلها سعادة وفرح وحبور.

انك يا الاء حبي ونور عيني وفلذة كبدي، فلأجلك احيا ولأجلك اعيش، وما اطلبه منك ان تصغي لي وتعملي بنصائحي وارشاداتي التي اوجهها لك ولكل فتاة في هذا المجتمع الاخذ بالتقهقر والتراجع والنكوص.

 

ايه بنيتي:

أن أثمن الجواهر التي يتحلى بها الانسان هي الأخلاق القويمة، فكوني مهذبة وقويمة في سلوكك ومستقيمة في تصرفاتك، وصادقة في اقوالك واعمالك وتمسكي باهداب الفضيلة والقيم الاخلاقية والانسانية العظيمة فتحققين نجاحا اكيداً في مستقبلك.

عليك بالعلم، فانهلي من منابعه وتوّجيه بعصمته، بالاخلاق والأدب واحملي كتابك مزهوة، لان العلم هو أساس المجتمع، ومال الفقراء الذين خرجوا الى الدنيا من غير مال.

و اريدك ان تكوني صريحة، فالصراحة راحة وهي احدى صور السلوك وتوفر على الجميع مجهوداً في التفكير.

و اريدك ان تكوني مقتنعة بما كتب الله لك، فالقناعة كنز لا يفنى.

و اريدك ان تهتمي بالكتاب وعشق الكلمة، فالكتاب عصاره من عصارات الفكر الانساني واهم دعامة من دعائم بناء الأمم وتقدمها الحضاري ورفع مستواها الفكري والثقافي، والمجتمع الحي المتحرك يعرف كيف يختار كتبه لتنمية جيل له مستقبل باهر وحافل، كتب تخلق في الشباب روح الجد والنشاط والعمل، وروح الاحترام والتضحية والكفاح والتطلع الى الافضل.

و اريدك ان تحترمي الكبير والصغير، وان تتجنبي الشر والخصام،  وان لا تكوني جبانة، بل كوني صلبة وقوية وشجاعة في الدفاع عن نفسك و رايك وموقفك.

وتجنبي معاشرة رفيقات السوء والكسولات والفاشلات في الحياة، وقبل ان تتخذي صديقة لك تأكدي من ميولها، وحسن اخلاقها واستقامتها ونقاوق قلبها واجتهادها في دروسها وتحصيلها العلمي.

واريدك ان تكوني واثقة بنفسك وتحلي بشخصيتك المستقلة والمتحررة التي تعرف قيمة الحرية ومعناها الحقيقي، وقيمة العلم والثقافة، والحرية المطلوبة هي حرية الرأي والفكر والمعتقد.

واريدك ان تكوني قدوة ومثالا لغيرك وتمهدين السبيل لنفسك، بشهامتك وكرامتك وسمعتك الطيبة وسيرتك الحسنة وسلوكك السليم.

وفي الختام وفقك الله يا ابنتي الاء يا قرة عيني، وسيري في درب المستقبل والغد وراسك شامخ ومرفوع، بلا كبرياء وغرور، وادامك الله لي انت واختك "عدن" وامك، ولك الحياه.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1305 الثلاثاء 02/02/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم