أقلام حرة

حلقة جديدة من مسلسل (ابو غريب)

اوقدت الروح برهانات ولدي الكبير وهو ينوء تحت وطأة الفجر الحالك ببرده. وحمل مايسطاع حمله من (زاد وزواد) تعبق بها رائحة المنزل الذي يحب.

 

حفلنا بطرقات موحلة جدا توغل بها هواجس الوصول بين ضجيج المركبات الطويلة والصغيرة او ناقلة رعناء قد تجتث حلم الصغار في رؤية والدهم.

 

دخلنا مدارات ذلك المحيط المترقب بضجة الرغبات ومسحات الحزن بين الحدقات الذابلة..

اطفات تحرقات وجمرات الرعب الذي انتابني وانا اوصد بوابة ديالى الكبيرة.

 

كي الج مداخل بغداد وانياب الغول تلاحقني. تحت هطول المطر الذي ناصر الفجر الموحش. حين اصطففنا طابورا جرارا تحت رحمة من يفتح اولى العتبة للوصول اليه.. والمسار يطول وتتراشقني الاسئلة الطويلة.. عن سبل العيش في البيت وخدمة الاولاد وتدبير المعيشة (وظلم ذوي القربى اشد !!!).

بين كل هذا القنوط تنبثق الابتسامة وترسم فوق محيا طافح بسحر المكابرة.

تندس بين روحي روحه المتوثبة الماهولة بقلق يحيط بأسرته المخضبة برعاف وجيبه..

رفض الموت بكل العنفوان.. افرغت المباهج بدهاليز الرعب المقيت.

وسالت مابال القلق والانزعاج يرتسم بمحياك ؟؟!!.  تنهد يزفر كاسات مرة.

 

هناك وعلى تلك النوافذ الخرساء لو تتكلم.. تعلقت خمسة اجساد واهنة تئن تحت نار الاستبداد والعنف البشري.. ولازالت اصواتهم كخنجر يطعن عري ايامنا المتسخة بسحنات جائعة للموت دوما.

 

تكلم بصوت خنقته عبرات حرى وجبين تضرج بحمى التوجع لرفاقه. حين تمزقت اجسادهم اربا اربا تحت ضربات التعسف ورخص الانسانية هنا.

 

تمزقت الخطوات وانا اغادر المكان خوفا ورعبا عليه من ذئاب تتثائب لفرصة تحين كي تنقض على حمائم الوطن.. قبلت منه الجبين واحتظنت السنا المحيط بصدغيه الكريمتين.. ورايت تلك الحرقة الموجعة التي تفتح اخاديد بقلب اتعبته سنين الوقوف بين يد الباغي والطاريء.. قلت وشذى عطره يحيطني.

(قف شامخا ابا نزار... واختم بصدغيك وشما للسلام)

(فهنا تحط اوزار المنايا... وهنا القيامة لطغاة تقام..)

خسئوا فهم الدهان لنعلك... ولجرح زمانك انت الرهام)

ستة وخمسون درجت عليك وكنت بها)

كوكبا متسامق الاقدام...  شلت يد الباغين وهي ترفع )

(لتضرب من زهت بهم ارض العراق وناسه الاكرام )..

*********************************

 

كان وقتها عمره ستة وخمسون. الف رحمة ونور عليه). 

 

فاطمة العراقية

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1310 الاحد 07/02/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم