أقلام حرة

سامي العسكري ام بيان جبر .. رئيسا للوزراء القادم

الا انه من الواضح بأن هذا المنصب سيكون محصورا بكتلة الائتلاف العراقي وائتلاف دولة القانون لأنهم لازالوا يمثلوا اكبر مكون شعبي عراقي رغم محاولات الأعلام العربي الغبي الذي يحاول أن يهمش دور هذا المكون في رسم معالم عراق الغد الجديد. لكن مع ذلك نقول بان العراق يمر بمخاض عسير جدا لان العراق في حالة أنجاب سياسيي التقزام ان العراق يعاني من أزمة قيادة. يبدوا ان شخص رئيس الوزراء القادم مفاجئة غريبة: ما بين الشخصيات التي يبدوا انها تمتلك شيء من مفاتيح القرار الدولية التي ممكن أن تنتشل العراق من محنته وما بين نكرات القوائم الذين تغلغلوا خلسة الى اعلى مصادر القرار. أن منصب رئيس الوزراء: هو ما بين حظوظ متناقصة للمالكي وعادل عبد المهدي... وحظوظ متصاعدة للجلبي وسامي العسكري وبيان جبر.. وقد يظهر حليف إسرائيل (مثال الالوسي) الذي يحظى بدعم الغرب وأمريكا وإسرائيل لكن حظوظه ضعيفة أيضا لأنه لا يمتلك الأصوات التي تؤهله للوصول للمنصب خصوصا وان تأثيره العملي غير واضح ووجوده في ساحة الصراع السياسي محكومة بكلمات نظرية تبدوا وكان بعضها تم تمريره أليه مخابراتيا وهي لا ترقى الى وضع نظرية الخلاص الوطنية كخطة إستراتيجية لإنقاذ العراق مما هو فيه من تراجع مستمر ولازال مستمر.. ولربما القادم هو أسوء لكن قد يحصل الالوسي على قوة اكبر في الانتخابات القادمة. وقد يتراجع جميع هؤلاء لأنهم أمام الرؤية الشبابية المتقلبة الاهواء التي تتصف بها مجتمعاتنا الشرقية وهي سرعة الملل من الشخوص الذين يتحدثون كثيرا ولا يفعلون ألا عكس ما يقولون وتحكمهم البرغماتية التي لا تحكم بقانون ثابت وإنما قانونها التاقلم والتغير المستمر حسب الحدث وحسب المؤثرات التي تتلاعب بمقاليد الأمور وتفرض وجودها ككابوس مؤلم وبرضوخ سخيف من قبل المتسلطين باسم الديمقراطية العرجاء... أن البرغماتية التي اتبعها بوش في سياسته انعكست على ظهور سياسيين عراقيين براغماتيين لا يحترمون قيم ولا يحترمون إنسان ولا يعملون بشيء اسمه قانون.. هذه البرغماتية ساهمت بإسقاط الرموز الوطنية وفقدانها بريق القدسية...

نطرح تساؤلا هنا من هو الجدير بإدارة العراق؟؟؟ أن العراق حقيقة يمر بأزمة شديدة جدا فهو في حالة أزمة قيادة فوجود تناقضات واختلافات سياسية وعرقية وطائفية كثيرة لم تمهد لظهور رجل الخلاص الوطني وظهور هذا القائد محكوم عليه بالإعدام أو الصراع والحرب الداخلية... وذلك لوجود التدخل الأمريكي في كل ما يخص بناء العراق الجديد. أن السياسة العراقية تمر بمرحلة ليست طبيعية وإنما تمر بمرحلة التجريب الأمريكي المسيطر عليه فجميع خيوط اللعبة بيدي الإخطبوط الأمريكي... إضافة الى دخول إسلام البترول في لعبة الالم العراقي المتمثل بطموح السعودية في السيطرة المطلقة على الشرق الأوسط وذلك باستخدامها الأعلام الكثيف واستخدم الأموال الهائلة في السيطرة وتوسيع دائرة نفوذها على حساب المكونات والطوائف المتعايشة بسلام في المنطقة...أن التدخل السعودي ودعمها للإرهاب في المنطقة ساهم وسيساهم في تدمير المنطقة والإجهاز على القضية المركزية (قضية فلسطين) وتوسيع دائرة الصراع الإسلامي الإسلامي (حروب اهلية وطائفية). السعودية لها وجود سيء كبير جدا في العراق وفي عرقلة بناء دولة الديمقراطية الجديدة. كما أن السعودية ستساهم في صنع القرار داخل العراق بما لا يرضي غالبية الشعب العراقي، فمن يقف وراء البعث؟ من يقف وراء الإرهاب؟ من يقف وراء صالح المطلك؟ من يدعم علاوي؟ من يدعم ظافر العاني؟ من يدعم الجماعات المسلحة المتطرفة التي تعمل على تدمير أواصر الوطنية العراقية؟..من يعمل على محاصرة العراق والضغط عليه اقتصاديا؟ من يعمل على صرف الأموال الهائلة لغرض منع وصول أي شركة عالمية لبناء مؤسسات النفط والكهرباء في العراق؟.. كل هذا يقف وراءه الغباء العربي المتمثل بالدرجة الأولى بطوق الشر السعودي المصري الإماراتي. أن طوق الشر ساهم في دعم الإرهاب ماديا ومخابراتيا وقام بدور سيء وسيقوم بدور أكثر سوءا في المرحلة القادمة.. فهل سيظهر قائد الأزمة الذي سيقف بقوة ويضرب بشدة ويدعم الأساس الوطني للأمة العراقية ويقطع علاقاته مع الدول الداعمة للارهاب ويقاطعها اقتصاديا كصفعة بسيطة تليها صفعات اقوى واقسى بدعم حركات التحرر الديمقراطية في هذه البلدان. لكن اين هو هذا القائد؟!

أن منصب رئيس الوزراء الأجدر به هو سامي العسكري لقوته وجرأته في طرح المواضيع الإستراتيجية لكنه في السنة الأخيرة قبل الانتخابات للأسف انزلق منزلق الحقد والضغينة على رفاق النضال السابقين. وبنفس الوقت تصرف بعقلية رجل الصحراء الذي يتدكتر مما افقده الحظوة لدى الأكراد والائتلاف العراقي... لذا فانه أن استطاع أن يرمم ما ساء من علاقته معهم فقد يكون هو المرشح الساخن في المرحلة القادمة... وينافسه من الائتلاف الجلبي لكن حظوظ الجلبي داخل الائتلاف أيضا ضعيفة ألا أذا الائتلاف العراقي تصرف بروح أيثار عالية وابتعد عن المصلحة الحزبية وغيرها من الأمور المعرقلة لذلك.. كما أن بيان جبر الزبيدي يعد مرشحا ساخنا وكفؤا وشجاعا ويمتلك ذكاء واستراتيجيات اقتصادية وعسكرية وأمنية، ونجح عمليا في أدارت وزارة الداخلية ووزارة المالية وبكفاءة عالية.. لذا ان تمهدت له الطريق قد يكون هو رجل المرحلة القادمة لينقذ العراق من محنته.. لكن هل يمتلك كاريزما التأثير على الشباب العراقي وهل هناك أعلام حقيقي يدعمه؛؛ الأعلام للائتلاف العراقي في أبراز شخصياتها القيادية والتي ممكن أن تتولى منصب رئيس الوزراء للأسف ضعيف جدا.. ولربما مجرد طرح دعاية للشخصيات القيادية البارزة قد يسبب تصدع جدار الائتلاف وتشتته وانهياره... فهل الكتل الشيعية المؤتلفة في الائتلاف متفقة على ترشيح شخصية ما أم القرار ترك لما بعد الانتخابات؟ هل تم تدارس هذا الموضوع لوضع برنامج ما لقيادة العراق في المرحلة القادمة؟هل تم الاتفاق على وضع أسس لا يتم الاختلاف عليها هل تم وضع قوانين لا تكسر لكل المؤتلفين بالائتلاف أم انه ائتلاف هزيل ممكن اعتباره جسرا وممرا للوصول الى البرلمان من قبل الكثير من رجالات الصدفة السياسية، ولو لا اسم الائتلاف لما كان لهم دور يذكر في الساحة السياسية .. وما بعد ذلك وصول رجال الصدفة للبرلمان يتم التنصل من الاتفاقات الائتلافية ليصبح الائتلاف عبارة عن هيكل رمزي خاوي فقط.. هل لكل كتلة ائتلافية قرار تشرذم وقرار تناحر داخلي يجعل الائتلاف هزيلا أمام الكتل الأخرى والعراق بأمس الحاجة الى ائتلاف قوي حازم شجاع صلب لا يتجزأ.....

ما بين هذا وذاك توجد مشكلة حقيقة وربما مؤلمة جدا وهي أن الذي تولوا منصب رئيس الوزراء بعد السقوط كلهم من الذين كانوا خارج العراق لعقود من الزمن وإدراكهم للوضع الداخلي ضعيف جدا وإعمالهم وانجازاتهم تكاد تكون استعراضية وإعلامية فقط وتأثيرهم بالجمهور ضعيف ومحدود جدا. الواقع المحلي لا يدركه ألا الذي عاش المعاناة العراقية في الداخل العراقي وعاش لحظات تقلب الثقافة وتقلب الظروف العراقية ويحفظ تاريخ الألم العراقي ويحفظ التأقلم الشعبي مع كل مصيبة حلت عليه في عهد الدكتاتورية... للأسف لا يبدو لحد ألان وجود شخص من عراقيي الداخل مهيأ ليكون رئيس للوزراء وذلك لا يعني انه مفقود لكن المرض السياسي العضال الذي يمر به العراق سوف لا يسمح بظهور قائد التغيير العراقي وسنبقى ننتظر ونتمنى ونتأمل... هذا ليس عيب عراقيي الداخل وإنما المشرعون وقياداتهم وكتلهم هم من وضعوا القوانين وفصلوا القرارات وفسروا الآيات بما يلاءم مصالحهم و يخدم مصالح القادمين من وراء الضباب والذين أثاروا الغبار في عراقنا الجديد لكي تبقى الدفة بيديهم لا نلومهم ولا نحملهم الخطأ لكن هذه هي طبيعة الإنسان وكما قال على الوردي هي سمة التغالب التي يعيشها الإنسان..

الديمقراطية تعني القبول برأي الغالبية فهل الائتلاف العراقي ديمقراطي أم صراعاته السياسة الداخلية دكتاتورية بسبب حب التسلط أو بسبب دعم مخابراتي خارجي لا يتمنى للعراق الشفاء والاستقرار... أن الأطراف الخارجية ستدعم أي فرصة للتناحر الداخلي في الائتلاف وهذا قد يسبب كارثة وطنية عظيمة... أمريكا السعودية مصر ستعمل على جعل الائتلاف ضعيفا ولا يمتلك ألا سلطة رمزية وخاضعة للاستشارات الخارجية وتجعل حكومته ذليلة أمام الضغوط الأمريكية... أن أزمة القيادة واضحة جدا والتصارعات والتجاذبات السياسية والتدخل الخارجي لا يمكن أن ينجب قائد ديمقراطية حازم على المدى القريب...أمريكا لن ترضى ولن تسمح بظهور قائد ينشا من أيدلوجيا معادية لأمريكا ومصالحها في المنطقة.. يجب أن يفهم الائتلاف ذلك، أن أمريكا تستعمل كل السبل لغرض إخضاع الجميع وتجعلهم أذلاء على أعتاب باب سطوتها.. نتسال هنا ونقول هل الائتلاف سيتخلى عن فكرة القيادة الوطنية الحازمة ويرضى بكرسي السلطة الهزيل الخاوي الذليل... أم ستظهر قوة ائتلافية جديدة لقيادة الائتلاف بأيدلوجيتها لا تعادي أمريكا والغرب وإنما تحترم المصلحة الوطنية العراقية قبل أي شيء ولن ترضى ألا بحكومة وطنية قوية... لننظر ساحة الائتلاف العراقي وائتلاف دولة القانون وننظر بتمعن من يمتلك الروح الوطنية العراقية والذي سيقود العراق الى بر الأمان.

 

 أين الكتلة الوطنية التي لا تنافق ولا تعمل ألا وفق مبدأ الوطنية العراقية واحترام حقوق الإنسان وحماية جميع الاثنيات والأقليات..أن اليابان حاربت أمريكا وخسرت الحرب لكنها ألان حليف كبير لأمريكا وألمانيا أيضا حاربت العالم لكنها ألان لا تحمل أيدلوجيا العداء لأي دولة وإنما تضع مصالحها الوطنية قبل أي مصلحة أخرى.... أخيرا نقول أزمة القيادة سببها الايدولوجيا المعادية لأمريكا والغرب.. فهل ستكف أمريكا عن التدخل بشؤون العالم الذي تحكمه أم أن العالم سوف يسلك سلوك أخر ليحمي مصالحه؟!!!..

 

د.علي عبد داود الزكي

 [email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1313 الاربعاء 10/02/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم