أقلام حرة

إعلان نصائح بالمجان لحيازة كرسي في البرلمان!!!

غالبا ما تكون شاهدا على عدد هائل من الصور والظواهر المؤلمة والمخزية لبني البشر وحتى للحيوان والنبات على طول وعرض المعمورة، الجوع، الكوارث المرض الجهل النفاق العهر والبغاء العطش، التعذيب والإعدام ….الخ

وتتألم كذلك من حجم الدجل والكذب والتضليل الذي يمارسه الحكام والسلاطينة واساطين السياسة والتجارة وأدعياء الدين والقيم وحقوق الإنسان والديمقراطية وهم يحاولون أن يظهرون على خلاف حقيقتهم بينما يخفون قبحهم وظلمهم وإجرامهم، فيظهرون بمظهر المحب والعطوف والعادل والكريم والرءوف.

القصد من هذه المقدمة إن شوارع العراق وحاراته وحتى قراه تغص بصور الرؤساء والزعماء والقادة بدءا بصورة القائد الضرورة والذي روي قبل سقوط حكمه إن احد المواطنين البسطاء كان يتحدث مع نفسه وهو جالس في السيارة مذهولا من كثرة صور الديكتاتور وكبر حجمها متسائلا كيف سيتم جمعها وإتلافها بعد سقوطه الذي بات محتوما مرددا (هاي شيلمه.. هاي شيجمعه)؟؟!!

إما الآن فان الصور والشعارات أصبحت وكأنها غابة غير مشذبة الأشجار تضم الأحياء والأموات متعددة الأزياء والألوان والإحجام وخصوصا قبيل الحملات الانتخابية المحلية أو الوطنية فتظهر المرشح والحاكم مع طفل مورد الخدين، أو بمظهر عطف وحنو على معوق أو الابتهال والخضوع والدعاء لولي من الأولياء..وو وان أبناء الشعب في قلوبهم وطبعا ليس في جيوبهم!!!

لك أن تقف أمامي أو تجلس بجانبي في الصورة طبعا ولكن اياك أن تحاول

الجلوس بمكاني على الكرسي؟؟!!!

يمكنني أن أسدي خدمة مجانية ولوجه الوطن لا اريد من وراءها لاجزاء  ولا شكورا ولا حتى صورة وان ادلهم على ضمان كرسي في البرلمان وبالمجان

على أن:-

* أن يصوروا قرب مواقع الحرائق والانفجارات متعهدين بمنع حدوثها.

أن يصوروا وسط ركام البيوت المهدمة وعدا بإعادة تشيدها وبنائها من جديد.

التصوير الى جانب (اللالة والفانوس) مع التعهد باجتثاثها من حياة العراقيين.

التصوير في باب معمل مخرب متعهدا بإعادة الحياة إليه لتدور مكائنه من جديد.

التصوير مع متسول بائس في بلد البترول متعهدا بإعادة الكرامة إليه وليس

إصدار الفرمانات بمنع التسول تحت ذريعة الضرورات الأمنية.

التصوير وسط آلاف العاطلين عن العمل وهم يبحثون عن فرصة عمل تسد رمقهم وعوائلهم.

التصوير في مدرسة من طين آيلة للسقوط على رؤوس الأطفال.

التصوير مع من يبحثون في فضلات البيوت والفنادق عن بقايا طعام يسدون به جوعهم.

التصوير مع من اضطررن على بيع أجسادهن من اجل لقمة العيش لهن ولأطفالهن.

التصوير مع آلاف الشيوخ من المتقاعدين وهم يلاقون أصناف المشقة والذل

على صناديق الصرف لاستلام رواتب لا تغني عن جوع.

التصوير مع ملايين المهاجرين والمهجرين وهم يعانون غربة الداخل والخارج.

التصوير مع مئات الآلاف من خريجي الكليات والمعاهد ومن مختلف

الاختصاصات وقد شابت رؤوسهم دون أن يحصلوا على فرصة عمل.

تصوير ما كان عليه قبل دخول البرلمان وما هو عليه الآن.

تصوير رفضه للرواتب والمخصصات الخيالية لأعضاء البرلمان والرئاسات

التي فاقت حد الخيال، وإلغاء قانون تقاعد أعضاء البرلمان لأنه بدعة لا

قانونية فلااقاعد لخدمة اربعة سنوات!!!!!.

التصوير مع صحفي مجروح مهان من قبل حمايته.

بمعنى ان يكون مع مايحتاجه المواطن وما يعاني منه وليس بمايظن انه نفضل عليه بلقاء او قبلة او ابتسامة.

عذرا القائمة تطول في تعداد فرص التصويرمع هموم الناس، التي يمكن أن تضمن للمرشح

كرسي البرلمان، وهي عقد العهد بينه وبين من يصور معه في أعلاه مقابل انتخابه تنص على:-

أتعهد أنا المنتخب من قبلكم بان لا يعاد تصوير تلك المشاهد المؤلمة فيالانتخابات التي تلي دورتي الانتخابية القادمة لأنها ستصبح من الذكريات، وسأكون محاسب أمامكم إن لم أفي بوعدي وعهدي ولكم حق سحب ثقتكم مني واختيار من ترونه كفأ لانجاز ما عجزت عن انجازه.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1314 الخميس 11/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم