أقلام حرة

عهود الوفاء .. كفة الميزان وانحراف القيم من هو الأوفى؟!!

من هم الذين واجهوا الطغيان الصدامي ببسالة؟؟؟ أكيد الجواب ليس صعبا أذا تسلسلنا من أعظم المفكرين والعلماء وأولهم محمد باقر الصدر... أن الشهيد المفكر السيد محمد باقر الصدر كان له اثر كبير في نهضة الفكر العراقي بعد أن تولى نظام البعث القمعي السلطة في العراق.. أن هذا المفكر العظيم وقف بشجاعة ضد الطغيان وضحى بحياته من اجل مبادئه ووطنه ودينه وذهب شهيدا ولم يخضع لسلطان الظلم البعثي الصدامي.. استشهد الصدر على أيدي النظام البعثي الصدامي  لكنه لازال حيا بفكره وبقيمه وكتبه...أما رجل الظلام هبل بغداد فقد سقط على أيدي أسياده الأمريكان بعد أن رفض التقاعد الإجباري الذي حاولوا فرضه عليه، بعيدا عن السجال في شخصية كل من عظيم الخير الشهيد الصدر وعظيم الظلم صدام .. نطرح تساؤلا هنا ونقول من أوفى من من؟ هل أتباع ومحبي الشهيد الصدر أوفى من أتباع وأزلام صدام...استشهد الصدر لكنه بقى رمز وطنيا ورمزا للحرية بينما صدام قاهر الشعب أصبح رمزا لكل أعداء العراق الجديد أصبح رمزا عربيا للظالمين الذين لا يحترموا الشعب العراقي... وبقى صدام عظيم بنفوس محبيه والمقربين منه... لقد قام محبي صدام بعد زوال سلطانه ببناء قبره وجعلوه بأفضل حال.. بينما أتباع الصدر الذين تسلموا السلطة لم يقوموا ببناء قبر الشهيد الصدر بشكل لائق يعطي هذا الزعيم حقه وفاء له ووفاء لنبله وحبه للعراق رغم أن أتباع الصدر تسلموا السلطة... ماذا قدم المتسلطون الجدد لرمز عراقي عاش في قلوبنا سنين طويلة .. لماذا أتباع صدام قاموا ببناء قبره؟؟؟ !! بينما أتباع الصدر المتسلطون نسوا الصدر... أن أغلبية العراقيين لم يكونوا يعرفوا اغلب الشخصيات السياسية التي ظهرت بعد السقوط لكن اغلب العراقيين الذين عانوا من ظلم صدام يعرفون القائد الرمز الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله... حتى في الانتخابات السابقة تم انتخاب الرمزية ولم يتم انتخاب الشخوص وإنما تم اختيار المبدأ والطريق الذي رسمه عظماء التضحية العراقيون مثل محمد باقر الصدر..

حدثني احد أساتذتي انه قبل أيام زار احد البرلمانيين في مكتبه ودار حديث بينهم فقال أستاذي للبرلماني بأنهم سوف يخسرون لأنهم لم يحققوا شي للشعب... أن انتخابهم في المرة السابقة كان غلطة... ونظر في المكتب على احد الجدران فوجد صورة باقر الصدر فقال له انتم فزتم في الانتخابات السابقة بفضل صاحب هذه الصورة واشارة الى صورة الشهيد محمد باقر الصدر... ثم قال للبرلماني: قبل أيام ذهبت للنجف فوجدت صندوق بائس مكتوب عليه جمع تبرعات لبناء قبر الشهيد محمد باقر الصدر  !!!!!...  فقال أستاذي للنائب هل هذا هو الوفاء لعظماء العراق ... لماذا لم يتبرع وزراء ونواب الائتلالعراقي براتب شهر واحد من رواتبهم الضخمة لبناء قبر يليق بالمفكر العظيم الشهيد محمد باقر الصدر ..فسكت النائب ولم يجد جواب... كيف سيبنى العراق كيف سينهض العراق وفيه قيادات عليا تتناسى رموز القدسية والوطنية العراقية ولم تقدم  شيء لتفخر الأجيال اللاحقة بتاريخ النضال العراقي  فان الأمة التي لا تحترم رموزها فإنها في طريقها الى الزوال لا محالة... لننظر الصور التالية ... ولنتأمل لنبحث عن مكمن الخلل... هل هناك جواب ؟؟ نتمنى من الجميع أن يتأملوا ويعطونا جوابا لحيرتنا المؤلمة....

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1315 الجمعة 12/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم