أقلام حرة
لنتحدث بلغة الحب
وأعتقد بأني أشعر بانسانيتي عندما أتحدث بلغة الحب وأشعر باسلاميتي عندما أتحدث مع الآخرين بلغة الحب لان الاسلام دين المحبة والحب كما يقول الرسول العظيم (حب لأخيك كما تحب لنفسك)، كذلك سأشعر بنصرانيتي عندما أتحدث بلغة الحب، الحب لغة عيسى بن مريم حيث يقول (أحبوا أعدائكم وباركوا لاعنيكم واحسنوا الى مبغضيكم وصلّوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردوكم) . كذلك سوف اشعر بيهوديتي عندما أتحدث بلغة الحب مثلما تحدّث بها موسى في التلمود، أو بلغة الحب التي تحدث بها يوحنا المعمدان أو بوذا ... الخ .
تعاليم الحب والمحبة هي تعاليم كل الأديان والدعوة للحب ولحب الآخرين هي دعوة الله سبحانه وتعالى لانه يحبنا جميعاً وينظر الى الجميع نظرة متساوية دون تفريق أو تمييز باللون والعرق ويدعونا الى ان نتحدث بلغة الحب وان يحب بعضنا البعض الآخر . ولو تحدث البشر بلغة الحب لما وجدنا في تاريخ الانسانية كل هذه الحروب والمجازر والقتل والدمار .
الحديث بلغة الحب والمحبة يقودنا الى السلام والتسامح ويجعل الجميع بعيدين عن روح الكراهية والبغضاء والانانية والظلم . بهذه الروحية علينا ان نكتب كلماتنا عن أوطاننا الجريحة، عن انسانيتنا المذبوحة وعن كرامتنا المهدورة وحقوقنا الضائعة وحرياتنا المسحوقة وعن دماء الأبرياء التي تسفك كل يوم، عن ايامنا الدامية نعم نكتب كل ذلك بلغة الحب لا بروح سياسي يريد الفوز بالانتخابات أو بروح رجل دين أختزل الدين في لحيته وحصر تعاليم الدين في فتاويه أو بروح رجل مجنون ظن بانه أصبح مفكراً عصرياً يدعو الى نبذ أعرافنا وقيمنا الاجتماعية والحضارية بصورة مطلقة، أو بروح رجل أعمال يريد توسيع امبراطوريته المالية، أو بروح رجل منافق أو وصولي يريد ان يحتل منصباً أو يجلس على كرسي وهو يفكر مسبقاً كم سيزيد هذا الكرسي أو المنصب من واردات جيوبه أو يضيف الى شرفه الاخلاقي وسمعته في المجتمع .
شخصياً فأنا بقدر حزني وألمي على ما يجري هنا وهناك فان الحب الذي أحمله للانسان الآخر يجعلني أبكي وأحزن وأبارك وأصلي من أجل قتلتي ! قتيل يبكي على قاتليه؟ ومظلوم يحزن على ظالميه ؟ نعم قد تكون هذه المعادلة غير مفهومة للبعض ولكن من يتعرف على سيرة الانبياء والرسل عيسى ومحمد على سبيل المثال سيفهم هذه المعادلة ومن يتعرف على سيرة علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) أو سيرة الامام الحسين (عليه السلام) سوف تكون هذه المعادلة مفهومة تماماً وسوف تكون الصورة واضحة لاتحتاج الى تفسير، وسوف يعرف مدى الحب الذي كان يحمله هؤلاء الخالدون الذين تحدثوا وكتبوا حروف الحب والمحبة بالصبر والتضحية والدماء، لذلك فهم يخلقون ويولدون في عقولنا وقلوبنا وضمائرنا كل لحظة بل هم الأحياء الخالدون الباقون معنا كل لحظة نشعر بهم مع كل كلمة حب نكتبها أو نتحدث بها .
عندما نحب سوف نعيش في عالم أروع وأجمل وسوف تتغير نظرتنا الى الحياة وسوف نفهم انفسنا ونفهم الآخرين وسوف لانخاف من الموت لاننا جئنا من الحب لنعود اليه الى الحب، هذا الحب الالهي العظيم .
عندما نتحدث بلغة الحب، سوف لا نغتال البراءة ولا نقتل الطفولة ولا نقتل الآخرين ولا نعتدي على أحد ولا نكذب ولا نسرق ولا نحارب او نتقاتل وسوف لا يرضى اي انسان ان يرى قطرة دم تسفك . بلغة الحب نعيش بأمن وأمان وطمأنينة وسعادة في حياتنا الدنيوية وسوف نغادرها بنفس الشعور وبقلوب مطمئنة. أليست هي هذه السعادة التي ينشدها كل انسان؟ بالتأكيد ولكن البعض من الجهلة يتصورون ان هذه السعادة لايمكن الحصول عليها إلا بكثرة الاموال والأرصدة وامتلاك القصور وحب التملك لكل شيء، ومن كان هكذا يفكر فانه لايتحدث بلغة الحب مطلقاً وانما بلغة اخرى تتضمن كل مفردات الرذيلة الانسانية التي تقوده الى احتراف الكذب والسرقة والانانية والكراهية وسلب حقوق الآخرين والاعتداء والظلم والقتل. وما فائدة الاموال والقصور او المناصب او الكراسي اذا كان الانسان في داخله غير سعيداً؟ اذا كان البؤس والظلام والمرارة والألم تعيش في قلبه وضميره !
السعادة شعور يعيش في داخلنا ونحس به ولا تأتي السعادة إلا من خلال الحب، فكم من انسان بسيط لا يملك ما يملكه الآخرين ولكنه يعيش سعيداً، وكم من أهل الاموال والمناصب ومن أصحاب السيادة من ملوك وأمراء نجدهم تعساء وأيامهم تمضي ثقيلة عليهم ولا تغرنّك الصورة الوهمية او الظاهرية التي يظهرون بها أمام الناس فهي تخفي السواد والظلام في أعماقهم لأنهم لا يعرفون لغة الحب .
أذكر اني قرأت قبل سنين عديدة مقابلة مع أحد أكبر أغنياء العالم وهو أوناسيس اليوناني مالك الأساطيل التجارية الذي تزوج في نهاية عمره من السيدة جاكلين كينيدي أرملة الرئيس الامريكي الأسبق جون كينيدي وكان هذا الزواج من باب الهواية او مجرد الزواج من امرأة مشهورة كونها كانت زوجة لرئيس أمريكي، وفي هذه المقابلة الصحفية التي أجريت معه حيث كان متواجداً مع جاكلين في يخت على البحر سأله الصحفي عن أمنيته في الحياة، أجاب أوناسيس بعد حسرة طويلة بما يلي :
(أمنيتي الوحيدة ان يأتيني شخص ويعطيني شعوراً بالسعادة ولحظات بدون ألم وليأخذ كل شيء .. كل ما أملك من سفن وأساطيل وأموال) أرجو من القارئ ان يدقق في هذه الكلمات القليلة !! لان فيها الكثير من العبر والدروس . بالمناسبة فان أوناسيس هذا كان له في الحياة بنتاً واحدة فقط وبعد وفاته كونت علاقة صداقة مع أحد الاشخاص واعتقد بانه كان من روسيا وبعد فترة ليست بالطويلة ضحك هذا الشاب الروسي عليها وحصل على ما حصل منها وتركها الى حيث اللاعودة وهي في حالة نفسية بائسة وشعور باليأس والمرارة قضت على حياتها بعد فترة قصيرة . ولست أدري أين ذهبت أموال وملايين أوناسيس ومن يتمتع بها الآن، وهنا أتذكر قول العظيم علي عليه السلام (ما جمع من مال الا كان مآله أما للورثة وأما للحوادث) وأموال أوناسيس لمن آلت، للورثة أم للحوادث أم للاثنتين معاً؟ وكم من أوناسيس شاهدناه في حياتنا ونشاهدهم الآن؟
ولنعد الى لغة الحب التي قد يظن البعض بأننا ابتعدنا عنها واقول بلغة الحب .. أهدي اليكم من مخزون ذاكرتي المتعبة بعض الأقوال والجمل وقد تكون مشتقة من اخرى أو مرادفة لها أو توارد أفكار وقد تكون من اختراعاتي المتواضعة لست أدري ولكني بلغة الحب وحروفها اكتبها وأضعها امامكم .
• جميل أن أسمعك.. ولكن الأجمل أن تسمعني أيضاً.
• بعود ثقاب نستطيع أن نشعل كل العالم.
• الله خلقنا عراة .. فلماذا نخجل من عوراتنا ولا نخجل من افعالنا القبيحة.
• لا نشعر بحياتنا ... إذا لم نعش تناقضاتها.
• نعلم بأن الشيء الوحيد الذي يلاحقنا هو الموت ولكن لا نعلم متى يصلنا وكيف!!
• نكره الآخرين عندما نتخلى عن حب ذاتنا ونكره ذاتنا عندما نتخلى عن حب الآخرين.
• من المستحيل أن أقول لنفسي يوماً كفى فقد وصلت مرحلة اليأس.
• كل البشر يجمعهم دين واحد هو دين الحب ومن لا يصدق فليرجع الى تعاليم دينه.
• في الليل ارواحنا تذهب الى حيث تكون هناك مستقبلاً.
• أعلم بان الله خلقني لأساعد الآخرين.
• هل شعرت بهالة النور التي غمرت كيانك بعد تقديم خدمة لأنسان لا تعرفه .. هالة النور تلك هي كلمة شكر من الملائكة.
• البراءة هي التي ستبقيني طفلاً حتى لو تجاوزت المئة.
• الشيء الوحيد الذي يضحكني هو عندما أضحك على نفسي.
• اكتشفت ان المسافة بين الله وبيني هي ثلاثة حروف، الباء والياء والنون.
• كل حنان العالم لا يعادل حنان أمي إلا حنان أبي الذي هو من حنان الرب.
• بالحب نستطيع أن ننتصر في كل الحروب.
• أنانيتنا هي التي تقودنا الى تدمير ذاتنا قبل تدمير الآخرين.
• الإيمان بالله يختلف عن الإيمان بالدين لأن الدين هو فكر وإعتقاد وقد يخطئ الإنسان في فكره وإعتقاده ولكنه لا يخطئ بايمانه بالله، لذلك كان أصحاب الفكر والعقيدة والدين والمبدأ حسب إعتقادهم هم الذين حاربوا عيسى ومحمد وأغتالوا علياً وذبحوا الحسين وقتلوا المصلحين ودعاة الحرية والعلم.
• كن كريماً مثل الوردة التي تعطيك عطرها حتى لو قطعتها.
• الأزهار لا تموت إلا بعد أن تبث كل عطرها.
• سأل الإنسان لماذا أنت إنسان؟ فاجاب: لأن الله أرادني إنساناً . وسال الحمار لماذا انت حمار؟ فاجاب : لأن أبي كان حماراً.
• بعد كل هذه السنين من الحب اكتشفت بانك الحقيقة التي في ذاكرتي التي لم أكتشفها لحد الآن.
• القلم هو السلاح الوحيد الذي لا يستطيع أي سلاح متطور أن يتغلب عليه لأنه من صنع الله.
• عرفت الله عندما عرفت نفسي.
• خذوني الى حيث أردتم ولكن لا تأخذوني الى حيث لا أريد.
• من الأشياء الجميلة أن تجد شخصاً يبتسم بوجهك شاكراً ولا تعرف لماذا ولكنه يعرف.
• أنا الآن في عالم بلون اللازورد .. لايفهم كنه إلا من دخله.
• نحب علياً.. ونموت في حبهِ.. ولكننا لا نعرفهُ.
• علي بن أبي طالب.. هو نموذج للإنسان الذي أراده الله لذلك لا نجد مثيلاً له.
• هل أجد الصديق الذي أريد ان أبكي على كتفهِ يوماً؟؟
• هجَرتكِ من داركِ.. لأجعلكِ في قلبي فهو داركِ الأبدي.
• لا أنحني.. إلا عندما أكون سنبلة أو بتيلا.
• قد نتجاهل الحقائق ولكننا لا نستطيع أن نتجاهل الأوهام لأننا نعيش فيها.
• قتلت بقةً لأنه أمتصت دمي .. ثم بكيت عليها.
• ان الله وهبنا قدرات عظيمة وعلينا إكتشافها.
• سألني أحدهم أين كنت طوال هذه السنين ؟ أجبتهُ : كنت ميتاً.
• لا زلت أذكر ذلك الوحش الذي إلتهمني ولم يبق شيئاً سوى قلمي الذي هو أنا.
• سألني أي معبد ترتضيه ؟ قلت : المعبد الذي يرضي خالقي.
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1316 السبت 13/02/2010)