أقلام حرة

العبرة والأعتبارفي أنتخابات 7 آيار

 خاصة وأن العراق يحمل هماً ثقيلاً يفيض بالمشاعر والأحاسيس  المختلفة في الأنتخابات النيابية القادمة . هذاهو حال الحياة تتبدل من حال الى حال، وتمنحنا التجربة والصبر .. لكننا نتطلع الى التغييرالمنصف مع مزيد من الآمال الجميلة ... وما أحوجنا اليوم لأختيار نخبة طيبة تتعلم من سيرة الورود، ناعمة الأوراق .. صلبة الجذور .. خشنة الساق .. وطيبة العطر  .. حاملة للكثير من الألم و الكثير من الحب .. علينا أن نواسي قلوب الفقراء ونرفع معاناة المحرومين والمحتاجين .. مع المثل القائل - كن عادلاً قبل أن تكون كريماً .

 

قال الشافعي  ..

  كلما أدبني الدهر .. أراني نقص عقلي .. وأذا ما أزددت علماً  .. زادني علماً بجهلي ..

 

 دخلوا على بشر الحافي في يوم شديد البرد وقد تجرد وهو ينتفض ..فقالوا.. ماهذا يا أبا نصر؟

فقال ذكرت الفقراء وبردهم وليس عندي ما أواسيهم به، فأحببت أن أواسيهم في بردهم .

 

علينا أن نميزفهناك فرق بين الخيلاء والحياء.. قال لقمان الحكيم .. وقفت يوماً متأملاً أمام حقل القمح، فرأيت سنابل تعالت في خيلاء ..

و سنابل أحنت رأسها في حياء، وعجبت حين لمستها فرأيت الأولى فارغة، ورأيت السنابل المحنية مليئة بحبات القمح، قلت لنفسي ..

وفي الحياة أيضاً، سنابل مرفوعة الرأس ولكنها فارغة .

فلنبحث بجد و أخلاص أيها الأعزاء .. في حقول العراق عن السنابل المتواضعة المحنية المليئة بالحبات المفيدة .. .؟

 

سئُل حكيم عن الدليل على وجود الله ..فقال ورقة التوت ..فقيل له كيف .؟

قال ..تأكلها دودة القز فتخرج حريراً .؟

   .. تأكلها النحلة فتخرج عسلاً ....؟

  .. تأكلها الشاة فتخرج لبناً ........؟

 .. الغزالة فتخرج مسكاً ...........؟

فمن يكون للعراق مثل ورق التوت،الذي ستر الله سبحانه به جسم أدم، وأفاد لاحقاً كل أؤلئك الآكلين .

 

ما أحوجنا الى المحبة  والتسامح الأخوي والوفاق المجتمعي .؟ علينا أن نقتدي ونأخذ الأعتبار من تواضع وحكمة وسيرة العظماء في تأريخنا المجيد.

اليكم هذة الحكاية اللطيفة نأخذ منها العبرة العظيمة ..

 يحكى أنه جرى بين الحسين بن علي بن أبي طالب - عليه السلام - وبين أخيه محمد بن الحنفية كلام،

 فأنصرفا متغاضبين، فلما وصل محمد الى منزله، أخذ رقعة وكتب فيها  ...

بسم الله الرحمن الرحيم  - من محمد بن علي بن أبي طالب  - الى - أخيه الحسين ... أما بعد  ...

فأن لك شرفاً لا أبلغه، وفضلاً لا أدركه، فأذا قرأت رقعتي هذه فألبس رداءك وسر ألي فترضيني  ...

و أياك أن أكون سابقك الى الفضل الذي أنت أولى به مني والسلام 

فلما قرأ الحسين - ع - الرقعة سار مسرعاً، لبس رداءه ثم جاء الى أخيه فترضاه  ...

وهكذا جمع الرجال العظماء بين الرحمة المتناهية والأخلاق الراقية والشجاعة والشدة...

وهكذا أوصانا الرسول الكريم  بالحلم عند الغضب - أذا غضبت فأسكت .. ثلاث مرات .

 

وهكذا الحكمة ..لا تقل بغير تفكير ولا تعمل بدون تدبير.. نريدها مفتاحاً للتأمل قبل الأنتخاب .؟

 

مع أن رضا الناس غاية لاتدرك ..؟ قال رجل للحسن البصري .. أن قوماً يجالسونك ليجدوا بذلك الى الوقيعة فيك سبيلاً - أي يتصيدون الأخطاء عليك .؟-

فقال ..هون عليك يا هذا .؟ فأني أطمعت نفسي في الجنان فطمعت، وأطمعتها في النجاة من النار فطمعت، و أطمعتها في السلامة من الناس، فلم أجد الى ذلك سبيلاً .؟ فأن الناس لم يرضوا عن خالقهم و رازقهم .. فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم.؟

                      

قلوبنا مع العراق العزيز تحمل بشرى آمالنا وأمانينا وهمومنا... يجمعنا أجتناب الظن والمحبة .؟ فالحب أقوى العواطف  لأنه أكثرها تركيبا .؟

وفي حدود الحب تتحقق العدالة بلا تمييز في ظل القانون المرتبط بالحياة والكل متساوون أمام هذا القانون.

قيادة المجتمع لاتعني المناصب والألقاب .. لكن تعني مقدرة التأثير في المجتمع ..بعقلك تملك نفسك ..وبقلبك تملك الناس ..وسيتذكرنا الآخرين عندما نكون قد أنجزنا ..؟ وهكذا نتعلم من الورود القناعة والأكتفاء بقطرات الندى .؟

 

صادق الصافي - النرويج

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1325 الاثنين 22/02/2010)

 

 

 

 

في المثقف اليوم