أقلام حرة

تركـيا مطامع قديمة وأحلام جديدة

http://www.kamilpasha.com/2009/09/30/the-new-improved-turkey/

The New Improved Turkey?

Posted on September 30th, 2009 by Jenny White And here’s an oddity. The Istanbul Provincial Office of Education distributed educational cds to all schools in Istanbul with this map:

 602-saleh

 

Image from Radikal

حيث نشرت وزارة التربية التركية خارطة جديدة لتركيا وقامت كذلك بتوزيعها على طلاب المدارس الابتدائية في مدينة اسطنبول. و نقلت صحيفة "بوك ميديا" نقلا عن صحيفة" راديكال" التركية يوم الخميس 1/10/2009، أن الإدارة السابقة لوزارة التربية التركية أعدت خارطة جديدة لتركيا ووزعتها على طلبة المدارس الابتدائية في استانبول،

 الجديد في هذه الخارطة واللافت للأمر أنها تضم ثلث أراضي شمال العراق تقريبا وهو الجزء الذي كان يطلق عليه أيام الاحتلال العثماني للعراق اسم (ولاية الموصل) زائدا كل الشريط الحدودي النازل إلى الجنوب الشرقي وصولا إلى الحدود الإيرانية التركية العراقية المشتركة،أي أنها ضمت إليها محافظات الموصل وكركوك وأربيل ودهوك هذا إضافة إلى أراض من دول أخرى مثل أرمينيا وأجزاء من جورجيا وأذربيجان وقبرص. ويذكر أن تركيا تعلن بين حين وآخر أن ولاية الموصل" هي جزء من تركيا و أنها انسحبت منها مجبرة بموجب معاهدة فرضت عليها فرضا بعد الحرب العالمية الأولى

لقد كانت المطامع التركية مصدر خطر حقيقي على مر السنين، ونحن بعد التغيرات الكونية المعاصرة كنا نعتقد أن تركيا كفت عن أحلامها المجنونة القديمة لنفاجأ اليوم بدعوة جديدة لقضم ثلث أراضي العراق بعد أن وجدت أن أهل العراق غير معنيين بما يصبه لأنهم منشغلون بخلافاتهم الداخلية ومصالحهم الفئوية والحزبية فأرادت استغلال هذه الفرصة لتحقيق مكاسب ممكن أن تعصف بالوضع العراقي وتقوده إلى شفير الانهيار الكلي بما لا ينفع معه رتق أو تلحيم.

إن هذا الأمر الخطير إذا ما كان صحيحا ومؤكدا لا يمكن السكوت عنه بالمرة ويجب على الحكومة العراقية أن تسارع فورا بمفاتحة الحكومة التركية بصدد الموضوع وأن تطلب من الأمين العام للأمم المتحدة ومن جامعة الدول العربية ومجلس الأمن التدخل لفض الموضوع  بالطرق الدبلوماسية قبل أن يتحول إلى نزاع يحرق المنطقة كلها ويزيد عذابات شعوبها.

كما أننا كمواطنين نطلب من حكومتنا المنتخبة توضيحا مستعجلا يجلي حقيقة هذا الأمر ومدى مصداقيته وجديته، ونطلب من الحزبين الكرديين المسيطرين على شمال العراق والذي يطلقون عليه اسم (إقليم كرستان) استجلاء حقيقة هذا الأمر الخطير الذي نستغرب كيف أنهما لم يتطرقا إليه لا في صحفهم ولا في فضائياتهم ولا في اتصالاتهم بحكومة بغداد (الفيدرالية)  لأن مجرد تفكير تركيا بمثل هذا الشكل والمنطق يعني أن الإقليم سيتحول بطرفة عين إلى مجرد فقاعة طفت على سطح الماء نتيجة ظرف معين لم يكن في الحسبان ثم انفجرت وتلاشت إلى الأبد، لكن الفرق أن أرض الإقليم كانت من قبل محافظات عراقية تسمى المحافظات الشمالية أما إذا تحققت الأحلام التركية فستتحول إلى مجرد ولايات تركية بائسة لا تختلف عن الولايات التي يسكنها الأكراد في الجانب التركي من الحدود والتي يعاني أهلها البؤس والفاقة والجوع والحرمان.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1328 الخميس 25/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم