أقلام حرة

لننتخب الاصلح لوطننا!

ظل يئن عقود من الزمن من عسف نتائج مثل هذه الانتخابات.! بل المهم فقط وفقط شخوص من سيمثلون بحق وجدارة واخلاص طبقات وشرائح الشعب المحروم ليرتقون به الى مصاف الامم والشعوب الراغدة في عيشها وامنها والمتمتعة بحريتها وكرامتها. والى هذا اكتب عن شخصية عرفتها وعرفتها مخطات متعددة في جاليتنا العراقية باستراليا.

 السيد صادق جعفر الصافي من اهالي واسط/الحي.. الدكتور صادق صدق مع الله ومع وطنه وابناء شعبه ومع نفسه فهوت لمحبته قلوب الطيبين، ولم آت بجديد في ذلك فجاليتنا في استراليا عرفته وتعرفت على ذلك ولمست اكثر مما ذكرته فأحبته وكذلك احبه ابناء جلدته ومحافظته. وكذا كل من عرف الدكتور صادق الصافي وتعرف اليه عن قرب.

 تعود معرفتي بالدكتور صادق الى اكثر من عشر سنوات وكنت قد سمعت وتعرفت على سلوكه ومزاياه من مدة اطول تمتد الى علاقتي القريبة جدا مع شقيقه الاكبر الشهيد السيد ابي لقاء الصافي الذي شاركناه سنين الجهاد ضد الطغمة الصدامية الكافرة منذ الثمانينات. فالسيد ابو لقاء كان من ابرز رجالات معارضة نظام صدام التكريتي وهو قيادي مجاهد عُـدّ الرقم الصعب في سوح الوغى والقتال.

 الدكتور صادق ينحدر من عائلة زكية مجاهدة عُرفت بعائلة الشهداء حيث قدمت 14 شهيدا من خيرة الرجال المؤمنين في طريق المبدأ وتحرير العراق وخلاص ابناء العراق من سطوة وعنجهية البعث الاجرامي.

 الدكتور صادق طبيب حاز فضلا ونبلا في درب الصلاح وحصد رتبة علمية في مجالات الطب التخصصية وقد وفق للعناية بما ينحصر باخرته كذلك. فهو الطبيب الحاصل على شهادات الباكلوريوس/طب عام.. ودبلوم في طب الاطفال.. وله برامج دكتوراه في طب الاطفال ودكتوراه في طب الاسره كما انه باحث في علم النفس وله بحوث جليلة القدر تخدم شخصية الشباب وبنائها. وحاصل على دبلوم في الادارة.

 وفي ما يتعلق بعمله الاجتماعي وكفاحه من اجل خدمة الانسان العراقي وتحقيق العدالة فتمدد جهد الدكتور صادق لنكوّن معه حركة دؤوبة جابت مناطق واسعة من استراليا لتؤسس الى مشروع يخدم العراقي في مهجره باستراليا وليتواصل مع اخيه داخل العراق أيام محنته في عهد السطو والتسلط الصدامي الفاشستي. فعقدنا سوية لقاءات دورية مع طليعة اوساط جاليتنا العراقية في سيدني وملبورن وادلايد وشبرتون ومناطق اخرى. كما تحققت للدكتور صادق فعاليات كثيرة مع مسؤولين استرال بما يتخادم ومصلحة العراقي المغترب. هذا غير ما اضطلع به السيد صادق من حفظ للقرآن الكريم وانشاء ملازم وكراسات خاصة وكذلك اقامته مراكز ودورات لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم واجراء المسابقات القرآنية التي تشهد بها له جاليتنا العراقية المحترمة في استراليا.

 وحينما هوى صنم العوجة.. تحديدا عام 2003 انطلق الدكتور صادق الصافي الى عمق العراق ليعيد ذكريات مساهماته الفعالة في انتفاضة ابناء العراق الشعبانية ضد نظام الجريمة العفلقي، وليشمر عن ساعده مجددا ويقدم ملف حياته بين يدي الحكم الجديد للعراق ليخدم العراق وابنائه المحرومين.

 وهكذا طوى سنين الغربة ثانية ليكرس شهاداته ويوظف خدماته الطبية وامكاناته الاجتماعية قبل اكثر من عام  داخل العراق وعلى وجه الدقة في بقعة مسقط رأسه (الحي) وفي مدينة الكوت ايضا بمحافظة واسط ليفتح باب عيادته امام مرضاه الفقراء والمعوزين مجانا، بل في اغلب الاحيان كان يغمس يده في جيبه ليناول ذلك الفقير المريض ما تجود به يده من مال اضافة الى انه انشأ صيدلية تقدم الدواء بالمجان الى مرضى المحتاجين والفقراء والى يوم كتابة هذه الشهادة.

 اسطري هذه، انما كتبتها الى التأريخ.. لا ابتغي من ورائها سوى انها امانة وذمة وجب التفوه بها في هذه اللحظة المصيرية حيال هذا الرجل المخلص الذي تقدم لخوض ملحمة الانتخابات للمساهمة في خدمة ابناء ديرته والمحرومين من ابناء العراق.

 رشح نفسه لعضوية البرلمان لا لاجل الاحتماء تحت تلك القبة! ولا لاجل ما ستدره تلك القبة على البرلماني من ذهب وفضة ورياش!!

 انما لصدقه وعهده مع ربه فنذر نفسه ليكون لسانا يهتف بالصدق لاجل بناء العراق والمطالبة بحقوق من سيمثلهم.. فصادق يعتبر ذلك واجبا شرعيا ووطنيا.

 الى هذا فقد ترك بحبوحة عيشه ورغد دنياه في استراليا وهو الذي تملك في هذه البلاد من مال وعقار جراء عقوده الكبيرة مع مؤسسات استرالية تكفيه ليحيا حياة هانئة تكفله وتكفل ابناء ابنائه من بعده..

 لكنه ترك ذلك من اجل الوطن الغالي.

 ملاحظة: لولا الوضع الحالي الذي يعيشه العراق، ولولا حاجة عراق اليوم وغده لأمثال صادق الصافي ما كتبت حرفا من هذا اي و رب العزة.

 صيف ملبورن/2010

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1329 الجمعة 26/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم