أقلام حرة

الشيوعيون .. قلوب العراقيين معهم وأصواتهم لغيرهم!

بسلام عادل ورفاقه عام 63 ..الى أفجع تراجيديا ابادة سياسية في الشرق الأوسط لعشرات الآلاف من الشيوعيين وأصدقائهم الذين استشهدوا او غذّبوا أو ملئوا السجون العراقية كلها ومراكز الشرطة وأقبية مديريات الأمن ..التي ارتكبها فاشست الانقلاب الأمريكي الرجعي في 8 شباط الأسود.

تلك حقيقة تاريخية لا ينكرها حتى أعداء الشيوعيين العراقيين .ومع كل هذه التضحيات لم يحصل الشيوعيون في برلمان 2005 سوى على مقعدين..وتلك كانت نتيجة متوقعة ..لأن العقل الانفعالي يتحكّم بجماهير الضحية حين يطاح فجأة بجلاّدها فتعطي أصواتها في الانتخابات لمن يتعاطف معها طائفيا وقوميا ومن يمثلّهم بالمظلومية.

ومع أنه تبين لهذه الجماهير أن الكثير من الذين انتخبوهم وظنّوا انهم سيخدمونهم..خذلوهم وخانوا الثقة والأمانة،  وأن العقل العاطفي تراجع الآن لصالح العقل المنطقي،  وأن الناخب  لا يلدغ من انتخاب مرتين،  وأن العراقيين يبحثون عن بديل منقذ،  فان الشيوعيين سوف لن يحصلوا في الانتخابات المقبلة حتى على نصف المقاعد التي ستحصل عليها كتل ليس لها تاريخ سياسي كتاريخهم ولا تضحيات كتضحياتهم.

والمفارقة أن معظم العراقيين يحبون الشيوعيين من القلب ويتعاطفون معهم ويعدّونهم من أنزه السياسيين وأكثرهم اخلاصا، ولكنهم عند الانتخابات لا يعطون أصواتهم لهم!.

ويبدو لي أن الأسباب سيكولوجية في أغلبها،  أولها: ان الشيوعيين توفرت لهم فرصة استلام السلطة عام 59 حين ضرب عبد الكريم قاسم..وصارت اللقمة على بعد سنتمرات من الفم وما أخذوها!..فتولد انطباع بأن الشيوعيين مصابون بـ(عقدة الخوف من السلطة)..وأنهم غير قادرين على ادارة بلد محاط بثلاث دول اسلامية قوية تجمعها، على اختلاف انظمتها ومذاهبها،  كره الشيوعية.

وثانيها: ان الحزب ما كان موفقا في تحالفاته السياسية وما كان نشطا في توعيته الثقافية، وأنه عوّل اكثر على كوادره القديمة،  ولم يكن نشاطه فاعلا في صفوف الشباب الذين يشكلون اكثر من 60% لهم خصوصيات أنهم ولدّوا في حرب ونشأوا وعاشوا في حروب، وأن اغلبهم تثقف في الجامعات بمادة منهجية أسمها " الثقافة القومية " كان أحد أهدافها الرئيسة تكريه الشباب بالشيوعية وتنفيرهم منها ..واقناعهم بأن فكرة الاشتراكية التي تتبناها الشيوعية يجسدها حزب البعث العربي الاشتراكي بما ينسجم والقيم العربية والاسلامية ..فضلا عن غمز ولمز بأن الشيوعية ضد الدين .

وثالثها: ان الشيوعيين فقراء في المال والدعاية الانتخابية . وبعضهم مقتنع بأن  (الوطني) معروف بتاريخه ولا يحتاج الى دعاية ..وهذا ليس صحيحا. ..ففي الدعايات الانتخابية تكون للحزب، أي حزب،  ثلاث مهمات: التعريف بنفسه ومرشحيه، والتعريف ببرنامجه، واعتماد الأسلوب الذكي العلمي العارف بسيكولجيا الاقناع. ولا أدري لماذا لم يقم الحزب بحملة تبرعات دعما لدعايته الانتخابية..ولم يكن (شاطرا) كشطارة سياسي ليس عريقا مثلهم استطاع من تبرعات نظيفة- على ذمته – أن يدفع لفضائية واحدة فقط..ثلاثة ملايين دولار.

ورابعها: ان الضمير الاجتماعي للناس يحرص على أن يكون في المجتمع (خميرة ضمير طيبة) معجونة بالنزاهة والنقاء والاخلاص ..وأن العراقيين وجدوا هذه ( الخميرة) في الشيوعيين .ولأن الفساد شاع في السياسة والبرلمان والناس ايضا، فانهم لا يريدون لهذه الخميرة ان تتلوث..كي لا تذهب الأخلاق السياسية والوطنية.

على أن العراقيين بحاجة الى أن يوصلوا ولو عشرة شيوعيين للبرلمان الجديد ليكونوا القدوة والأنموذج،  مع علمانيين ومتدينيين يمتازون بالنزاهة والأخلاص والأصالة،  ليذّكروا البرلمانيين الجدد من الذين قد تسّول لهم أنفسهم أمرا بالفساد..بأن الفاسدين قبلهم سقطوا وأن البقاء لمن يصون أمانة شعب أذلّه حكامه وخذله من كان يحسبهم منقذيه..وأن هذا الشعب هم العراقيون..اهل الحضارة والأنفة وعزّة النفس.

قلت هذا لصديق كان شيوعيا وما يزال محبا لرفاق الأمس، فقال: جماعتنا يحتاجون دعايه تجيب عالأقل نص اللي قلوبهم معهم ..وهاي اهزوجه (لأتحاد الشعب) هديه منّي..ارجوك تكتبها بمقالتك،  وعشمي بالشباب يلحونها على وجه السرعه.. وآني مستعد ادفع أجور اذاعتها على حسابي.

واليكم ايها الملحنون اهزوجته..فصاحبنا واثق انكم ستجيدون التأثير ويراهن أنها ستأتي ولو بمقعد اضافي للحزب.. من الذين أصواتهم ستكون مع قلوبهم ايضا!.

 

كلمات الأهزوجه

انتخب أبن الشعب         اللي ضحّى والتعب

لاجل عينك ياشعب        صوتي لتحاد الشعب

*

أنطي صوتي للخدمني   لا الخدعني ولا الخذلني

آني منّه وهو  منّي      صوتي لاتحاد الشعب

*

انتخب حرّ ونزيه     مخلص وكفؤ ونبيه       (صادق) في الاعادة

لا تحير ولا تتيه      صوتوا لاتحاد الشعب

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1329 الجمعة 26/02/2010)

 

في المثقف اليوم