أقلام حرة

النائب في البرلمان .. وازدواج الجنسية

أجل المبدأ والاطاحة بالدكتاتورية..وهذا النوع من العراقيين هم الذين عادوا بعد التغيير فيما بقي الذين حصلوا على شهادات علمية والذين تمكنوا اقتصاديا" والذين اندمجوا نفسيا" بمجتمعهم الجديد وحملوا جنسية بلده وقبلوا بما يترتب عليها من واجبات، فصاروا بين من نفض يديه من العراق وقرأ عليه السلام، ومن احتفظ له بذكرى شبيهة بذكرى فراق حبيبة، ومن لايزال يؤرقه الحنين ويتمنى العودة اليه.

وتكحلت عيون الأهل والأحبة بعودة مناضلين سياسيين اشدّاء واحتضنهم الوطن الذي هاجروا واغتربوا وشقوا من أجله...فانعم على معظمهم بالخير الوفير. وعبر سبع سنوات عجاف نجح منهم من كان مخلصا" ونزيها.. فربح حب الناس، وخسر هذا الحب من وجد وصوله للسلطة فرصة العمر بالحصول على المال وتأمين مستقبل يعيش فيه برفاهية.وفي كل الأحوال ستمضي السنوات السبع العجاف بعد التغيير (ملحقا) بثلاثين سبقتها متطلعين الى أن تكون 2010 خاتمة الأحزان.

 

ولأن عضو البرلمان يمتلك سلطة أعلى من سلطة وزير، ولأنه يتحكم بمصير ثلاثين مليون عراقي وبحاضر ومستقبل وطن، فان الشرط الأول الذي يجب أن يتوافر فيه هو الأنتماء للوطن والأخلاص للشعب..أي الأنتماء للعراق وحده (لا شريك له) وخدمة مصالح الشعب العراقي حتى لو تعارضت مع مصالح شعب آخر .

ولعلم من لايعلم، أن الجنسية الأجنبية ( البريطانية مثلا") لا تمنح للعراقي الا بعد أن يؤدي القسم بأن يكون مخلصا" للتاج البريطاني، ومنتميا" لوطنه الجديد بريطانيا وخادما" لمصالح الشعب البريطاني، وأن يكون تخلى عن شعوره بالأنتماء لوطنه الأصلي، وأن لايتصرف بما يتعارض ومصلحة مجتمعه الجديد، وأن يعتز بالمواطنة البريطانية.

والسؤال: كيف يمكن لعضو برلمان أن يوفق بين انتماءين وطنيين وخدمة مصالح شعبين؟

لنفترض أن خلافا" كبيرا" نشأ بين العراق وبريطانيا مثلا"، فما الذي سيفعله نائب في البرلمان يحمل الجنسية البريطانية؟ هل سيكون مخلصا" حقا" كاخلاص نائب آخر يحمل الجنسية العراقية فقط، وفي قلبه حبيبة واحدة هي بغداد لا حبيبة أخرى احتياط عند الحاجة؟!

وتساؤل لنائب صار في البرلمان أو سيصير: لقد اغدق عليك الوطن بالخيرات وانت عضو في أعلى سلطة بالعراق، وكل الأسباب التي اضطرتك الى "التجّنس" انتفت بما فيها الانقلابات، فما الذي يمنعك أن تتخلى عن جنسيتك الأجنبية؟ وكيف لك وانت "أجنبي الهوى" أن تكون مخلصا" لأكبر مهمة وطنية؟!.

لا اعتراض أن يتولى مزدوج الجنسية أية مسؤولية أخرى الا أن يكون نائبا" في البرلمان.وعليه، ومن منطلق مسؤوليتنا الوطنية أمام شعبنا، فأننا ندعوا العراقيين الذين يتوجهون لصناديق الاقتراع، أن دققوا بين الستة الآف مرشح، وأضيفوا لاجراءاتكم التي اعتمدتموها في فرز من تنتخبون: استبعاد من يحمل جنسية أجنبية..يفاخر بها ويبرزها في المطارات العالمية فيما يخفي بجيبه جواز سفره الدبلوماسي...خجلا" من كونه... عراقي !.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1333 الثلاثاء 02/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم