أقلام حرة

من فمك وفعلك أدينك

في تاريخ العراق ليكون مصدر فخر بين أصدقائنا الذين باتوا يكتشفون ومن خلال المناطحات اليومية حتى اللا أخلاقية منها بين كل المتنافسين باستثناء بعض اللوائح التي تحترم آلية العمل احتراما لنفسها وللناخب ولهذا التقليد الحضاري نلاحظ معظم المتنافسين قد شهروا كل أسلحتهم المسننة للنيل من الآخرين وتعددت وسائل التسويف والتسويف المضاد بطرق فضائحية أذهلتنا جميعا حين كنا من قبل نحتفظ بمعلومات لا غبار عليها إلا ما ندر عن هذا المرشح أو ذاك ولكن الاحتدام في المواجهات التي وصلت أحيانا حد التكالب باستخدام صيغ صبيانية في كثير من المواجهات المتلفزة منحتنا وجبة دسمة دون أن ندفع قرشا واحدا وعرّت من بذل كل الصيغ  الشيطانية  لطلاء حقيقته عن الناس حتى دفعته حماسته الانتخابية لا من اجل الدفاع عن برنامجه كما يتضح، لان العراقي قد وصل إلى درجة من الوعي بحيث بات من السذاجة التفكير بهذه، بل بسبب سيل لعابهم صوب الامتيازات الكبيرة والتي لا حدود لها تلك التي سيمنحهم وصولهم للقبة المنتظرة.

من المعلوم أن تنافسا من هذا الثقل الديمقراطي يدفع الأحزاب والكيانات والأفراد إلى الدفاع عن برامجهم وتبيان ايجابياتهم وسلبيات الآخر وهذا حق طبيعي وآمر عادي وقانوني من مسلمات العمل السياسي إن تم بطرق حضارية دون خدش أو قلة حياء أو نيل من هذا الشخص أو ذاك، إنما ما نلاحظه من غرائبية في أفعال بعض المرشحين ما يجعلنا نندهش لا بسبب كونهم يتزاحمون لإقناع الناخب بل باتوا أعداء  بعضهم البعض بطريقة كريهة بعد أن كانوا بالأمس  أكثر من السمن على العسل لتصلنا معلومات دون بذل عناء عن بعضهم ممن غرروا بنا بوطنيتهم المزعومة وانتمائهم للعراق حد الكشر ودفاعهم عن البؤساء ولم يحصل المسحوقون وأولاد الخايبة إلا الوعود ولكننا بقينا نحتفظ لهم بأمل التغيير لان هؤلاء في زوال والقادمون من الانقياء إن هم كذلك  سيكونون سببا للاشراقات القادمة لمستقبل أفضل.

لكن ما حدث من فضائح جعلتنا نتساءل ولعلها أسئلة أبرياء لا يعرفون من المكر السياسي إلا لماما، لماذا كل هذا التهافت والكذب والنفاق وتشويه الحقائق واللعب على ذقون من وثق بهم وغيرها من صيغ التحايل؟

من أين جاء فلان بثلاثين مليون دولار وعلان بمائة مليون دولار وفلتان بضعف هذه الأرقام التي تشكل رأسمال كبريات المؤسسات الأجنبية؟

ثم أصحاب الاجتثاث منهم من كان بعثيا وأصحاب النزاهة من لا نزاهة لهم  ومن له سلطة الدولة يستغل دهاليز الدولة الكسيحة أصلا بعيدا عن ادعائه بالوطنية التي صارت مثل وطنية شعيط ومعيط وجرار الخيط.

يطل علينا السادة المرشحون بأفكار ومفاهيم واعتقادات ما انزل الله بها من سلطان، فمنهم من يقول إنها معركة بين الله والشيطان ومنهم  من يدعي ان هذه الانتخابات تضمن للمصوت الجنة، آخرون  يعدون المؤمنين بثواب عظيم ان هم صوتوا لهم ولكتلتهم وغيرها من لا عقلانية سناتيرنا القادمين وسريالية مواقفهم وقناعاتهم، فكيف لي أنا المغاير لهم فكرا ومعتقدا أن أثق بهم وهم على هذه الشاكلة من الفنتازيا الفكرية وكأنني اشتري السمك في النهر دون أن ارد مالي وأتذوق السمك الأمنية وبالتالي يضيع الخيط والعصفور.

كذلك ما نستغرب له حقا  تكالب الفنانين والكتاب والإعلاميين وغيرهم ممن نعرف عنهم إنهم يمقتون السياسة وحيلها وشيطنة ممارسيها باتوا هم بدورهم ضمن جوقة الباحثين عن ا(للغف والهرف)  ليتبجحوا بإنقاذ الوطن وبناء مستقبل الشعب ناسين إنهم بهذا التوجه قد توقفوا تماما عن العطاء  وتحولوا إلى أبواق سياسية نقيضة تماما إلى قدسية الإبداع  البعيدة عن وسخ السياسة وأحابيلها.

قلوبنا مع اؤلئك السياسيين الصادقين فعلا في بث الحياة من جديد في المشهد السياسي العراقي  وسط هذه الأمواج المتلاطمة من المصالح والفساد المخيف والتردي الأخلاقي برذائل ما سمعنا ولا رأينا مثيلا لها من قبل،

فهل عرف العراقيون من نقصد بملكته المشهود لها بالفطنة نترك له معرفة تلك الجهة؟

أخيرا نصيحتي  للفنانين والمبدعين بالابتعاد عن السياسة وما تجلبه من مساوئ وقتل للمواهب لأنها تتطلب مواهب مشتركة هي اللغط والهذر والوعود الجوفاء وسلبيات لا حصر لها، أليست تلك القيم نقيضة للإبداع بمشاربه الإنسانية والأخلاقية والتربوية، هذا ما أراه ولكم ما ترونه انتم.

أخيرا نأمل أن تكون توقعاتنا في غير محلها وان يعم الخير على العراقيين وان ينهض العراق الذبيح من محنته وهذا ما يتمناه الجميع وأنا أولهم..

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1335 الخميس 04/03/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم