أقلام حرة

وأحلام كردية أيضا

فعلها الشنيع هذا (بشدة وعنف) فقررنا معاقبتهم وردعهم بزيادة معدلات استيراد  الأغذية الفاسدة منتهية الصلاحية والخمور والمعجنات ومعلبات الدولمة والطرشي المكدسة في مخازنهم  لدعم اقتصادهم المنهار بمليارات الدولارات، ورغبتها بالسيطرة من جديد على مساحات واسعة من دول جوارها وبضمنها أجزاء كبيرة من أرض شمال العراق لكن تبين أن ليست تركيا وحدها  تعيش نزق الأحلام بل هنالك كثيرون غيرها يحلمون نفس حلمها ويشاركونها نفس لعبتها. وإذا كانت تركيا دولة قوية لها نظام وقوات مسلحة وأصدقاء من الدول المتقدمة والاتحاد الأوربي وتتكلم من مصدر قوة بعد أن رأت ما حل بالعراق الكريم من خذلان ودمار وتدمير لمنظومته العسكرية الجبارة التي كانت ترعب الآخرين، فإن الآخرين من الحالمين لا يملكون شيئا من هذه المقومات ليستندوا إليه في مطالبتهم بالأرض الطاهرة ولكنهم يحلمون أحلاما سوداء لا يقل سوادها عتمة عن نزق واستهتار الحلم التركي الأخرق. وقبل الاسترسال بالموضوع أرجو مشاهدة المادة الموجودة على الرابط أدناه

http://www.youtube.com/watch?v=knZShF6xRPI

وهي عبارة عن مجموعة أفلام أعطيت لها عناوين رنانة وصاحبتها أناشيد طنانة تتحدث عن الخارطة الجديدة لجمهورية (كردستان) حيث تجد فيما يخص محافظة الموصل العراقية العربية العزيزة البطلة وتحت عناوين

MOSUL - KURDISTAN – MUSUL

Mosul – Kurdistan

The New Life Of Kurdistan

The New Kurdistan - Iraq

أفلاما تتحدث عن (ولاية) الموصل الكردستانية الكردية الفيدرالية التي لا ندري متى تمت إضافتها إلى أقليم الكرد (الكونفدرالي) وتجد فيما يخص محافظة كركوك التي تمثل الطيف العراقي البهي بأحلى صوره وتحت عناوين

Kerkuk Kurdistane

يبدأ هذا الفلم بصورة علم كردستان تليه مقولة باللغة الإنكليزية تقول: (كركوك قلب كردستان) ثم لمحة تاريخية عن عائدية محافظة كركوك ذات الغالبية العربية إضافة للأتراك وبعض الأكراد لكردستان. وأعتقد أن القلب سر الحياة وغذا انفصل عن الجسد تحدث الوفاة لذا يجب الحفاظ عليه ولو بالقوة! ويلي هذا الفلم فلم آخر بعنوان

KERKUK IS BELONG ONLY TO KURD

يبدأ هذا الفلم بعرض صورة للنجمة السداسية ويتحدث عن كردستانية كركوك التاريخية. ويليه فلم بعنوان

Kerkûk/ Kirkuk heart of Kurdistan

وهي جميعها أفلام تتحدث عن (ولاية) كركوك الكردستانية

وتجد على الرابط  أفلاما عن خارطة كردستان الجديدة التي تستولي على كل الأراضي الواقعة بين نهر دجلة والحدود الإيرانية وصولا إلى محافظات صلاح الدين وديالى وواسط، والأفلام التي تستعرض هذه الخارطة تصاحبها أناشيد حماسية قريبة الشبه من تلك التي كانت ترددها الإذاعات العراقية عند استعادة أي قطعة أرض من الجيش الإيراني أيام حرب الخليج بين البلدين وقريبة الشبه من الأناشيد التي كانت تبث عند قيام انقلاب عسكري في العراق فيما مضى وكأن الأكراد يريدون تذكيرنا بالذي مضى وأننا يجب أن نسكت عن هذه الواقعة الكارثة  كما سكتنا من قبل عن تلك الوقائع التي بثت فيها مثل هذه الأناشيد!!!

إن تقاتل العراقيين العرب فيما بينهم وتذابحهم على الكراسي والمنافع وتكريسهم للطائفية المقيتة لكي ينتصروا بها في حربهم ضد إخوانهم وأبناء عمومتهم هي التي شجعت الأتراك على  رسم صورة الحلم التركي الخرافي وشجعت الأكراد على رسم صورة الحلم الأفيوني بمصادرة شمال العراق كله والزحف نحو المناطق المحاذية له في الشمال الشرقي والشرق

أما المواطن المسكين فلا حول له ولا قوة سوى ترديد مقولة (يا أم حسين كنتي في واحدة وأصبحت باثنين) وأنا أقول له إن هذه المقولة لم تعد تصلح في الزمن الراهن زمن الاحتلال وزمن المطالب التركية وزمن الأحلام الأفيونية الكردية ولذا يجب أن تصبح (يا أم شحاثة كنتي في واحدة وأصبحت بثلاثة)

إن الدولة العراقية وحكومتها وأحزابها العربية وعشائرها وقبائلها مدعوة للوقوف بوجه هذه الأحلام المريضة الشريرة ووأدها قبل أن يستفحل أمرها وأمر أصحابها لتتحول إلى حقيقة تصدمنا ونحن لسنا بحاجة لصدمات جديدة بعد كل الذي مر بنا من قبل. وإذا عجزت المؤسسات الرسمية عن اتخاذ موقف مسئول من هذه المهاترات الصبيانية الشرهة فعلى أهل العراق الطيبين الخيرين تحمل مسئوليتهم التاريخية والدفاع عن وحدة أرض العراق وعدم السماح للعبة الفيدرالية القذرة أن تتحول إلى غول يلتهم أجزاء عزيزة من قطرنا الحبيب بما يسمح له أن يطالب بعدها بالانفصال وتأسيس دولة  تنخس في صدرنا وظهرنا وتسلب خيرات شعبنا

وللتذكير فقط أقول:في مثل هذه الحال سوف يتعارض الحلم التركي مع الحلم الكردي فهل سيطلب الإقليم من المركز مسلوب الإرادة أن تشارك القوات العراقية بالدفاع عن وجوده كما تشارك الخزينة العراقية في تحقيق حلمه أم انه سيتصدى بقوات البيشمركة التي تدفع رواتبها وتسليحها ومعداتها الخزينة المركزية دون أن تكون لها أي سلطة عليها؟

إن الخارطة الجديدة لم تأت من العدم فقد سبقتها الكثير من  التصريحات والتنويهات والإشارات والتلميحات التي صدرت عن القيادة الكردية حول ما يسمى بدولة كوردستان المزمع إقامتها على مساحة واسعة من الأرض العراقية تمتد بشكل أخطبوطي. . . وكثير هو التعتيم الذي مورس تجاه هذه الدعوات من قبل المسئولين العراقيين حفاظا على الوحدة الوطنية ورغبة في عدم فتح جبهة جديدة من جبهات الصراع العراقي العراقي الكثيرة . . . وكثيرة هي المراهنات التي قامر بها رؤساء الكتل البرلمانية حول هذا الموقف المصيري المتشنج حيث وظفته أغلب الجهات المتنازعة كورقة ضغط على الجهات الأخرى تشهرها بوجهها عندما تريد مطلبا وتعترض عليه منافستها أو لتمرير قانون لا يوافق عليه الطرف الآخر وهي سياسة (أما... أو) التي دأب السياسيون العراقيون على انتهاجها في كل تعاملاتهم السياسية البينية في المدة الأخيرة. وقد أدرك السياسيون الأكراد من جانبهم أهمية ورقتهم هذه فصاروا يلوحون بها بين الحين والحين بوجه رئيس الوزراء أو الكتل الأخرى إذا ما تم الاعتراض على واحد من طلباتهم التي فاقت التصور. لكننا رغم خطورة الوضع وتهديده باقتطاع جزء مهم وحيوي من أرض العراق دون وجه حق لم نجد موقفا وطنيا أو عربيا موحدا بل ظل الكل سادرون بغيهم يعمهون وكل منهم يبكي بحرقة على ليلاه . . .  وليلى مشغولة بحب آخر

فمتى تتجاوز الأطراف العراقية التي تدعي كل منها الوطنية وتشهرها سلاحا بوجه الجميع والتي كانت ولا زالت تتقاتل من أجلها مع الجميع، متى تتجاوز تلك المواقف الصدئة التي ملت سماعها الجماهير؟ وهل أن الوطنية مجرد أقوال مبتذلة غايتها تحقيق المكاسب الشخصية على حساب دمار وخراب العراق أم أنها فعل مبدئي غير قابل للمساومة على ذرة تراب طاهر واحدة؟

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1335 الخميس 04/03/2010)

 

 

 

 

في المثقف اليوم