أقلام حرة
يومان على موعد الانتخابات
يومان سوف تتصاعد بهما حمى الدعاية الانتخابية وكل مرشح سوف يحاول خلالها تسويق بضاعته وتزويقها وتنميقها وتحسينها في أعين الناخبين ليغريهم بانتخابه.
يومان ونحن نرى في تلك الوجوه التي تتعارك على كراسي البرلمان أنماطا متباينة في كل شيء منها الجديد الذي لا نعرف عنه شيئا .. ومنها من جربناه وخبرناه فلم نجد عنده سَبَداً ولا لَبَداً ( ) ... ومن إندقر ( ) شره علينا وأندلق خبثه على وطننا فاحرق الأخضر واليابس ... ومن كان مكتوف اليدين والرجلين يهم ولا يقدر على الحركة ... ومن لا يهش ولا ينش فإن حضر لا يعد وإن غاب لا يفتقد ... ومن لا يأخذ القيلولة إلا بعد انعقاد الجلسة ولا يبدأ بالشخير إلا إذا حمي الوطيس ... وفيهم أيضا من حمل المجمرة وأوقد المبخرة ليبخر ويطيب حياتنا ولكن عواصف رياح الآخرين أخذت طيبه بعيدا فلم نستشعر عبقه ونبتهج بضوعه ورونقه!!
فأما الذين لا نعرفهم أو من ظهر منهم على مسرح الصراع البرلماني لأول مرة مدعيا أنه البديل الصحيح للقديم الخطأ فلا نقدر على إصدار حكمنا عليه إلا بعد أن نجربه ونعرف خيره من شره، وسنضعه أما السنين الربع القادمة ليثبت صدقه وإخلاصه وحسن نيته...وأما الآخرين الذين نعرفهم فباستثناء من حمل المجامر والمباخر لينشر الطيب في المجتمع نقول لهم:إن من يسمع أقوالكم ويرى أفعالكم وبرامجكم الانتخابية ولقاءاتكم التلفزيونية التي تدعون فيها أنكم خيرة الأخيار وزينة الأبرار والعاملين على حفظ الذراري والذمار وحملة التقدم وأعداء البطالة وأسياد النزاهة والشرسين المعادين للفساد المالي والإداري وسرقة المال العام ، من يسمع ويرى كل ذلك يصدق حتما دعاواكم كلها وبطولتكم بطولها وعرضها ولكنه يطلب منكم بكل أدب أن تتقبلوا نصيحته ويقول لكم: يكفينا ما شهدناه من خيركم وبركم وسلامة نواياكم وسرائركم وكل فضلكم العميم وكرمكم الكريم الذي وضعتموه على موائدنا في السنين الأربع المنصرمة فتلطفوا بنا بالله عليكم واذهبوا إلى البلدان الأفريقية والآسيوية التي أتعبها الجوع والمرض أو إلى الصومال العربي الذي أنهكه الجهاد الديني ضد النفس والأخ والصديق لتشملوهم بألطافكم وعدلكم فقد شبعنا وارتوينا من وعودكم وهم بحاجة لمثلكم ولهم حق عليكم.
...................
1- سبد ولبد: هما القليل والكثير
2- إندقر: أي امتلأ وفاض
للاطلاع على مقال الكاتب في ملف الانتخابات
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1336 السبت 06/03/2010)
