أقلام حرة

هل تتمنين ان تخوني زوجك ِ ؟

الوساوس وتتشبثي بالآيات الكريمة الخ . اما اذا وصل بك الحال النفسي الى درجة من كراهية الزوج فخلـّيه في قدر الضغط واتركيه على نار هادئة ! اذ يبدو لي انه بغيض ومنبوذ من قبلك الى الدرجة التي تطالبين فيها بالطلاق. والدين السمح والمتساهل هو الذي يعطيك الحق بذلك . أما اذا كان الطلاق في دينك ممنوع فسلمي لي " علقرعان " كما تقول العامية . اي انك مرتبطة من المهد الى اللحد ِ، تـُفسخ كل العقود وعقدك خالد ابد الدهر . وهذه مسألة لا اتدخل فيها " بتاتا " . أما اذا ركبت رأسك اي قررت وشددت من ازرك على الخيانة فما عليك الاّ بقراءة كتاب مدام بوفاري للكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير 1821ـ 1880، وهذا الكتاب العياذ بالله احرى بالحرق ولو بيدي لوضعت عبوة ناسفة تحت كرسي الكاتب مباشرة قاصدا حرق اهم الأماكن الحساسة في ....،العفو !.

 هذا الكاتب صور اختناق امرأة في حالة من العذاب النفسي لايمكن تصورها حتى انك تلهثين عندما تقرأين وتريدين فقط ان تساعديها على الخيانة انتقاما !!! مثلما يحدث بعض الاحيان في افلام السهرة ان يتمنى الانسان للعاشقة ان تواصل عشيقها حتى لو كان ذلك على حساب المبادئ وتنسين انك ملتزمة وعيب عليك حتى ان تفكري بالحب بين ممثلين سينمائيين عاديين . اقصد ان اسلوب الكاتب او المخرج السينمائي مشوق الى درجة خطيرة . اذا قرأت مدام بوفاري وطبعا لا انصحك بقراءته لأنه مغر ٍ جدا جدا وانا اخاف على المراهقات قبل المتزوجات منه، ولكن اذا الححت واصررت اصرارا فالكتاب موجود في مكتبة موقع الحوار المتمدن فقط اكتبي اسم الكتاب في مربع البحث ولاترين الا وبلحظات يكون الكتاب امامك وهو ـ حتى لايتقول الجهلة الأقاويل ضدك وضدي ـ كتاب نفسي يصور السجن الزوجي وليس العش الذهبي وفي بعض الصفحات تتصاعد الآهات وتتشاهق حتى تشعرين ان انسانا يموت او يكاد ولاينفع لا طبيب ولا قس ولا مُلاّ !!! حتى يجري القرار وهو ان المدام تبدأ تلعب وبالعامية العراقية تلعب ليعيييييب ! وحتى انك تعطينها الحق " استغفر الله ياربي " بل ترحمينها وتتمنين ان تذهب لحال سبيلها اذا كان وضع الانسان بهذه الشدة . لماذا حدث ذلك ... الله العالم ... وهل هناك حالات مشابهة ؟ خيانية ؟ في اوروبا نعم كما يقولون اما في منطقتنا فنحن لا، نحن اطهار وشرفاء ولا خيانة زوجية واحدة مسجلة لنا او عندنا ! كما يقولون ايضا . انا بالنسبة لي كما يقول عادل امام لا اعرف فتحي ولافتحي بيعرفني . نرجع الى المدام، لا تتصوريها ياأختي القارئة انها مبتذله او " متعرينة " لا لا ابدا امرأة محترمة و" عاقلانه " لكن " هذا إلـّي الله كتبه عليها " : كما يقولون . ولو تحدث القضية عندنا فحلها بسيط " خنجر خنجرين " والسلام عليكم اما هناك فالمسألة مختلفة : تحاول الرواية ان تتعمق وتحلل الأمر من اجل ان تصل طبيا ونفسيا الى سبر اعماق البشرية فهذا الجانب لوحده علم قائم بذاته .اما عندنا فهو مساس بالشرف لا علم ولابطيخ . على المرأة ان لاتحس لاتشعر لاتعشق لاتبتسم لاتتكلم مع احد ٍ قبل الزواج اما بعد الزواج فحرام ثم حرام ثم حرام ان تخرج بأفكارها خارج جدران بيتها . عليها الالتزام فقط ليس الاّ . المهم حتى لا اطيل الأمر عليك تجد المدام بوفاري باللقاء بالشخص الآخر علاجا جسديا ونفسيا يجعلنا نشعر ان راحتها مابعدها راحة اذ ان حرية الاختيار هي اروع واسمى مبدأ في الحياة حسب رأيها " لا تدلي برأيك رجاءا في هذا الأمر لأن عالمنا لايسمح ونحن ايضا ملتزمون حد الذبح " . حقا لقد بدأت المرأة تنتعش سرا بطريقة غريبة خاصة وانها طلبت من زوجها الطبيب ان تنتقل من قرية صغيرة الى شبه مدينة وذلك لتسهيل " معاملات أحاسيسها المياكانيكية !!!!" ومن ثم بدأت تحلم بباريس ـ ربي سِتـْرَك !. كل لقاءاتها اخذت تحدث في سفراتها القصيرة الذهاب الى معلمة الموسيقى الذهاب الى المسرح الذهاب الخ . ولكنها اكتشفت عن طريق الصدفة من صاحب القارب الذي تجلس فيه مع عشيقها بأن الأول " البَلاّم " قد ذكر اسم زوجها الذي يأتي الى هنا مع شلة من رجال ونساء يلهون و و و العياذ بالله، لقد ظهر الأمر وكأنه لعبة وليس زواجا ! فالزوج يسمح لها عن قصد ببعض التحرر بينما هو الآخر يلعب لعيييييب !

 والسؤآل لماذا هذا السجن المفتعل او هذه الحرية المسروقة ؟ ولماذا احيانا يتمتع الزوج بكل شيء لكنه يقتل اذا شم ّ رائحة علاقة، وله الحق بذلك وان هذا كما تشهد الحوادث غسل للعار .

 انه لمن المحزن ان نرى خائنا زوجيا لايجد حلا لعلاقته بكائن يخونه وهو حبيبه ! والعكس صحيح . اذا كانت الحرية هي السعادة فانها افضل ملايين المرات من التزام خياني في كل خطوة .

 مدام بوفاري كتاب للاطلاع لا للتشبه به رجاءا . اما اذا اراد احد ان يتشبه به فذنبه على جنبه انا لا اعرف فتحي ولا فتحية . باي !

 

*******

توْقٌ أخير: قال لي أحد اخطر الخونة في التاريخ ان اجمل ما في الزوجة انك تخونها مع عشيقة ! واذا لم تكن هناك زوجة فلا طعم لذيذ للخيانة ! أما اذا اصبحت العشيقة زوجة ! فتلك الطامة الكبرى ! اذ لا بد من البحث عمن نخونها بها ! وكأن شرط السعادة هي الخيانة خارج البيت ! .. اقلبها بنا يارب !!!!!

 

 8 آذار 2010

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1340 الاربعاء 10/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم