أقلام حرة

نعي متأخر بمناسبة أربعينية لاعب كرة السلة الفقيد منذر علي شناوة

يقصف حكاياتهم، يبعثرها، فتتطاير تلك التفاصيل، لتستغرق لغة الكون، هنالك عيون الحزن تبحث عن دموع الثكالى، لتشاركنا العزاء وإياهم،

 

 الناصرية هنا، محطة يرتادها العابرون، ليحكوا للشعر مهرجانا عن ألم ألأمهات وألآباء وألإصدقاء، ألأعزاء في غربتي ما أنفكوا يسبِحون بالدم تفاصيل استغاثات موتهم، يسجلونها تأكيدا لإحداث قدر مخبأ، هنالك عندما سحابة الوداع، يلتفون ببطانتها، تغور النجوم، لتعلن عن نشيد عاصفة جديدة، وطن يرحل أبناءهُ كل يوم، يداهمهم الطاغوت على حين غرة، بينما المغتربون يعدون أيام منفاهم، لعلها ألأكف تجمع بينهم، لتروي لهم ذاكرة الشوق وعصر الغربة ، هنا بينما الشعراء منشغلون، قصائدهم تبقى، تحكي للعالم صفحات الموت المطعون،

 

ما أقوله، لقاء الطيبين في وطني بات عاجزا الا من دموع الحنين، فما عاد الطيبون كعادتهم في مدينتي يزاولون ضحكاتهم الطويلة ولقاءاتهم، تلك التي تجمعها أحاديث مقهى الحبوبي وابو فاضل والكهوة المرة، مدينتي التي نشأ الأبناء فيها هواة يرتادون نادي الجزائر وملعب الناصرية وساحة الجمهورية، تستضيف كبار اللاعبين وكبار النفوس من المسؤولين، يشاركونها لغة الفواجع .

 

هي هكذا عيون مدينتي السمراء، كما عهدتها مشرقة تزهو بصور رموزها، لاعبيها وأبطالها، بقعة من الأرض ما انفكت ملاعبها، عن أشواط اللَعِب المعهود تحكي، الشوط الأول انتهى واللاعبون ، منذر علي شناوة، واخوه باسل، ومصطفى الأخ الأصغر ، عائلة تاريخها الفوز في ملاعب كرة السلة ايام سلام عطية وناصر فياض وغيرهم .

 

هنا يودعنا أبناء مدينتنا، لنقول لهم ستبقى صوركم، وستبقى أصداء استغاثاتكم تحكي للعالم أجمع، تستنكر كل يوم جرائم اولئك الذين ديدنهم صناعة الموت والديناميت المفخخ، أولئك الذين يحذون حذو إبن لادن والزرقاوي، ومن سار على نهجهم .

 

لذا أقول نم قرير العين ايها البطل المقدام، يا إبن الجنوب، نم قرير العين وقل للطيبين سلاما، نم لإنك ما زلت حيا في ضميرك الذي بقي مشرقا كما عهدناه .

 

 

 

 

في المثقف اليوم