أقلام حرة

وأحلام... لكن كويتية

الدنيا لتحتل العراق وحدها التي تحلم  ببلع العراق بما فيه حيث أن دخول قواتها إلى العراق أتخم حكومات ونظم ومجاميع وأقر عينها فنامت بعد العشاء الدسم مباشرة فأصابتها كوابيس اعتقدتها أحلاما أسوة بأمريكا، ولم لا؟ فما دامت أمريكا تحلم لماذا لا تحلم هي أيضا والميدان فارغ والأهل مشغولون بالاحتراب والتنافس على الكراسي والمتبل والمحشي ؟ نعم من حق تركيا أن تحلم بشمال العراق كله، ومن حق الأكراد أن يحلموا بشمال وشمال شرق العراق وصولا إلى البصرة.

 ومن حق الكويت أيضا أن تحلم  بأم قصر وصفوان وكل آبار نفط الجنوب وصولا إلى السماوة والعمارة عسى أن تتخلص من عقدة النقص التي تسببها لها صيغة التصغير فيتحول أسمها إلى ""كوت"" ومن حقهم أيضا أن يفرحوا بما آل إليه العراق كاسر عيونهم وبما يصيب شعبه المسكين المبتلى، فالنائب الكويتي (مبارك الصنديح) قال في مقابلة مع صحيفة الأنباء الكويتية: لا أخفيكم سرا إني لا أتمنى الاستقرار للعراق ويسعدني استمرار الصراعات الطائفية وخلافاتها وانشقاقاتها المستمرة.. وأقول في نفسي (عساهم على هالحال واردى) ثم قال: إننا في الكويت مسرورين لما جرى ويجرى في العراق من أوضاع أمنية متردية وأزمة اقتصادية وخدمية لان ذلك يصب في مصلحة الكويتيين

ومن حق صنديح هذا أن يطالب ببناء جدار عازل على الحدود بين العراق والكويت شبيه بالجدار العازل  الذي أقامته إسرائيل وقطعت بموجبه أوصال فلسطين ليقول بلا حياء: ولو كان القرار بيدي لعملت حاجزا فولاذيا بيننا وبينهم اشد صلابة من الحاجز الفولاذي الذي حاصرت به مصر قطاع غزة.. وحتى قوم يأجوج ومأجوج لا يستطيعون نقبه أو اختراقه. أليس هو نائب في برلمان البلد الذي يدفع سنويا ملايين الدولارات للإبقاء على البند السابع رغم ما يسببه هذا البند المجحف من أذى للعراق؟ أليس هو نائب في برلمان البلد الذي سرق ناقلات النفط العراقية العملاقة؟ أليس هو نائب في برلمان بلد كان ولازال وسيبقى يضمر الشر والعداء للعراق وأهله نتيجة الفعلة الخسيسة التي فعلها الحكم البعثي يوم نفذ أوامر أسياده الغربيين وغزا الكويت؟

إن تعبير النائب الكويتي الصنديح عن سعادته بما آلت إليه الأوضاع في العراق وعدم تحرجه من الإدلاء بمثل هذه التصريحات المجحفة المخزية يؤيد موقف العراقيين من الأنظمة العربية التي تتخوف من نتائج التغيير لأنها تعرف أن رياحه سوف تهب على أراضيها عاجلا أم آجلا، وسوف تقتلعها من على الكراسي التي اغتصبتها بمساعدة الغرب والماسونية.

 ومن يقرأ هذا اللقاء يصاب حقا بالإحباط من فعل الأخوة وأبناء العم الذين استمرت مؤامراتهم على الشعب العراقي منذ عام 1980 ولغاية هذا التاريخ ويصاب بالخيبة من الكويتيين الذين ناصرهم هذا الشعب المسكين في محنتهم أيام الغزو العفلقي ومع ذلك لا زالوا حتى هذه اللحظة يرضخون تحت كابوس الانتقام  وكأن الشعب هو الذي ظلمهم وليس القيادة التي حازت رضا الحكام الكويتيين ودعمهم طوال السنوات الصعبة, وكأن ثلاثة عشر عاما من الحصار والجوع والذل لم ترو حقدهم، وسبع أعوام من القتل والتفجير والتهجير وسفك الدماء لم توقف فوران دمائهم  ليطالبوا الآن بتعويضات إضافية ويبقون الملفات العالقة بين البلدين في الأمم المتحدة  ويتشفون بالعراق الجريح فيأملون أن يستمر نزف جرحه وعذاب شعبه.

إن الشعب العراقي كله يرفع يديه بالدعاء إلى الله أن يجعل شر دعوته القبيحة(عساهم على هالحال واردى) تنعكس عليه وعلى قيادته ليتخلص الكويتيون من هذا العبء المدمر الذي لم يكتف بالتطاول على العراق بالتأكيد بل لجأ منذ اليوم الأول للتغيير لدعم العصابات الإرهابية بكل الوسائل والطرائق وهذا شيء أكيد وليس اتهاما لأن من يحمل هذا القدر الكبير من الحقد لا يمتنع عن القيام بكل الأعمال الخسيسة.  

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1346 الثلاثاء 16/03/2010)

 

 

 

 

في المثقف اليوم