أقلام حرة

ماذا بعد الانتخابات؟

 التغيير السلمي عن طريق صناديق الانتخاب هو الحل الصحيح. ومن هذا المنطلق نطالب الكتل المتنافسة لاحترام إرادة الناخب في بناء عراق لكل العراقيين بعيدا عن الطائفية والقومية المتعصبة والعنصرية.

 

 جميع القوى الفائزة بالانتخابات في حراك التشاور والتفاوض من اجل ايجاد مكانة لها في الحكومة المقبلة بما يتلاءم وحجم حصادها من المقاعد النيابية اتضحت معالم مراكز القوة واتجاهاتها لدى القوائم بمجملها وتبين معالم الحكومة القادمة .

 

تقف القوائم الفائزة لتراقب كل منها الاطراف الاخرى في دراسة لنقاط التقارب والاختلاف مع توجهاتها، ومع من يكون الانسب للتحالف معه لا سيما ان التصريحات التي تصدر عن الجميع لا تكشف عن المشاعر الخفية او الاجواء المشحونة السائدة في علاقات بعض الاطراف ببعضها الاخر بل الرسالة الاولى تساعد في ابداء مرونة في التحالفات .هذه النتائج المتقاربة بين الكتلتين الاكبر المتنافستين على موقع رئيس الحكومة لازالت غير واضحة، يعتقد البعض ، مع تقارب نتائج الكتل السياسية خاصة كتلتي المالكي وعلاوي سيؤدي الى صراع سياسي حاد على تشيكل الحكومة لكن كل منهما يتحذر من عودة العنف الى البلد الذي ما زالت اوضاعه غير مستقرة رغم الخطوة التي سار بها العراق على صعيد التطور الديمقراطي الفريدة في منطقة الشرق الاوسط .

 

 كما يعلم كل طرف لو رجع العنف ثانية سيكون مصير الشاعلين الى هذا العنف هو الهلاك والشعب لم يعد يسامح ويفوت الفرص بدون عقاب لقادته لان الشعب العراقي حمل دمه على كفه وذهب الى صناديق الاقتراع متحديا الارهاب وقائلا للعالم اجمع " نحن شعب موحد نحب الحرية والسلام" .

 

 

 

 مع اقتراب اعلان النتائج النهائية فان القائميتن المتقدمتين لعلاوي والمالكي تقتربان من الحصول على 87 مقعدا لكل منهما من اصل 310 مقعد . مثل هذه النتيجة كممارسة ديقراطية كان مستحيلا في عهد الدكتاتور صدام حسين الذي اعتاد على الفوز بنسبة 99% أو أكثر.

 

ماهو المتوقع ؟

من الممكن تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في العراق من الجماعات السياسية المتناحرة، يقول البعض تم التصويت الى حد كبير على أساس طائفي أو عرقي، مع تقدم رئيس الوزراء في بغداد ومعظم المحافظات الشيعية في الجنوب، بينما علاوي، وهو شيعي علماني، يفوز في المحافظات السنية في الشمال. اما الأحزاب الكردية فهي تفوز في المناطق الكردية. رغم كل النواقص هذه خطوة الى الامام الشعب العراقي نبذ الاحزاب والشخصيات الدينية التي ابدت فشلها في العمل السياسي . الانتخابات البرلمانية الحالية أفرزت توجهات جديدة على الساحة السياسية في العراق تنطلق مفاهيمها من مبدأ المصالحة الوطنية والقبول بالآخر رغم اختلاف وجهات النظر سيما بعد تفكك التحالفات البرلمانية السابقة وسعي الكتل إلى إيجاد نوع جديد من التحالفات يرتكز على أسس المواطنة ونبذ المحاصصة الطائفية والعرقية التي جرت وفقها التحالفات السابقة.

 

نستنتج:

1- التقارب الكبير الذي اظهرته نتائج الانتخابات الاولية بين اللوائح المتنافسة، دفع قادتها الى البحث عن القواسم المشتركة في الرؤى السياسية لبناء تحالفات مستقبلية مبنية على اسس وطنية يتمخض من خلالها شكل الحكومة الجديد وتوزيع المناصب السيادية وتشكيل الحكومة القادمة التي سيطغي عليها الطابع العلماني .

2- عدم حصول اية قائمة على اغلبية اصوات الناخبين، بحسب نتائج فرز حواي 80% بالمائة من اوراق الاقتراع، نجد بغداد واقليم كردستان شهدا خلال الايام الماضية المزيد من الحراك السياسي والمباحثات الهادفة الى تلطيف الاجواء وخلق حالة متماسكة تتوافق مع النسيج الاجتماعي الذي يمتاز به الشعب العراقي .

3- الاكراد طرف رئيسي في تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة ولهم ثقلهم في العملية السياسية الحالية . موقف الاكراد من الائتلافات غير مرتبط بعدد المقاعد البرلمانية، بل نهج هذه الاطراف، الاكراد ينتظرون النتائج النهائية، ولم يأخذوا اي قرار بشأن تشكيل تحالف مع أي طرف حتى يضمنو حل المشاكل العالقة بين بغداد واربيل والتفاهم المشترك حول العملية السياسية والتقدم بالعراق إلى الأمام من أهم الأمور التي ستدفع بالتحالف الكردستاني للتحالف مع الجهة التي يحمل برنامجها تلك المطالب مطروحة امام الجهات التي ترغب تشكيل الحكومة المقبلة. الاكراد اول الساعين الى تثبيت الاستقرار في العراق وفتح باب الاستثمار على نفس النهج الموجود في كردستان العراق .

4- بالنسبة لائتلاف العراقية الذي يترأسه رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي فأنه لم يحسم أمره حتى الان رغم وجود تقارب مع بعض القوى السياسية سيفتحو الحوار مع كل الجهات متوجهين لتشكيل حكومة ائتلافية ، وكل جهة سياسية تريد نصيبا في السلطة وهذا حق مشروع لكل عراقي مهما كانت خلفيته القومية او الدينية او الطائفية .

5- السرعة التي وصل بها بعض زعماء الكتل الفائزة الى أربيل بهدف ترتيب أوراق توزيع المقاعد تقابلها سرعة مخفية تسير نحو تفكيك الكتل ذاتها حين يتزاحم زعماؤها على المناصب في إطار الكتلة الداخلي . عندما يأتي الحديث الى المناصب تحظر كل الانا وتغيب مصلحة الناخب العراقي. انا واحدة من الناخبين اطالب بعدم انتهاء دوري في العملية السياسية وكأن دوري كان فقط برمي هذه الورقة في صندوق الاقتراع بل سوف امارس حقي في محاسبة البرلمان القادم اذا اخطأ وخان العهد كما خانه البرلمان السابق ونالت الجهات التي خانت صوتي في الانتخابات الاولى عقابها ولم تحصل الى مارسمته، هذا شعور عام لدى الناخب العراقي اثبت انه اوعى من الكثير من السياسيين العراقيين .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1349 الجمعة 19/03/2010)

 

 

 

 

في المثقف اليوم