أقلام حرة

أين وصلت معاملة تعيين المعلمة دنيا كاظم؟

هي هكذا كما إعتادت سنوات العمر تسحب معها أثقال ايامها الرتيبة، لكأنها سحابة داكنة تمر ببطء ثقيل، لتحكي قصصا وحكايات لا تختلف عن غيرها من قصص المرارة والخيبة،

 

هي لغة الصبر هذي، التي تحكمها تفاصيل موتها البطييء، تسوقها صوب محطات وهمية، تسري بها، تسوقها عبر سيناريوهات صحارى مقفرة، أو ارواح غائمة، تصاحبها نومة متسكعة، لعربات قطار مسكونة باليأس والقنوط، أحلام ماتت منذ زمن، تطلعات مستقبلية تبحث عن أبواب أومنافذ بها تنال نصاباتها المستحقة،  ليتها تحتكم بعد حين الى برامج السياسة ومشاريعها، بدستورها ومؤسساتها وقوانين الفقرات الخاصة بإمور التعيين،

 

التي ما زالت تحمل في جوفها إرادات من وجدوا أنفسهم على حين غرة في مواقع المسؤولية، لعلهم يحملون اثقال هذا البؤس الذي يشكو اليهم أحداث  مذكراته التي تحتاج الى تدوين،

 

لتبقى عالقة  حاجيات هذا الشعب، الذي ما زال يعيش بين لغة الإقصاء ورتابة الروتين، المفروض من لدن موظف مقعد، اومدير كسول أوحتى وزير لا يعرف معنى موقعه الوظيفي ـ أوربما نظرا لما تقتضيه شروط فقرات متهرئة كتبت بطريقة لا تخلو من إجحاف، ليجد المواطن بعد حين ان طلبه قد حكم عليه بالسجن، لمدة ربما تقصر أوتطول على العشر سنين ،

 

هنا تذهب سدى أحلام التعيين  و فرحة التخرج، بينما عربة العمر تمضي، لتحكي لحظة صبرها المتآكل،  طاقة أوطاقات وظيفية معطلة لإسباب لم تعرف بعد .

 

القصة هنا تحديدا، وبحسب شكوى صاحبها، إبتدأت منذ عام 2000/2001، مكان التخرج معهد معلمات الناصرية المسائي، عدد مرات التقديم ست مرات، تعقبها ست مرارات أو ستة إنتظارات من الإحباط، بينما سبب التأخير لم يعرف بعد،

 

 ولكن ربما أوبحسب ما يبدو ان(ماكنة إنتــاج التوظيف)، تحتاج إلى (صيانة) بقيمة مجموعة (وريقـــــات) لم يقرر عددها بعد، أوربما لإن الماكنة المذكورة اعلاه، تحتاج إلى (مــهارات فنية وإدارية) لا يمتلكها طاقم العمل، ولهذا بقي (الإنتاج التــوظـيفي عاطل)

 

 .السيناريو هنا بحسب النتائج، هو أن التحصيل العلمي المطلوب، لا يشمل (خريجي وخريجات معهد المعلمين والمعلمات)، ربما لإن السبب يعود الى كثرة حاملي (شــهادات الدكتــوراة والمـاجستير) خاصة بعد تجربة (الديمقـراطية وتنوع الأحــزاب)،مضافا اليها تطور (ماكنة الخبراء السياسيين) في العراق تحديدا، إشارة الى ألإحصائيات الواردة، لتسجيل (الكفاءات العلمية)،

 

ولــهذا بات من غير الممكن على الطالبة المذكورة أعلاه، تقديم  معاملتها مرة أخرى،  نظرا للأسباب المتعاقبة في ملفها، الذي لا يعرف عن مصيره بعد،

 

ولــهذا أيضا، لم يبق ل (دنيا إلا التبرع بحفنة وريقات نقدية، لمتعثر، أقصد (لعامل الصيانة) الخاص بتصليح (ماكنة التوظيف )،

 

وإلا يُصار الى إقتطاع المبلغ الخاص بإصلاح العطل المتكرر (بطريقة خاصة)، للحيلولة دون إقصاء الطلب، ليت المدعية المذكورة اعلاه، لا تمانع في تعيينها بدرجة مستخدم بسيط،اوربما حتى عامل خدمة في دائرة التربية، بإعتبار أن (لا قيمة لشهادة المعلم)  في العراق هذه ألأيام تحديداً نظرا لكثرة حملة (الشهادات العليا ) .

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1352 الاثنين 22/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم