أقلام حرة

ساحل أبي الخصيب بين بهاء الماضي ومأساة اليوم

يعد ساحل أبي الخصيب من المناطق الترفيهية المعروفة على نطاق محافظة محافظة البصرة منذ ذلك الزمن القديم حتى عام 2003 تميز بالمنظر الجميل، كان رواد هذا المكان يأتون من مناطق مختلفة من البصرة لرؤية تلك الضفاف الساحلية لشط العرب على ارض احتلها اللون الأخضر وغزتها النسور الراقصة على المياه ..

من منا لم يسجل له ذكرى على ذلك الساحل منذ الطفولة حتى تلك الأيام التي لم تبعد كثيرا ومن منا لا يمتلك صورة مرسومة في ذهنه قبل إن تلتقطها عدسة الكامرة .. في مكان امتلك جمالا طبيعيا لم تدخل يد بشرية في رسم جماله كان هذا المكان هو الملتقى للعوائل البصرية في كل المناسبات والعطل حتى أصبح المكان الذي يحتفل فيه البصريون بأعياد نيروز اختفت تلك الملامح بمجرد حلول عام 2003 واحتلال العراق .

حدثتنا مواطنة بصرية تلون حديثها بذكريات جميلة وحقيقة مؤلمة لواقع اليوم فقالت (بعد إن كان هو المتنفس الوحيد للعوائل وتحديدا عوائل أبي الخصيب في المناسبات والأعياد وبعد إن كان هو الجانب المضيء أصبح مستقر للمتجاوزين ورعاة البقر والجاموس ومركز لتجمع النفايات).

تحولت الصورة الجميلة المتفائلة إلى صورة مأساوية حزينة وكأننا تحولنا من الجانب المضيء إلى الجانب المظلم .

عذرا لكل طبيعة اندثرت ولكل جمال سرق ملامحه الزمن، عذرا" لك أيها الساحل فليس باليد حيلة لواقع صنعته أيادي قاسية ونارا لم تخلف سوى رمادا لجمال تغنى به الأجيال، لكننا سنغفو يوما" على أمل عودة بهاءك وسنصحو في إحدى الصباحات على صوت ندائك لنا وأنت تقول لقد عدت بجمالي الذي طالما عهده الجميع فاتحا" ذراعيك وأنت ترحب بنا في ربوع أرضك الربيعية ...

 

هند العبود

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1355 الخميس 25/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم