أقلام حرة

والبعيدون أدلوا بدلوهم

والمهاترات لتنتقل في مرحلة لاحقة إلى مساهمات جادة لوقف عملية التغيير سواء عن طريق إدخال المئات من الإرهابيين المتطرفين بعد تدريبهم في مراكز ومعسكرات الجيوش الرسمية وأشراف خيرة ضباط الأمن والجيش والمخابرات على ذلك، أو عن طريق تسخير الإعلام لتقويض التجربة من خلال تحريف الحقائق والتهريج غير المسئول، أو من خلال الدعم المالي غير المحدود والذي كان آخره مبلغ العشرين مليار دولار التي رصدتها الحكومة السعودية لتغيير وتزييف نتائج الانتخابات لتصل لاحقا إلى قيام ليبيا بتوجيه الدعوة

 لـ 29  شخصية عراقية من ضمنهم ممثلون عن الجماعات الإرهابية المسلحة والمعارضين للتغيير وأيتام الحكم السابق والمتطرفين الدينيين وأتباع وأصدقاء القاعدة والعنصريين الذين يرفضون أن تشاركهم باقي المكونات في إدارة البلاد وغيرهم لحضور القمة العربية التي من المقرر أن تُعقد هناك

 جدير بالذكر أنه منذ 2003 ولغاية هذا التاريخ كانت الحكومات العربية تنفي تورطها في الأعمال الإرهابية التي تحدث في العراق لكن نتائج التحقيقات وشطحات اللسان وما يتسرب لوسائل الإعلام فضح كذبهم وأبان حقيقتهم التآمرية وكرههم للعراق لأن نجاح العملية السياسية وتجربتها الديمقراطية الفريدة سوف يؤجج روح الرفض عند المواطن العربي الذي مل رؤية تلك الوجوه المتحجرة على كراسي الحكم منذ عشرات السنين . فبعد التغيير مباشرة حملت لنا الأخبار تصريحات الملك الأردني وتخوفه من المد الشيعي والهلال المزعوم لدرجة انه ركب طائرته الملكية وهرع إلى المجرم بوش ليخوفه من مغبة استلام الشيعة للحكم في العراق وإمكانية تعاون الحكام الشيعة مع إيران ونجاحهم بتأسيس مشروع وحدوي شيعي يمتد إلى لبنان وحدود إسرائيل التي ستتضرر من هذا الوجود. وفي المدة التي تلت هذا التاريخ كانت هناك عشرات ومئات التصريحات والتحركات المشابهة لتحرك الملك الأردني شاهدنا بعضها على الفضائيات وسمعنا عن بعضها الآخر وأعترف الإرهابيون الذين تم إلقاء القبض عليهم من قبل القوات الأمنية العراقية ببعضها الآخر. ويكفي دليلا على كره الأنظمة العربية لعملية التغيير رفض الملك السعودي استقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي بادر لزيارة السعودية لتلطيف الأجواء بين البلدين وعد فتح البلدان العربية لسفاراتها في العراق رغم الدعوات العراقية المتكررة والزيارات التي قام بها المسئولون العراقيون

وضمن هذا المسلسل التآمري ووفق هذا السياق العدواني نقلت لنا وكالات الأنباء

تصريحات للقذافي أثناء لقاءه بهم والذي قال فيه إنه سيتبنى الدفاع عن القضية العراقية في مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في مدينة سرت الليبية اليوم السبت. وهو يقصد بالقضية العراقية موقف المعارضين للتغيير وأعداء الديمقراطية طبعا وليس مسألة التدمير والخراب الذي أحدثته العمليات الإجرامية التي قام بها الإرهابيون العرب بما فيهم حملة الجنسية الليبية الذين كانوا يحضون بدعم المدعو قذاف الدم الابن الشرس للرئيس الليبي.

وفي مسعاها التحريفي قالت جريدة الشرق الأوسط عن مندوبها في القاهرة خالد محمود : تعهد العقيد معمر القذافي، الزعيم الليبي، لوفد شعبي عراقي بأن يكون هو صوت العراق في القمة العربية،ويعني هذا أن القذافي لا يعترف أن الحكومة العراقية المنتخبة هي صوت العراق ويدعي أن البعثيين والإرهابيين هم من يمثل صوت العراق وشعبه.بدلالة أن  الجريدة قالت أيضل:واقترح القذافي على الحاضرين الاهتمام بـ4 ملفات، هي: الاحتلال، والإبادة الجماعية، وسجن أبو غريب، وإعدام أسرى الحرب، وعلى رأسهم (صدام).

 وأنه  وقال:ستجدون الكثير من الناس الذين يؤيدونكم في جميع أنحاء العالم، من شخصيات طبيعية واعتبارية، وستجدون أفرادا وجمعيات ومؤسسات وقوى كثيرة في العالم تؤيدكم في هذا. وأنه سيتبنى كل توصيات الوفد بشأن القمة العربية، لاقتناعه التام بها، وقال: لو كان القرار في يدي لعرفتم كيف سيكون، لكن القرار سيكون قرار القادة العرب كلهم. وتعهد لهم بقوله: سأبذل جهدا لإقناعهم بتبني هذه القضايا التي طرحتموها!!

كما أوردت(السومرية نيوز) من بيروت ما كشفه مصدر في حزب البعث المنحل كان عضو قيادة فرع بغداد لحزب البعث  ومقيم في دمشق، الاثنين، أن الرئيس الليبي التقى وفدا يضم عددا من قيادات الحزب فضلا عن أربعة شخصيات ممثلة لفصائل (المقاومة العراقية) من بينها الجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين وحماس العراق ورجال دين عراقيين مقيمين في دول عربية منها دمشق واليمن ومصر والإمارات العربية المتحدة، في خيمة نصبت قرب مقر إقامته بالعاصمة الليبية طرابلس وأكد المصدر أن "الزعيم الليبي تجاوب مع مطالب الوفد، ووعد بتضمين ذلك ضمن منهاج أعمال القمة العربية علما تلك المطالب تتضمن (الاعتراف بوجود مقاومة عراقية ، وتعديل الدستور وإقامة انتخابات بإشراف أممي شريطة انسحاب كامل القوات الأمريكية من البلاد، فضلا عن إطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون الأمريكية والعراقية. كاشفا أن "الاجتماع حضره كل من رئيس المخابرات الليبية وأعضاء في مجلس الثورة ووزير الداخلية وشخصيات ليبية بارزة واستمر الاجتماع زهاء ساعة وخمسة وأربعين دقيقة،

وضم الوفد عددا كبيرا منهم مندوب العراق السابق في الأمم المتحدة محمد الدوري، وعضو مجلس قيادة الثورة السابق صلاح عمر العلي وأرشد الزيباري وسعد فياض الكروي وصباح مجبل الجوراني وهما من الضباط الكبار في الحرس الجمهوري السابق ، بالإضافة إلى ممثل عن عزت إبراهيم الدوري، وممثل عن محمد يونس الأحمد، فضلا عن شخصيات مثلت كتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي في العراق".

 إن وصف الناطق الرسمي بإسم الحكومة العراقية علي الدباغ تصريحات القذافي بالفظة وغير المقبولة وتدخلا في الشأن الداخلي لا يكفي وحده لوقف سورة الغضب الشعبي ضد كل من يناصر أعداء التغيير ويدعم الذباحين والقتلة والبعثيين. أما التلميح بمقاطعة القمة العربية فلا يكفي وحده لأن يكون موقفا مسئولا لأن الجماهير العراقية التي أتعبها الإرهاب وأعمال الإرهابيين الدموية ومؤامرات الساسة العرب تريد وقف هذه الخروقات اللاإنسانية وتطالب الحكومة المنتهية ولايتها والحكومة القادمة باتخاذ موقف حاسم تجاه الأعمال التخريبية العربية.

أما المتباكون على عروبة العراق فنقول لهم :إن التغيير جاء ليحفظ للعراق عروبيته ويحمي العرب من شرور الحكام الشموليين الذين شنوا الحرب أو هددوا بها ضد الأردن والسعودية ومصر والكويت  فالوحدة أو مجرد التقارب بين العرب لا يتم من خلال الشعارات الفارغة أو الحروب أو التهديد بها وإنما يتم من خلال بناء المؤسسات السياسية العربية وفق معايير الديمقراطية التي يجاهد العراق اليوم لتطبيقها وتنمية مبانيها لتكون تجربة قابلة للتطبيق في البلدان العربية الأخرى ولذا يجب أن نشارك في هذه القمة بوفد كبير جدا كنت أتمنى أن يضم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء إضافة للوفد الحالي لكي نثبت للعرب أننا جزء لا يتجزأ من الوطن العربي  وأننا أكثر حرصا من غيرنا على وحدته وتحرره وسلامة أراضيه وشعوبه، وان الذين ينتهزون الفرص للطعن بالعراق من خلال احتضان المعادين للعملية السياسية القائمة إنما هم أعداء العروبة الحقيقيين ولا احد غيرهم

وأنا أرى أن الحركة البائسة التي أداها وزير الخارجية العراقي من خلال انسحابه من جلسات وزراء الخارجية ثم العودة إليه بناء على ضغوطات كويتية بحرينية إضافة للجامعة العربية أعطى نتائج عكسية تدل على الفقر السياسي وعدم إدراك الحراك الدبلوماسي الصحيح لأن مجرد انسحابه ثم عودته يعني أن إمكانية فرض شروط القمة المجحفة على العراق أصبحت أقرب للواقع بينما كان المفروض به أن يحضر ويدين تلك السلوكيات ويعترض عليها ويرفض الجلوس في مكان يضم نخبة من الذين ذبحوا العراقيين وأذلوهم  وأحرقوا أرضهم وزروعهم وبناهم التحتية وأوصلوا العراق إلى ما هو عليه اليوم.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1357 السبت 27/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم