أقلام حرة

القذافي نموذج لتردي الوضع العربي

الأصلي وهلم وصفا وتشبيها وضربا بالنعل.

منذ أن فتحنا عيوننا على لغة الشارع ولغط السياسة منذ أكثر من نصف قرن ونحن لم نفهم بعد ماهية ما يقال ونحن نسمع قضية فلسطين واللاجئين والعدوان الثلاثي والوحدة العربية وتجاوز الظروف القاهرة والمحن للوضع العربي بحيث لا تمر قمة عربية او لقاء عربي او تقارب بين الرؤساء وزيارات بعضهم البعض إلا وسمعنا  شكوى ما تمر به الأمة العربية من ظروف عصيبة وما انزاحت أو خفت هذه الظروف العصيبة براهنيتها منذ نصف قرن وباتت علكة ماسخة، الغرض منها تمرير الوسخ العربي على مستوى القيادات بكل أشكالها وصورها والضحك على ذقون الشعوب العربية المغلوبة وهي مسلوبة الإرادة وليس لها من خيار غير الإنصات للقادة المخبولين بكل تفاهاتهم خوفا من سياط الجلد الأقرب إليهم من رمشة عين إذا ما فتحوا أفواههم أو حتى فكروا في الاعتراض ووسيلة التعبير له او حتى عدم التصفيق لما يلعلع به القادة المنصورون حفظهم الله ولا نعرف منصورين على من إلا اللهم على شعوبهم وضحايا بطشهم عبر هذه العقود المريرة وما زالت تلك السياط لم تكل بعد.

مر طغاة الأمة على سدة الحكم وما تحرك الوضع شعرة واحدة وبقيت ذات الأوضاع قميص عثمان المعلق على أعلى الكراسي التي هي بدورها قد ملت الأجساد النتنة التي لم تبرح منها أبدا.

فماذا يرتجي المواطن العربي من حكام بلغت سنوات حكمهم العقود الأربعة وما يزيد وهم ما زالوا يتقاتلون بكل أسلحتهم للبقاء على كراسيهم التي تهرأت من عجائزهم المترهلة، والمصيبة الأخطر هم متشبثون في السلطة حتى وان حملوهم  وهم يحتضرون وحتى يسلموا الروح بعيون وقلوب مطمئنة فهم يخططون ويوصون بتفويت الكراسي الى أبنائهم ليموتوا قريري العيون والأفئدة وخلايا الأجساد الفاسدة.

هل من رئيس عربي مات وهو خارج السلطة إن لم يكن قد حملوه كسيحا ليحكم من سرير الموت.

فهذا بورقيبة ما انزاح عن الحكم بعد أن بلغ من العمر عتيا إلا بانقلاب عسكري وقبله الراحل عبد الناصر مات في ريعان السلطة والأسد مات وترك وريثه الابن الوفي على ذات الطريق القمعي وصدام حسين كان يخطط لترك السلطة لولده الأبله بعد رحيله فرحل ابنه قبل أن يرحل هو، اللعنة عليهما معا بعد ان ترك العراق من بعده خرابا في خراب.

والآن فها هو القذافي البدوي المتخلف والمخبول أفعالا وسلوكا وقولا وعربدات، وفكرا نتنا يلعب شاطي باطي والكارثة انه يجد من يصفق له قصد حلب الجماهيرية وسرقة أموال الشعب الليبي الممتحن بهذا المخبول ولا من سبيل للخلاص من ربقة سلطته الجرباء منذ  استحوذ على السلطة بانقلاب دموي وهو ينتقل من رعونة إلى أخرى فاخرج كتابا اخضرا وهو بلون الزفت لا يعدو كونه شخابيط أطفال مدارس ،هذر ولغط وفساد عقل وعده التافهون من الأقلام المأجورة وما أكثرهم، كتابا مقدسا ودليل عمل للثوريين على فصالة القذافي وعيدي أمين وموبوتو سيسيسكو

صمم  هذا الكارثة لنفسه خيمة وخصص لها طائرة تنقلها له أينما تحرك وهذا فعل لا يخطر حتى ببال سكنة المارستانات منذ العصر العباسي حتى العهد القذافي المبارك.

اختلف مع أمريكا فالغي تدريس اللغة الانجليزية في المدارس الليبية وأوعز بتدريس اللغة الروسية بلا مدرسين ولا مقررات ووقع الحيص بيص .

 

 

 

اقترح بعبقريته الفذة أن تتشكل دولة من إسرائيل وفلسطين فسماها اسراطين

هذه نتف من رئيس دولة غنية لا تحتكم حتى على شارع عصري في طرابلس المحتلة وأموال ليبيا المنكوبة توزع على رؤساء أفريقيا لزيادة أرصدتهم في الخارج واكتناز كروشهم كل وما يدبج مديحه لهذا المخبول.

رئيس بهذه المواصفات ماذا ينتظر منه المواطن الليبي المبتلي ناهيكم عن المواطن العربي الذي أدار ظهره منذ زمن لهذه العينات من الرؤساء الأشاوس.

الطيور على أشكالها تقع وها هو القذافي يسعى إلى تخليد صديقه الأجرب الراحل لحتفه صدام حسين البطل الجرذ والذي أعدمه العراقيون ثأرا لضحاياهم من الملايين،  بإزاحة الستار عن نصب لطاغية العراق فهل هناك أوسخ من هذه المواقف وأحط ، ضاربا بعرض الحائط كل هذا الخراب بشرا وأرضا وضرعا  ليذكر الناس بأوسخ حاكم مر على تاريخ الإنسانية منذ أن خلق الله الإنسان من الماء أو الهواء أو التراب.

انه توحد في السلوك والطغيان والعته والقمع الأهوج لان القذافي يجد السلوى وراحة البال حين يبحث عمن يماثله غباء وجنونا وقمعا وسلوكا فضا.

بفعلته هذه لعل القذافي يريد أن يبعث بخطاب مفاده إذا ما هلك على يد الشعب الليبي وهذا اليوم قريب فان البعثيين الذين دعا قادتهم الفارين قتلة العراقيين  إلى القملة العربية إذا ما استعادوا السلطة في العراق وهذا في المشمش يقومون بنفس المبادرة لنصب تمثال له في ساحة الأندلس مجاور لكهرمانة جنبا إلى جنب مع رفيقه الرث صدام الفارة.

إن التغيير الديمقراطي الحاصل في العراق بات مصدر قلق حقيقي وخوف من أن يزحف بعبع التغيير إلى دهاليزهم التي سوف لن تنفعهم مهما حصنوها بالأقبية المسلحة والبشر المدججين بالأسلحة وشراء الذمم وتحويل المجتمعات إلى شراذم وأبواق وكلاب حراسة ولكم في صدام الرث خير دليل على  تآكل كراسيهم العرجاء.

إنها إرادة جماهير ستصل إلى مبتغاها طال الزمن أم قصر وستكنس الوسخ  الذي بات مطلبا شعبيا ملحا لفتح منافذ جديدة من الانعتاق وتهشيم القيود التي مهما أثقلها الطغاة فإنها في طريقها لان تنزل حمما على رؤوس هؤلاء الرؤساء المخبولين.

كلهم ينادي بتحرير فلسطين ولكن على فصالة كل واحد منهم فكل نظام اخذ جزءا من منظمة التحرير ليختبئ تحت عباءته والناطق باسمه وطز في توحيد الصف الفلسطيني وتحرير الأرض المغتصبة. في العراق أسس النظام البعثي المنهار  جبهة التحرير العربية واعتبرها أهم فصيل وهو مجموعة من القتلة والمتآمرين اضر بالقضية الفلسطينية أكثر من إسرائيل نفسها وها هي السعودية أخذت شلوا فلسطينيا وأغدقت عليه الأموال الطائلة ليكون الناطق باسمها والمنفذ لرؤيتها الغبية وهذه سوريا التي احتضنت كل المتطرفين وأهمهم احمد جبريل ليكون ممثلا لها اعلاما وتناحرا مسلحا  وهكذا فعلت بقية الأنظمة، فأين هم من قضية التحرير بعد أن مزقوا الجسد الفلسطيني.

هم يبحثون عن محاور القصد منها الدفاع وإسناد بعضها للبعض الآخر وما اجتمع وزراء الخارجية إلا وتشظت المواقف وتباينت لتصل حد القطيعة أما إذا اجتمع وزراء الداخلية العرب فمن الاجتماع الأول يتفقون على برامج العمل ولا مشكلة لديهم بعد أن تتوحد الجهود لقمع شعوبهم باليات قذرة، هذا هو حال أنظمتنا العربية

ماذا يرتجي المواطن العربي المنكوب من هكذا قادة على شاكلة القذافي وعلي صالح وفهد ومبارك والبشير وبقية الأحبة.

إنهم اتجهوا للدين لحماية عروشهم وتوظيف النص الديني وفقهاء السلطة المتخلفين لقمع كل حركة تستهدف سلطتهم وبكل الوسائل البشعة.

وها هو المتخلف البشير يقرر تطبيق الشريعة في إنزال عقوبة الجلد بكل من يتعامل مع الخمر استيرادا وبيعا وتناولا وهو بهذا لا يعني من يقترب من الخمر بل كل معارض سوداني ليتسنى له وباسم الدين وتهمة تناول الخمر بجلده حتى الموت وهكذا وظف الدين للحفاظ على سلطته وعلى منواله يتصرف بقية الإخوة الرؤساء.

آخر الكلام نقول من المعيب والمخجل لدولة عربية ناهضة وتحترم نفسها مثل العراق أن تشارك في مهزلة القمة العربية والسماح لرئيس مخبول وأهوج كالقذافي ليقود الأمة ويؤزم وضعها المأزوم والفارغ والميئوس منه أصلا.

ولله في خلقه شؤون

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1358 الاحد 28/03/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم