أقلام حرة

الديمقراطية ليست غرورا وإنما سلاحا ذو حدين .. خطا المالكي..

القيمية والثقافية والفكرية المتطرفة مقوماتللحكومة.الاجتماعي ونشأت ثقافة جديدة للعراقيين اسمها الاغتراب اسمها الفرقة والاختلاف اسمها التباعد مما جعل العراقيين وخصوصا في العاصمة يعيشون وكأنهم في سجنا عظيم ...لكن حكومة المالكي خصوصا بالسنتين الأخيرتين نجحت وحققت شيئا من الللحكومة.لأمني ..أن هذا النجاح ليس شخصي للسيد رئيس الوزراء بقدر ما هو نجاح جماعي للحكومة ..وهنا يجب الانتباه الى النجاح تم قطف ثماره للمالكي فقط ...لم يكن المالكي لينجح ويحقق ما حققه لولا جود مؤازرة حقيقة من قبل المناضلين العراقيين الذين أسندوه بقوة في حكومته... لقد دعموا حكومته وهي بأشد حالات ضعفها ولم يدعوا الحكومة تسقط... واسقطوا مشروع الإرهاب العربي الوافد للعراق اسقطوا مشروع السعودية ورؤياها الظلامية للعراق ... فلماذا تناسى المالكي دورهم العظيم في نصره؟!!!.. يمكن أن نعد نجاح المالكي في الكثير من الأمور هو نجاحا جماعيا لكل المناضلين الذين رفضوا إسقاط حكومته رغم الكبوات والعثرات الكثيرة والكبيرة التي وضعت أمام حكومته. لا نريد أن نقلب أوراق الألم فيما فشلت به الحكومة.. لكن ممكن القول أن الحكومة نجحت في الكثير وفشلت في الكثير أيضا... مع ذلك المالكي أصبح شخصية رمزية ذات قبول جماهيري كبير فقد حقق الكثير للإنسان العراقي البسيط خصوصا في المناطق الشعبية ولو أن ما حققه نسبي فقد حرر الإنسان  من الكثير من الألم والخوف لكنه استغل عاطفة الشعب العفوية بشدة لغرض ترسيخ سلطانه على حساب الإستراتيجية الوطنية وبناء الدولة بشكل سليم وكأن ما يهمه الكرسي فقط قبل أي حقيقة أو فضيلة.. أن تحقيق الأمن النسبي في بغداد وضرب الإرهاب المسلح وعصابات الجريمة المنظمة كانت هي النقاط التي أعطت المالكي اسما لامعا حتى هو لم يكن يدركه ويتصوره ألا بعد فوز قائمته في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة..  أن نجاحه الساحق في تلك الانتخابات جعلته يصاب بالغرور وحب التسلط  وجعلت منه رمزا للتدكتر الجديد... وأصبح اسم المالكي بوابة لصعود الكثير من الفاسدين والمتلونين حرباوات الزمان والمكان عبر بوابة الانتخابات.. وللأسف الكثير من الذينالكثير.الى السلطة على أكتاف المناضلين كانوا من البعثيين والمنافقين وصلوا لمواقع رفيعة بالسلطة ووقفوا بين المالكي وبين الحقيقة الوطنية وإستراتيجية التوحد الوطني للمناضلين ..وشوهوا الكثير وافسدوا الكثير ... كما أن هموم البلد الكثيرة لم تجعل المالكي ينتبه لما يسيء لمعنويات الإنسان العراقي فقد أصبحت السلطة لا تحترم الإنسان ولا تنصف المظلومين لا تحمي الضعفاء ولا تهتم للعدل الاجتماعي . المالكي لم ينتبه لكل هذا أمام فوزه العظيم الذي حققه في مجالس المحافظات بل ازدادت سلطته وازداد تدكترا ... مما جعله يخسر الكثير من أواصر انتمائه للمناضلين الذين عانوا من اجل العراق لسنين طويلة... مما جعله يسير في وادي وهم في وادي أخر...وبدا ينظر أليهم وكأنهم أضداد وليس أخوة نضال في مرحلة كان من المفروض به أن يؤسس لدولة العدل ويعتمد في بنيانها على المخلصين وليس على المتلونين لم ينتبه المالكي لخطورة المرحلة وأخذه الغرور وزين له أتباعه خطوات انفصاله عن الثقل السياسي الوطني للمناضلين..نسى أن السياسة ليست شخص وإنما مؤسسة ذات ثقل وتأثير وما حققه بالأمس لا يعني شيء أمام تنامي احتياجات الإنسان العراقي... الغد سيولد أزمات اقتصادية واجتماعية جديدة من الصعوبة تجاوزها وحلها خصوصا ونحن بلدا ذو اقتصاد كسيحا يعتمد على النفط فقط والبطالة المقنعة تستنزف كل موارد البلد....

أن مرحلة تشكيل حكومة جديدة ليست سهلة وليس هي افتراض وإنما هي عمل مخلص من اجل شفاء العراق ولا يمكن أن تبنى الدولة على أسس التناقض والاختلاف الهدام وعلى أساس الضغائن التافهة التي تفصل بين الأخوة...أن مقومات تشكيل الحكومة ليست بيد المالكي وحده كما كان يتصور.. صحيح المالكي يعد من شجعان المرحلة ومن الذين لا يخافون في الحق لومة لائم لكن ما حققه من نصر للأسف  استغله المتلونون واستغلوا نجاحه الكبير ليبعدوه عن اخلص المناضلين يمكن أن ننظر الى كتلة المالكي المناضلة بشخصيات لا تتجاوز أصابع اليد... أما الآخرين فأنهم مرحليون ليس لهم تاريخ نضالي والبعض منهم  متسلقون طامعون بمكاسب الحكم والتسلط على المجتمع.. أن قائمة المالكي فازت بشخصا واحد فقط هو المالكي والذين يستحقوا أن يكونوا معه  في هذا الفوز  لا يتجاوزوا عشرة من أتباعه ..  فازت قائمته بعدد كبير من المقاعد ومنحت لمن لا يستحقها... أن هذا يعد ظلما للمالكي ونكران للجميل لمن أوصل المالكي الى قمة نجاحه في المرحلة السابقة كما يمكن أن نعد ذلك  سرقة من الذين آزروه ومنحوا حكومة القوة لتصمد بوجه الإرهاب ووجه من أراد إسقاطها في المرحلة الماضية . كان الأجدى بالمالكي أن يمنح هذه المقاعد لمن يستحقونها الذين كان المالكي يمثل حكومة وحدتهم وحكومة قوتهم وتراصفهم ... كان الأجدى بالمالكي أن يمنح مكاسبه لأصحابه المخلصين الذين جاهدوا سنين طويلة ضد الظلم والطغيان البعثي الصدامي وذلك لكي يكون وفيا لهم قويا بهم ويكون أقوياء به ... أن المالكي رغم فوزه بأصوات كبيرة لكنه فقد أهم مقومات النجاح ليكون زعيم المرحلة القادمة وهذا للأسف شيء لم يحسب حسابه المالكي قبل الانتخابات لكنه يبدوا الآن واضحا وضوح الشمس...الحاشية التي كانت حول المالكي كانت تعمل على منعه من أن يكون منتميا الى الائتلاف ألا أذا كان له نصيب الأسد في الائتلاف.. لكي يضمن المالكي التسيد في القائمة وهذا كان فيه الكثير من التجاوز على المناضلين الذين منحوا العراق الكثير الكثير في أيام النضال ضد النظام البائد... وها هي الأزمة السياسية الآن تعصف باتجاهات بعيدة جدا عن تصورات المالكي وتصورات حاشيته ووزراء حكومته من الذين لم ينالوا ألا عشرات الأصوات فقط.... فهل أن ما حققه المالكي هذا يعد فوزا ونصرا ؟!!! رغم انه قد يكون أخر فوز يمكن أن يحققه خصوصا أن أصبحا بعيدا عن كرسي رئاسة الوزراء.. فوز المالكي ليس فوزا لقائمته وإنما هو فوزا مسروقا من قائمة الائتلاف الوطني التي كان احد رجالاتها السيد نوري المالكي . من الممكن اعتبار فوز المالكي فوز لشخص تم صنعه من قبل كتلة منحته الكثير لتصمد حكومته وتنجح..

أن كتلة الائتلاف الوطني العراقي رغم فوزها بإعداد مقاعد اقل بكثير من قائمة المالكي لكنهم يمتلكون ثقل سياسي كبير ويمتلكون شخصيات سياسية مؤثرة لها وزنها ممكن أن تعمل على فض ومعالجة الكثير من أزمات المرحلة القادمة.. ما حصل لا يمكن أن يتنبأ به احد لكن الدروس والعبر الديمقراطية كثيرة وتجربتنا الديمقراطية لازالت في طور الطفولة ولكن للأسف ليست طفولة الديمقراطية بريئة.... وتصرفات بعض الأطراف السياسية هوجاء وغير منطقية ألا بمفهومها الانفعالي الآني لكنها بمفهوم استراتيجي خاطئة ومنحدرة الى مستوى التدكتر ومستوى استلهام الرؤية الصنمية في الحكم ... لكن أن الأوان لمعالجة الألم أن الأوان لتقليل الخسائر ... قد يعمل الإنسان على أن يفوز لكن أخطاءه والظروف أحيانا تسبب له خسائر كبيرة لذا على الحكيم أن يستفاد من أخطاءه وان يتصرف بحكمة ليقلل الخسائر ويلملم الجراح... آن الأوان للجلوس والتمعن في مستقبل العراق آن الأوان لفتح محاور الحوار الأخوي و تناسي الألم وتناسي خلافات مرحلة الغرور والتسرع.. أن الإيثار والأخوة والمصلحة الوطنية العليا فوق كل الخلافات الثانوية غير المبررة . المهم الآن العمل لحفظ حقوق الأمة العراقية ومنع أي انهيار لمكاسب الشعب العراقي وسد الطرق أمام القوى البعثية الإرهابية المدعومة بمليارات الدولارات العربية من إفشال طموحات شعبنا ليرى النور والخلاص ويعيش الازدهار والرفاه .. أن  العراق ذمة بأعناق الشرفاء.. أنها لحظة قرار صعب بين المحافظين البعثيين العملاء الذالمناضلين.راء الماضي وفكره ويعملون من اجل طمس الهوية الوطنية العراقية لصالح المشروع السعودي في العراق والمنطقة وبين ائتلاف الأخوة للمناضلين... لا نريد ائتلافين وإنما نريد انبثاق ائتلاف الأخوة لكل المناضلين .... ستغرق السفينة ما لم تكون هناك التفاته سريعة لذلك... لا يوجد وقت ضائع أنها ساعة الصفر ... العراق ليس شخص ولن يختزل بشخص العراق امة وليس جزء من امة....

 

د.علي عبد داود الزكي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1360 الاربعاء 31/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم