أقلام حرة

فجر جديد من تحرير العراق

(تحرير العراق) إلى اسم (الفجر الجديد) اعتبارا من شهر سبتمبر/أيلول القادم.

بعد أن حل الأمريكان علينا (ضيوفا) ثقالا فيما عرف في حينه باسم (عملية تحرير العراق) التي حررت فيها القوات الأمريكية التحررية الغازية العراق من أهله المحتلين المقيمين فيه منذ ملايين السنين، وأصبح جنرالات ومجندات الجيش الأمريكي أرباب المنزل بينما أصبح أهله ضيوفا ثقلاء تبعا لقاعدة (يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن العراقيين الضيوف وأنت الأمريكي القادم من المجهول رب المنزل) حلت معهم اللعنات والمصائب والويلات وكأن ما كان يحدث من إجرام وقتل وترهيب على يد جلاوزة صدام لم يشبع العراقيين بعد فجاء المحرر الدولي ليملأ الكؤوس ويقطع الرؤوس ويلوث الناموس. وأكبر هذه اللعنات وأشدها فتكا ودمارا كانت لعنة تفرق العراقيين شيعا وأحزابا وكل منهم فرح بحزبه ويرى أن نصرته لا تتم إلا بقتل وذبح وتهجير العراقي الآخر.وقد أدرك ألقاصي والداني أن لحمة العراقيين لا تعود إلى سداها إلا إذا خرج من أرضهم أشقاها. ولكن الظاهر أن أشقاها لا يرغب بترك البلاد إلا بعد أن يفني العباد كما يفعل سرب الجراد إذ يعيث في الواد ولذا لم تتوقف هجماته الأوباشية على الكيانات العراقية حتى بعد توقيع مسودة الاتفاقية الأمنية بين الحكومتين العراقية والأمريكية وبعد أن انسحبت جيوشه إلى الثكنات الخلفية والقواعد الكونكريتية.

واليوم بعد أن أنجز العراقيون مهرجان الانتخابات والمحيبس بات وفرح الصبيان والصبيات ومنعت المسموحات وطغت الممنوعات خرج علينا وزير دفاعهم روبرت غيتس ببشرى تسر النفوس وتفرح لها في خدرها العروس مررها إلى صبيه باتريوس خالي الغيرة والناموس يخبره فيها بوجوب تبديل  اسم الحضور وعمل الناطور في بلاد بابل وأشور بالمخفي والمسطور في السر المجفور من (تحرير العراق) إلى (الفجر الجديد) في وطن حر وشعب سعيد مما يعني أن السادة الأمريكان لا يهتمون بالزمان والمكان ولا يبيحون لأنفسهم فقط تدمير الأوطان وإنما يبيحون التدخل فيما كان من بعد الإمكان ولا يهمهم موافقة أهل البلد من الرجال والنسوان على خطط الفجر الجديد التي ستبقي قواتهم في العراق إلى آخر الزمان ولتسقط الحكومات المنتخبة ديمقراطيا وليحيا السادة الأمريكان وكل فجر جديد والعراقيون والعرب بألف ألف خير

 

وأسأل الآمر والمأمور وما بينهما مثبور:إذا كانت مهمة الجيش الأمريكي  في العراق سوف تنتهي في أغسطس/ آب القادم ما الداعي إذا لتبديل الاسم لو لم تكن هناك نية للبقاء في العراق تحت بند الفجر الجديد الذي يعني علاقة جديدة كما هي علاقة الثوب الأبيض بالجير، فما دام العراق لا يزال قابعا تحت البند السابع رغم تبدل الأحوال فليس من الغريب أن يوضع تحت أكثر من بند آخر.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1364 الاحد 04/04/2010)

 

 

في المثقف اليوم