أقلام حرة

WELL DONE... يا .. IRAQI SECURITY FORCES !!!

غفلة من أمر واجبكم وعيونكم التي ينبغي ان تكون مفتوحة بسعة الأرض التي تحرسونها او أنكم تتظاهرون بإغفاءات لتعطوا الإشارة للمفخخين بالمرور وانجاز المهمة وكأنكم تقولون لهم سيروا وعين الله ترعاكم لتقوموا بمهمتكم لنحر الأبرياء.

اين هي يا أجهزتنا الأمنية المقدامة إجراءاتكم الأمنية وقبضتكم التي تتبجحون بها ليل نهار حتى باتت اسطوانة ممجوجة ومشروخة ليس بمقدور العراقي الإنصات لها لكثرة النفاق الذي يغلفها وطول الألسن العاجزة عن فضح المستور وما وراء الكواليس وما يختبئ وراء الاكمات القريبة والبعيدة.

مئات العمليات أنجزت بتفوق وذكاء ونتائج نحر باهرة ولم نشاهد ونعلم وندري، ما وصلت إليه الأجهزة الأمنية المباركة من التوصل إلى الجناة ثم الإدانة ثم المحاكمة ثم إنزال القصاص، لتكلا عيون الأموات وذويهم ليناموا قريري العيون وتنزل السكينة على قلوب الثكالى واليتامى والمنكوبين.

انه سيناريو معقد ولا نعرف ملابساته و ما تؤول إليه الجهود المباركة كما يزعمون لاسترداد الحق وإيصال الخطاب الصارم الذي بات الإرهابي مطمئنا من عدم وصوله صوتا جهوريا ليرتدع من تسول له نفسه وليكون عبرة لمن يفكر في سن حراب الذبح ثانية لكن الأصوات المبحوحة بحشرجات لا نفهم كنهها وتسيب امني مقصود وغير مقصود وتناحر السياسيين وتهافتهم على الكراسي المنخورة،دفعت القتلة لان يتسيدوا الموقف ويحددوا الهدف والمكان والزمان والناس لعلمهم بان غطاء جويا وارضيا مضروب عليهم غير موجود بالمرة للقيام بالمهمة بأسهل وأيسر وانجح الطرق.

من الممول ومن الحاضن ومن المتستر ومن الدافع ومن المشارك ومن المسهل ومن.. ومن.. ؟؟

تلك طامة كبرى وطلاسم لا يفك شفراتها إلا ذوو الرجاحة والموهبة والعقل النير والخبرة الحكيمة والسديدة وأجهزتنا لا تحتكم على أي من هذه القيم .

من قولك أدينك يا سيد قاسم عطا وكعهدك دائما بتقديم صور أو تصورات عن العمليات الإرهابية التي انتهت للتو بنجاح مذهل وكل ضحية أخذت نصيبها وما نالته من الفناء فمن أجساد متناثرة، أشلاء وأعضاء التصقت ببعضها إلى من يسعدهم الحظ من المصابين والجرحى فيصلون برمق اخير للمستشفيات الفقيرة لكل شئ إلى من يودع الدنيا دون ان تناله الرعاية الطبية ولا ذنب للطواقم المكلفة بالإسعافات لفقر الموجودات لتطل علينا أنت سيد عطا والإعلام الرسمي وتقدم تقريرك المعهود بحجم الكارثة وعدد الضحايا أمواتا وجرحى والخسائر المادية وما سواها.

ولكن أين حدث هذا وكيف وقع ومن الفاعل وما هي الإجراءات التي قمتم بها؟؟

تقول أنت وكذا الفضائيات بان من قام بنحر العوائل أمس الأول هم مجموعة من القتلة الإرهابيين ممن يرتدي بعظهم (لكي أكون دقيقا معك) بدلات عسكرية امريكية، ويقلون سيارات مدنية . طيب كيف للسيطرات الأمنية الهائلة عددا وعدة بحيث تصلنا الإخبار ان من أسباب تذمر المواطن معاناته اليومية لكثرة السيطرات التي تسبب تعطيل الناس للقيام بمهماتها حيث يقولون أن بين كل سيطرة وسيطرة هناك سيطرة.

إذن يا سيدي اللواء ومن خلالك الكلام موصول للسادة الافذاف من مسؤولي الأجهزة الأمنية التي قارب عدد منخرطيها المليون بكل صنوفهم أو ما يزيد، كيف لهؤلاء الإرهابيين بقدهم وقديدهم أن يزوغوا من السيطرات ليصلوا إلى أهدافهم محصنين بسور سليمان وطاقيات اخفاء من نوع فريد لينجزوا المهمة على عينك يا تاجر؟ ثم تلك الصبية كانت شاهدت عيان قالت لكم كل شئ بحضور السيد اللواء محمد العسكري بحيث بات من اليسر الوصول للقتلة لكننا كما دائما نظل ننتظر النتائج ولا من نهاية ولا حتى خيط أمل يريحنا ونطمئن بسلامة وصرامة الإجراءات.

دعنا إذن سيدي نعرج على حادثة اليوم لملابساتها الكارثية وحجم التسيب في اجهزت(كم)..(نا). الحادثة وقعت قرب ثلاث سفارات وبمناطق بغدادية من الأهمية بمكان ويقينا هناك معالم حكومية وإدارية لا اعرف (انأ الهارب من العراق منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما بسبب القمع البعثي) تفاصيلها ومن المفروض حتى لمن فقد عقله في التو والحين أن يكون هناك تشددا فوق المألوف وسيطرات تحرس تلك الأمكنة حتى لا تفلت الأنفاس البشرية من الرقابة فكيف لهؤلاء الملغمين أحزمة، ومتفجرات، ولعلها مفخخات تصم الآذان، أن يفلتوا من هذه الحواجز وينجزوا المهمة (وعفارم عليهم). أما عاد وضعنا الأمني أحاجي لا يفك غموضها إلا الله وساسة الأمة ومليشياتها وكل من يقتنص الأرواح العراقية من بعثيين وقاعديين ولا حراك ؟

أليس من المعيب والمخجل وغير الطبيعي والتسيب الأرعن أن يذهب في أربع وعشرين ساعة العشرات من العراقيين قتلا ونحرا وتفجيرا وأضعافهم من الجرحى ليطل علينا السادة المسؤولون الامنيون فقط ليشرحوا لنا كيف حصل ذلك دون ان يضعوا أصابعهم على الخلل ومحاسبة المقصرين وإعلان العديد من المسؤولين استقالاتهم احتراما للقتلى ولأنفسهم قبل كل شئ،أم أن الوضع في العراق امنيا وسياسيا وأخلاقيا بات من الأمور الثانوية التي لا تعني لهؤلاء أي شئ سوى شفط الأموال وبريق الكراسي وتوزيع المناصب ومحاصصتها، أما المواطن العراقي فأمره متروك لله والأقدار التي لا حول لهم فيها ولا قوة ولا قبل لهم في مسك الأرض سوى بالألسن الطويلة التي حقا تستحق القطع لكثرة ما تطلق من لعاب لزج ومقزز دون طائل.

 

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1365 الاثنين 05/04/2010)

 

 

في المثقف اليوم