أقلام حرة
اعتصام المعلمين في العراق خطوة على وزارة التربية إيقافها من أول درس
ومن علمني حرفا ملكني عبدا .. لا عبدا للطاعة والخضوع وإنما عبدا في البحث والتقصي من أجل من انجازات أفضل .
مهما قيل ويقال في حق المعلم العراقي الذي عانى اشد المعاناة في ظروف قاسية وذاق من مرارة الحياة وويلاتها الكثير الكثير وخاصة في سنين الحصار العجاف عندما باع الطماطم والسكائر ونوافذ البيوت وحديدها، وظل على جبروته مكافحا يعلم الحرف ويعطي العلم والمعرفة لا يهمه الجهد المضاف في حياته من أجل لقمة الخبز .. والسنين التي تتوالى على حياة المعلم في قاعات الدرس في النهارات القائضة والباردة، هي عصارة حياته المضنية وهي ليست هبة تهب له من أحد وإنما هي حقه الضائع في سنوات المحنة وسنوات الحروب المدمرة .. توقفت الرواتب والعلاوات والترفيعات منذ العام الأول للاحتلال الأمريكي عام 2003 عدا امتيازات الدرجات الخاصة للمدراء العامين وغيرهم .. وعندما قرر مجلس الوزراء إطلاق الترفيعات وتحريك الدرجات المتوقفة إلى استحقاقاتها الأصولية للموظفين كافة واعتبارا من 1/3 / 2010 باشرت أغلب الوزارات بإطلاق التعديلات وتحسين رواتب موظفيها حسب استحقاقهم الوظيفي وسنوات الخدمة .. ولا أعرف لماذا لم تكن وزارة التربية هي السباقة الأولى في هذا المجال على اعتبار أن المعلم هو المشعل المضيء في حياة العراقيين وهو الأب الراعي لكل مراحل الأجيال المتقدمة، وبهذا فأنها تكافئه وتكرمه قبل الجميع لا أن تدفعه إلى الاعتصام للمطالبة بحقه، إلا إذا كان لديها عذرا مبررا لا يتفق مع تعليمات مجلس الوزراء .. وبهذا علينا أن نتقتنع نحن أيضا بردود وزارة التربية التي عليها أن تقطع خطوة الاعتصام من أول درس وتعلن قرارها الصائب في إرجاع حقوق المعلمين والمدرسين وموظفي التربية كاملة لئلا تتواصل الخطوات إلى خطوات لا نريد أن يفهم منها طلبتنا الأعزاء أن وزارتهم هي السبب في حرمانهم لدرس من الدروس المهمة وهم على أبواب الامتحانات النهائية .. وأنا على يقين تام أن السيد وزير التربية لا يرضى أن يحرم طالب في العراق من درس من دروسه بسببه .
Zydan _98 @ yahoo.com
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1379 الاثنين 19/04/2010)