أقلام حرة

حسن العلوي وسمفونية التعريب

كما علمتنا الحياة بان التعدد المتذبذب ينقسم الى ارادات متنافرة لاتنسجم مع المنطق الانساني.

هادي العلوي الانسان الماركسي المتصوف حد العصمة امتلك حسا انسانيا غير قابل للمساومة على حساب مبادئه وقيمه وكان فيلسوفا في معاني القيم فظل ابيا صامدا متعففا يتعاطى مع سمو المفاهيم الخلاقة التي تبناها هذا الرجل فتراه غنيا من التعفف.

 

ما خرج عليه حسن العلوي بان السيد نوري المالكي بحاجة الى تعريب في الوسط العربي وشخص السيد اياد علاوي هو من يعرب السيد المالكي لقبول علاوي عربيا ... منطق يعيدنا الى اسوء حملة لتعريب المناطق الكردية بالنار والكيمياوي والتهجير القسري والتطهير العرقي لكي تستاصل ثقافة التعريب كل ماهو وطني انساني حضاري في حق الانسان ببناء ذاته وشخصيته وموروثه الحضاري وخصوصيته القومية والمذهبية و السياسية .

 

الاهم لحسن العلوي ان يستعرب اولا قبل ان يقود حملة التعريب التي يحمل هو ذاته الجنسية السعودية غافلا الهوية الوطنية واولويات ايجاد مشترك وطني باسم العراق لنؤسس لمفهوم وفلسفة الاستعراق والعرقنة بديلا للاستعراب والعرقية.

 

انه لمن المخيف حقا بعد الذي جرى للعراق من خلال العقود البالية التي ساد فيها البعث كتسلط قسري عبث في نسيج العراق الوطني وجعل منه متضادات متنافرة في كل الثنائيات الوطنية المتاخية ياتي اليوم حسن العلوي بلا مشروع وطني لخلاص العراق من المحن الكارثية التي اسستها ثقافة التعريب وشعارات الرسالة الواحدة ليقفز على ركام الشخصية العراقية المتشظية والعراق المحطم في كل الاصعدة ليطرح اسلوبا غير مباشرا بان الامن لايتم الا بالتعريب حيث مصادر التفخيخ والانتحاريون المسيسون عربيا ... اهكذا هو المشروع الوطني الذي يتباهون به دون غيرهم كقائمة وكرموز؟؟؟

 

الوطنية ليست منحه بديلها التعريب

بل هي انتماء دون امتياز ومكارم . هي وحدة قياس في الدولة الوطنية الحديثة والمواطنة تعني انتماء بامتياز وحقوق للمواطنة تظمنها دولة المواطن والقانون.فالولاء هو من اساسيات التكوين الذاتي للاوطان والامم والجماعات فهو اي الولاء نتيجة وليس سبب , ويقينا بان الدكتاتوريات تضعف الولاء الوطني كذلك التعريب مقابل ثمن يخرب الذات الانسانية.

حقا قيل ان الموروث الجيني في الاخوين وحتى في التوائم يختلف بين فرد واخر وهو مانراه بين المرحوم هادي العلوي الخالد الذكر واخيه حسن العلوي المختلف مع اهله وذويه.

 

د. اسامة حيدر

[email protected]

23 April 2010

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1383 الجمعة 23/04/2010)

 

 

في المثقف اليوم