أقلام حرة

الجواهري وملاحم الشعب وأعياد أيا د

كلمات لها معانيها ودلالاتها الحسية العميقة، اثارت الحماس في نفوس الحضور وألهبت المشاعر.

في وثبة كانون الثاني عام 1948 يقف الجواهري في قلب الانتفاضة ويمنحها دما وشعرا، أخوه "جعفر" يتضرج بدمه شهيدا واخرون. والجواهري مشاركا يهتف مدويا بصوته في "جامع الحيدر خانة" وقصيدته المشهورة :أتعلم أم أنت لا تعلم؟" مفجرا الغيظ في الصدور حنقا على الطغاة لتمتد حتى الرابع عشر من نيسان من ذلك العام يوم انعقاد المؤتمر الاول لاتحاد الطلبة العام في ساحة السباع، ايام عزها الزاخر.

وينتصب الجواهري شامخا وسط طلابه ويطلق صرخاته في رائعته:

"يوم الشهيد تحية وسلام/ بك والنضال تؤرخ الاعوام"

التي مازالت خالدة في اذهان ووجدان ابناء الشعب كخلوده.

ويتوالى عنده القصيد حتى الايام الاخيرة من حياته وهو المعين الذي لا ينضب.

بعد انتصار ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وفي احتفالات الطبقة العاملة العراقية في الاول من أيار الخالد ولعامي 1959 و1960 يشاركهم الجواهري افراحهم ويصدح بينهم بشعره صائغا لهم قلائد من عصارة فكره الانساني المتجدد:

حييت "أيار" بعطر شذاتي

وخصصته بالمحض من نفحاتي

وسقيته نبع القصيد مضرجا

كدماء احرار به عطرات

وشددت أوتاري وقلت اظنها

ستشد "أيارا" على نغماتي

من ليل "أيار" نسيم عواطفي

ومن النهار وقدحه جمراتي

فوحق "أيار" وعمال به

راياتهم في عيدهم راياتي

أنتم رؤى الماضي، وانتم حاضر

يجلى، وأنتم رمز جيل آت

في كفكم حل الامور وعقدها

وبكم تقص أظافر الازمات

يا أيها العمال بث مزامل

لكم يكافح دهره بأناة

منكم... رفاقي في الكفاح رفاقكم

وعداتكم، وسط الكفاح عداتي

انا عامل بالفكر اعمل معولي

في صخرة فأحيلها لفتات

في الكف مطرقتي افل بحدها

اصلاب، اوغاد، وهام طغاة

وفي عام 1960 يجدد العهد كلما تجددت ذكرى الاحتفال في ذلك اليوم عندما وهبهم قافية اخرى من شعره...

بكم... نبتدي واليكم نعود

ومن سيب افضالكم نستزيد

ومن فيض ايديكم ما نقيت

وما نستجد.. وما نستعيد

فنحن اذا شئتم والفناء

ونحن اذا شئتم والوجود

إذن أنتم الدهر من حقكم

اذا حان يومكم ان تسودوا

أرى غدكم زاحفا فوقه

ترف مروج.. وتزهي ورود

مطارقكم هن جرسها الزمان

يدق.. فيسمع حتى الحديد

مضى امس حيث يقص الشيوخ

لابنائهم كيف عاش العبيد

ولكن مزيدا من التضحيات

ففيهن من كل خير مزيد

هناك سيذكر شيخا وليد

ويبكي لماذاق جد حفيد

هنالك سوف يغني لكم

على وتر القلب هذا النشيد

هنالك سوف يقول الصغار

لقد نور الدرب هذا النشيد

تنبأ صاحبه ان نسود

وها نحن – رغم انوف – نسود

وبورك عيد نضال سعيد

سيتلوه من حسن عقباه عيد

مجدا لك ابا فرات، يا من وهبتنا دما وشعرا نستفيق به كلما احتفلنا بعيد الاول من ايار.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1385 الاحد 25/04/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم