أقلام حرة

ارجو ان لا أُنتقد فهذا هو الواقع... إنها مهمة الرجال فقط وليس أنصاف الرجال!!

ابجديات الحياة ومبادئها الصحيحة بثوابتها الاخلاقية المعروفة بانسانيتها وعراقيتها، وكيف اصبحت حياتنا هكذا... ونحن الذين كنا نمني انفسنا بحياة افضل بعد ولى الطاغوت وقبر الى الابد الا من بعض خيوطه الراجفة والمتخفية .

ان جميع احلامنا التي كنا نتمنى تحقيقها قد بددت ... سألت نفسي لماذا يصبح حالنا هكذا وانا اتابع كغيري من اخوتي العراقيون عملية الانتخابات وما جرى قبلها وبعدها من تسقيطات ... وما يجري الآن من معاناة شعب عانى الويلات والظلم وكيف ان الوضع الحالي والفراغ الذي يعيشه المواطن جراء الاتهامات التي تكيلها تلك الكتلة وافرادها لذلك الائتلاف وبالعكس وتراهم يتصارعون جميعا وبدون استثناء من اجل  ذلك المنصب والكرسي اللعين ... حيث شلت الاعمال من جراء ذلك وتوقفت الطموحات حيال وضع مترد نعيشه وكان أول جواب  يتبادر الى ذهني أنه من البديهي أن يكون هكذا بسبب فعل الاحتلال البغيض الذي حطم بلدي والقى بظلاله مؤثرا بشكل سلبي  على مفاصل الحياة بكل تفاصيلها فقد تهشم كل شئ في بلدي وأخطر ما هشم فيه هو الانسان واساسياته، ففقد البعض للاسف قيمه وانسانيته ومبادئه وكل شئ حتى دينه، فأصبح يكذب، يبرر كذبه، يراوغ، يسرق، يقتل، لايعرف الحب يكره، يغضب، يحسد، يفعل كل ما هو معيب، من اجل مصالحه الدنيوية، لقد تشوه الانسان، وأنا اميز بين هذا وذاك، بين الشر والخير بين الخطيئة والصواب بين الكراهية والحب، بين كل هذه التناقضات اللعينة، فأقول مالذي حصل ؟ الى أين نتجـه ... كل شئ من حولنا بل اغلبه فاسد ومشوه، الأكثرية تتجه نحو الماديات والمصالح الذاتية، مبتعدة عن المبادىء الحقة التي توارثناها وتعلمناها وحلمنا بتعميمها ...!!  فتراهم يتركون ما هو معنوي واعتباري، مبتعيدين عن عمل الخير الذي يفترض ان يقدموه من خلال اخلاصهم وايثارهم من ابناء عراقهم ... ومنهم على سبيل المثال السياسيون ... فأنهم  ينسون ما فعلناه من أجلهم  كشعب وما ضحينا به وما قدمنا كي يحصلون على دخول عالم ولا  بالاحلام ... !!  ينسون  الدم المراق والأشلاء  الطاهرة والتربة والمعاناة والصبر والتشرد والشهداء، ينسون كل كلمة صدق وحب وحنان وأخوة وأبوة وتضحية وحلم ... نحن ((الفطَر) نعم نحن العراقيون (الفطر)) ... التي ابديناها لهم أمام مغريات الحياة المادية التافهة .

 

لماذا يحدث كل ذلك، لماذا، لماذا اقرب الناس اليك وابن بلدك يتمرد عليك بسبب الكرسي والمنصب رغم عطائك وحبك له ...!!

بشكل شخصي وبعيدا عن التعميم والسياسة ومراميها وكجزء من معاناتنا اقول ... أهكذا تجري الأمور، لماذا يحسدك صديقك واخوك لماذا يطعنك، لماذا يتعامل الناس على عكس ما تتعامل معهم لماذا أنا احبهم واخلص لهم واعمل كل شيء لسعادتهم وهم يفعلون معي عكس ذلك تماماً ما هذه المعادلات الرخيصة التي نعيشها في هذا الزمن الرخيص، أسأل نفسي دائماً هل أنا على صواب والجميع على خطأ أم أنا على خطأ والأكثرية هي التي تمثل الصحيح .

 

هل يعقل أن يكون الفرد الواحد على صواب والجميع على خطأ، يذكرني ذلك بالعاقل الذي دخل مستشفى للمجانين واذا بالمجانين يقولون من هو هذا الغريب المجنون الذي دخل علينا، فهل أنا العاقل الذي دخلت الى بلدي لأرى المجانين يقولون من هو هذا الغريب المجنون الذي دخل علينا وينسون أنهم هم المجانين وانا الوحيد الذي بينهم العاقل .

 

يا لهذه الحيرة ويالهول هذه المأساة الشنيعة التي نعيشها . أين المخرج من هذه المعادلات المقيتة . تصوروا أحد أصدقائي يشجعني على الانحراف ويقول لي أنحرف والا ستموت من الجوع، هل وصل بنا الأمر أن نختار الانحراف حتى نعيش، أم المطلوب أن نتمسك بالمبادئ والقيم العليا لندحض الانحراف والتضليل والكذب ونعمل بكل جهد من أجل بناء جيل يتمسك بالمبادئ والقيم العليا، لماذا أصبحت الأمور هكذا، ما هذا الذي نعيشه ونسمعه كل يوم من الذين يحيطون بنا، ما هذا الجنون وما هذا الانحراف الانساني  وهل أصبح كل شئ بالمقلوب كما ذكرت ؟  وهل سيأتي اليوم على بلدي الذي يصبح فيه المقلوب عدلاً وصحيحاً ..؟!!

 

أن تمسكنا بمبادئتا وقيمنا العليا التي تربينا ووضعناها منهجا لنا طيلة عقود من الزمن رغم الثمن الباهض الذي كلفنا ... وإن ماعانيناه من وضع نفسي وصحي ومادي وجهد عظيم، مؤمنين ومدركين بأن الحق  سينتصر في النهاية ... ولكن اي انتصار نشهده بأيامنا هذه...!!!

ان الصمود لا تجده الا عند الرجال المؤمنين الصادقين مع أنفسهم والثابتين على الايمان الذين لا تهزمهم المحن والشدائد بل تزيدهم ايماناً بالله والعقيدة والوطن والشعب، هذا النوع من الرجال هم الباقون وليس أنصاف الرجال الذين تهزمهم أبسط الأمور ويتخلون عن مبادئهم وقيمهم وحتى دينهم في بعض الاحيان . هؤلاء أنصاف الرجال الذين يتركون كل شئ من أجل حفنة من الماديات وملهيات الحياة الدنيا متناسيين بائعيين أوطانهم من أجل إشباع رغباتهم الضيقة .

 

ماذا نفعل أمام كل ذلك ونحن الذي ارتدينا الرداء الابيض وترانا نسبح في بركة من الوحل ونحاول أن لا يتلوث ردائنا الناصع الذي ارتديناه، كيف نفعل ذلك وكيف نتخلص من كل هذه الأوحال، سنحاول نحن العراقيون من خلال ثباتنا  على مبادئنا وانسانيتنا وتمسكنا بها بكل قوة متوكلين على الله الواحد الاحد، وكما قال تعالى في كتابه الكريم (وعلى الله فليتوكل المتوكلون) صدق الله العلي العظيم . حيث إنها مهمة الرجال فقط  وليس أنصاف الرجال ... رغم ولوجنا  ايام  صعبة جعلت من العراق على حافة هشيم نار مستعرة  ونحن من ايام معدودات قليلة دخلنا عامنا الثامن ومرور سبعة سنوات عجاف ... بعد التغيير وسقوط الصنم ...

 

ولنا وقفة اخرى...

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1388 الاربعاء 28/04/2010)

 

في المثقف اليوم