أقلام حرة

للمرأة مرة ثالثة ورابعة

المراة العراقية الحالية التي تمثل اليوم وغدا والمستقبل، اقول لها وبصدق ورجاء منها، ان تلغي وراءها الاحوال التعيسة التي تحيط بها والى الان من سلوكيات تمزق شخصيتها وتحطم وجودها، وتخمد آمالها وامانيها،

 

ولكي لاتجعل منها مرة اخرى اثاثا يشترى ويباع، ووعاء يحمل وينجب الاجيال فقط، او انثى في متناول الذكر عند الحاجة، وليس لها، حق. غير الطاعة العمياء،، وان لاتلبس ذاك، بل تلبس هذا،

 

وحين تحاول اثبات وجودها كل القوانيين والاعراف والتقاليد تقف ضدها،

وفي الواقع هناك حقيقة يجب الاعتراف بها، انني لمست واقعا مرا وللاسف، هناك نسبة كبيرة جدا من النسوة اللائي ترضى لنفسها ان تكون (امة) فقط تحيطها اربعة جدران، وهنا الطامة الكبرى، فتراها تكون في شكل ازدواجي (عذرا)

لكي تثبت انها ترضي بعض الاطراف لعلها تحظى بأهتمام منهم، او فائدة ترجى، وهذه حتما لاتمثل المراة التي تعتد بنفسها وبكيانها انسانة وامراة تشكل اكثر من نصف المجتمع،

والى الان صدقوني اجد من يتصرف مع المراة، انها (عار لابد منه) او عورة ,وينبغي اسدال الستار عليها وابعادها عن الانظار، او تحت قائلة تقول (مااجتمع رجل وامراة الا وكان ثالثهما الشيطان).

ومن هذا المحيط عاشت المراة العراقية، ولازالت تعيش وهي مقيدة

وحتى بين اوساط نسبة كبيرة من المثقفين، هذا عن تجربة وشاهد عيان،، فحين تحضر المراة جلسة او ندوة سواء كانت علمية او ثقافية فلا ينظر اليها الا من شكلها الخارجي، وهل هي تمتلك جاذبية، او انوثة الخ من تفكير الرجل الشرقي والعربي،، وقليل من ينظر لعقلها، وفكرها

 

ولكي لاتلتف على المراة من جديد خيوط الشرانق والتقاليد البالية وتلتهم روحها عفونة البيت وتشل كل طاقاتها، ويبح صوتها مختفيا خلف جدران البيت والفحولة الهمامية،

عليها النظر اولا لنفسها ووجودها ومن ثم تنشا اجيالا صحيحة وبعيدة عن كل هذا التفكير،

ان تبدا اولا مع ابنتها في زرع الثقة والاعتماد على نفسها وتوجيهها بشكل جدي ومعتدل، وان تفهمها  النهج الصحيح للمراة الحضرية والعصرية وتحرر كيانها من عقد ولت وبلت وان المراة ليست شكل وجنس فقط، بل كيان متكامل كما الرجل،

وللام المتعلمة والمثقفة، ان تشيع في جو البيت جوا ثقافيا وعلميا صحيحا متحضرا، يبنى على مفاهيم انسانية وسلوكيات راقية،، وتفهم ابنتها بكل مايخدمها مستقبلا وان تجهز للخوض في مجتمع، للاسف يتدرج نحو الرقي من جديد،،

وان لاتبقى دمية  جاهزة ليوم الزفاف فقط،

بل هي مسوؤلة بمعنى الكلمة لبناء اسرة جديدة، وكيان كبير اسمه عائلة المستقبل،،

وهنا بصراحة طرحت هذا الموضوع من خلال مواجهة واحتكاك مباشر مع شاباتنا ونساء مستقبلنا، ولااخفيكم كنت في خيبة كبيرة، لما ارى من تراجع

وبدات اقارن في تنشاتنا التي تختلف تماما عن بنات اليوم، والتداعيات كبيرة ومؤسفة،

 

فاطمة العراقية

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1390 الجمعة 30/04/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم