أقلام حرة

إحترام نتائج التزوير

ورغم أن بهاء الأعرجي يرى أن "إعادة العد" ليس سوى “تصعيد سياسي وحب الذات" (2) فأن عمار الحكيم يرى "ان عملية الفرز اليدوي التي يراد تحقيقها في البلاد تحمل في طياتها العديد من المخاطر" (3) ، والنجيفي يقول أن إعادة الفرز في بغداد قد تؤخر العملية السياسية سنة! (4)

الملا يصف "أعادة العد" بانصياع القضاء العراقي لرغبات السلطة التنفيذية وأنها "مؤشر خطير"، وستجعل شرعية الانتخابات على المحك. (5) أما ظافر العاني فجعلها مسألة شرف فقال أن اعادة فرز الاصوات " علامة سوداء في جبين القضاء العراقي" (6) .

 

فرج الحيدري، رئيس مفوضية الإنتخابات أطلق الكثير من "الإنذارات" أكبرها كان أن إعادة العد يعادل إعادة الإنتخابات، وأنه سيجر البلاد إلى الهاوية! (7) وقال أنها "ضرب من المستحيل"، و "إن هذا الأمر يتطلب عملا مضنيا لأكثر من ثلاثة أشهر على الأقل" إن لم تواجهه مشاكل! (8) وكان يتحدث حينها عن أعادة العد في كل العراق، اما عن بغداد فقال أنها تتطلب شهرين! ولا ندري كيف حسبت حاسبة الحيدري العجيبة هذه النسبة الغريبة: ثلاثة أشهر لكل العراق وشهرين لبغداد! لكنه لم يجد أحداً حتى هذه اللحظة يطالبه بكشف طرق حسابه، لذا فهو حر في أن يقول أي شيء يخطر على باله والعراق لا خيار له سوى أن يصدق! على أية حال فأن زميله سعد الراوي يؤيده في تقديرها بـ "أشهر" لأنها تحتاج إلى "خطة لوجستية وأمنية جديدة"!

 

السفير الامريكي كريس هيل، الذي لم يزعجه التأخر غيرالطبيعي في إعلان نتائج الإنتخابات الأولي، قد عبر عن احتجاجه غير المباشر على إعادة العد فقال أنه "قلق بشأن المدة التي يستغرقها الساسة العراقيون في التصديق على نتائج الانتخابات" (9) أما جو بايدن فوقف بوجه إعادة العد بوضوح وشراسة قائلاً أن الإنتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من آذار هي انتخابات نزيهة وان الولايات المتحدة تعارض اي جهد غير قانوني لتغيير النتيجة.! (10)

 

ومع ذلك يصر البعض عليها، فـ "اتحاد الشعب" تصر على ضرورة إعادة الفرز والعد يدويا" ولكن المصرّ الأكبر هو بلا شك المالكي الذي بقي مصراً عليها رغم أن "جهات هددت بإمطار المنطقة الخضراء بالصواريخ في حال أعيد العد والفرز".(11)

 

عندما ينتشر كل هذا الوصف المخيف في الهواء الإعلامي، لا بد أن العراقي سيتخيل "إعادة العد" كسعلوة سوداء شريرة وكبيرة جداً، وأن من يطالب بها إنسان عجيب غريب تدفعه أنانيته الشديدة إلى هذه التهلكة التي تدمر البلاد! لا بد أن العراقيين هم المجانين الوحيدين في العالم الذين يدخلون في هذا الخطر الداهم والعار الأسود!

 

لكن لو حاولنا أن نخرج من أخبار العراق إلى العالم، ولنذهب إلى قمة الحضارة والديمقراطية، أوروبا الغربية، فإننا نفاجأ بأمر غير متوقع. فيبدو أن إعادة العد لم تجرّ العارعلى من قام بها في هولندا.

اليس من المفروض أن تكون هولندا خالية من وصمات العار الخطرة هذه؟ هل من المعقول أن شعباً متطوراً مازال يفعل مثلنا ويشكك بسياسييه ومسؤوليه وحاسباته "الحيادية" (وصف الحيدري) ويجلب الخطر لبلاده ويؤخرحكوماتها أشهراً لأنانيته؟

 

هناك شيء مريب. لكن هذا ليس كل القصة، فقد جرت إعادة العد في هولندا، وبدون كل تلك الإعتراضات والتهويلات ليس في روتردام فقط بل وأيضاً مدينة ماسترخت إضافة إلى عدد كبير من المدن الصغيرة مثل الميرة ، هلموند، زيفولده، إيمين، ليلستاد، ستادسكانال، خلدروب – ميرلو، لوبيك!

ما الأمر إذن؟ هل أن أحداً لم يخبر الهولنديين بفضاعة "إعادة العد" وكيف يمكن أن تحطم بلادهم وأنها يجب أن تطول أشهراً؟ ألم يكتب أحد ينصحهم بترك هذا "المسار الخطير الذي قد تنزلق إليه البلاد"؟

يبدو أن ليس لديهم نماذج مثل فرج الحيدري والنجيفي وعلاوي، بل أن جريدة "تراو" الهولندية كتبت عن إعادة بلدية روتردام للعد في انتخابات البلديات الأخيرة قبل بضعة أسابيع: "لقد تصرف "أبو طالب" (رئيس بلدية روتردام) بحكمة حين أعاد الهدوء والسلام، من خلال أمره بإعادة عد جميع مراكز الإنتخاب في المدينة. كانت المدينة بحاجة إلى تلك حركة "ملوكية. لقد أشر ذلك القرار أن "أبو طالب" أخذ بشكل جدي الشكاوى التي قدمت، من خلال عدم اكتفائه بإعادة عد مراكز الإقتراع التي وردت حولها الكشاوى (....) الناخبين لم يكونوا يريدون أن يجدوا أنفسهم في مثل تلك الأوضاع الأمريكية التي حدثت مرة في فلوريدا، والتي تدخل فيها القضاء لحلها" (12) . وطبعاً لم تقتصر هذه الممارسة على هولندا أو أوروبا الغربية، ففي مولدافيا تم إعادة العد في مثل هذا الوقت من العام الماضي، وكذلك في زيمبابوي منطقة إنتخابية، وبعدها في الغابون، والمكسيك، وكذلك تمت إعادة عد الأصوات في رومانيا التي فاز فيها المرشح المقرب لأميركا بفارق 70 الف صوت، فلم يعنفهم سفيرهم الأمريكي ولا جو بايدن، ولا احتاجوا إلى "خطة لوجستية" ولا "أشهر من العمل المضني"!

 

إذن متى تكون إعادة العد عملاً ديمقراطياً ومتى تكون "التفافاً على نتائج الإنتخابات"؟ إليكم هذا السؤال الإختباري: ماذا عن الإنتخابات الأخيرة في أفغانستان؟ هل يكون فيها إعادة العد جريمة أم عملية ديمقراطية؟ الجواب لن تجدونه من خلال البحث في تقارير سلامة الإنتخابات وتزويرها، فيبدو أنه لا علاقة لهذا الأمر بذاك إذا كنا نبحث عن موقف "المجتمع الدولي" من الإنتخابات وإعادة العد.

إنما تجد الجواب دائماً وبشكل ثابت بعيداً عن الإنتخابات، تجده في علاقة أميركا بالمرشحين. ليس الجواب صعباً في سؤال أفغانستان إن تذكرنا أن كرزاي لم يعد الأفغاني المفضل أمريكياً، لذلك وجه الأمريكان (ومن تبعهم من الأطلسي) تهديداتهم اليه بضرورة "قبول نتائج العد"، لكن بعد إلغاء أكثر من مليون وربع مليون صوت، من أصل 5 ملايين صوت ونصف، من أجل أن ينقص رصيده بمقدار أقل من نصف في المئة من الأصوات اللازمة له ليفوز في الدورة الأولى. لاحظ المراقبون أن منافسوا كرزاي كانوا قد حضروا حفل تنصيب أوباما، دون كرزاي نفسه. (13)

وهكذا فأن السفير الأمريكي نسي أن يقول لنا أن بلاده قامت بنفس "خطيئة" إعادة العد قبل عشرة سنوات، وبايدن الغاضب نسي أن حزبه الديمقراطي طالب بها مرتين متتاليتين خلال العقد الماضي ولم يعتبر ذلك مضاداً للديمقراطية ولا انتهاكاً لنتائج الإنتخابات، ونسي أنه وحكومته طالبا وبشدة، إيران بإعادة عد الأصوات، باعتبار تلك ممارسة ديمقراطية، كما فعلت غالبية الحكومات الأوروبية مثل رئيسة الحكومة الألمانية ميركل. في حالة إيران، لم يكتف الغرب بالمطالبة بإعادة عد الأصوات بل ودعم مطالبة المعارضة بإعادة الإنتخابات كلها.. لكن تلك كانت انتخابات غير نزيهة، لأن من فاز بها لم يكن مقرباً لأميركا، أما حين يفوز علاوي، فأن بايدن يعرف من مكانه على بعد عشرة الآف كيلومتر، بأنها "نزيهة" وأنه لا مبرر للإعتراض عليها!

 

والآن لنحاول أن نطبق القاعدة الذهبية التي اكتشفناها للتو على العراق، لنتعرف كيف ينظر "المجتمع الدولي" إلى "إعادة العد" العراقية. لنأخذ بضعة نماذج:  هيلاري كلينتون، دعت الساسة العراقيين إلى وضع خلافاتهم جانبا واحترام نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة. وقالت إن احترام نتائج الانتخابات سيسهم في بناء عراق قوي ومستقل وديموقراطي. (14)

وإذا كان مجلس الامن الدولي دعا الاطراف العراقية الى احترام نتائج الانتخابات التشريعية التي صدرت، فور صدور تلك النتائج، (15) فإن الممثل الخاص للسكرتير العام للامم المتحدة في العراق اد ميلكرت لم ينتظر، لا النتائج ولا حتى الإنتخابات نفسها، بل بادر ودعى "الفرقاء السياسيين العراقيين الى تقبل نتائج الانتخابات التشريعية "المقبلة" "!! وقال ميلكرت ان على الجميع احترام نتائج الانتخابات وعلى الخاسرين تقبل العمل من موقع المعارضة وعلى الفائزين تحمل مسؤولية تشكيل الحكومة. (16)

 

طبعاً ليس غريباً أن تدعوا  المفوضية العليا للانتخابات الى احترام نتائج الانتخابات التي أصدرتها بنفسها، (17) ولا غرابة من أن يدعوا سكان المناطق التي سيطر عليها من اعلنت النتائج فوزهم، مثل صلاح الدين، إلى "وجوب احترام نتائج الانتخابات" (18)

وبالتأكيد سيحاول "الفائزون"، تثبيت شرعية هذا الفوز قبل أن يتاح لأحد أن يعترض عليه، فسافروا إلى كل مكان فور إعلان النتائج. وأكد أسامة النجيفي عضو القائمة العراقية عقب مباحثات وفده مع المسؤولين في الجامعة العربية “إن الجامعة العربية والأمم المتحدة مطالبان بإصدار بيان يتم التعبير فيه عن التصديق على نتائج الانتخابات”. ودعا إلى ضرورة "احترام نتائج الانتخابات" والتصديق عليها من قبل المحاكم الاتحادية في العراق ليتسنى تشكيل حكومة وطنية واسعة. (19) وأفهمنا أحمد العلواني عضو القائمة العراقية كيف نحترم "إرادة الناخبين" والتصرف بروح وطنية. (20) وقالت الناطق الرسمي باسم ائتلاف العراقية ميسون الدملوجي :" ان على قائمة ائتلاف دولة القانون احترام نتائج الانتخابات وتقبلها بروح رياضية وعدم التلويح باقامة تظاهرات وانتفاضات وثورات شعبية حسبما سمعنا بذلك من بعض قادة ائتلاف دولة القانون". (21) لكن حين "لم يتمتع هؤلاء بالروح الرياضية" وارتكبوا خطيئة الإعتراض على النتائج، أنقلبت ميسون بنفسها إلى بركان ثائر وقامت بـ "التلويح باقامة تظاهرات وانتفاضات وثورات شعبية ".

 

ولم تخل الإنتخابات العراقية ونتائجها من المفاجآت المثيرة للإهتمام لكي لا يصيبنا الملل، فانطلق أحد أشد الخاسرين للإنتخابات، السيد عمار الحكيم، في هستيريا مفاجئة، للإعتراض على من اعترضوا، ووقف "بروح رياضية" مع الفائزين، وبطريقة أثارت مخيلتنا في "نظريات المؤامرة" ورشاوي قادة الكتل المنتشرة في مثل هذه الظروف، خاصة حين لا تجد ما يفسر لك ما يحدث غير نظرية المؤامرة. وآخر تصريحاته حول أحترام النتائج كان، أنه دعا الى "سحب مفاتيح السلطة" من الكيانات التي تؤمن بالوصول إلى سدة الحكم عن طريق الديمقراطية بينما ترفض المشروع الديمقراطي في حال خسارتها. ودعا إلى احترام نتائج الانتخابات التي تعلنها المفوضية. (22) ولم تخل مثل هذه المفاجآت من قيادات في تيارات آخرى، كما أشرنا إلى موقف الأعرجي أعلاه من إعادة العد.

في هذه الأثناء أنتشرت صورة أياد علاوي الضحية في الفضائيات، يدور في عواصم العالم والعرب بحثاً عمن ينصفه من الأشرار الذين يريدون الإلتفاف على الدستور ويسلبونه حقه في رئاسة الوزارة (تاركاً مشكلة والدته حتى اللحظة المناسبة)، وعبثاً حاول الخاسرون أن يبينوا للعالم أن من حقهم الإعتراض. (23)

 

لنأخذ نفساً عميقاً، ولننظر للحظة بعيداً عن "العالم السريالي" المتمثل بالمواقف الرسمية لـ "المجتمع الدولي"، والتشويش الإعلامي في العراق والعرب، ونسأل أنفسنا سؤالاً نحدد به موقفنا الشخصي: هل يجب أن نعتبر عملية إعادة عد الأصوات، عملية ديمقراطية أم عرقلة للديمقراطية؟

 

ستوارت كومستوك، المدير التنفيذي لمعهد حقوق التصويت القومي الأمريكي يقول: : "العديدين يعدون المطالبة بإعادة العد دليل "خاسر سيء"، والبعض يذهب إلى أن الجمهوريين لم يكونوا سيفعلونها لأنهم "يلعبون بشكل عادل". الحقيقة هي أن القلق من أجل "العدالة" هو الدافع وراء المطالبة بإعادة العد. هؤلاء لا يرون أن هذه الجهود ليست مهمة من أجل فحص النتيجة فقط، بل من أجل التأكد من إمكانية مراجعة نظام معرض للخلل. مادام هناك خطأ في عد بعض الأصوات، ووضع بعضها مكان الأخرى أو إعادة توجيهها إلى جهات أخرى، لا يمكننا أن نقول أن نظامنا الإنتخابي يعمل بشكل سليم. خاصة مع نظام غير متناسق فيما يتعلق بعملية العد، ووجود مسؤولين يقفون بشكل عدائي من المحاسبة، فأن هناك الكثير مما يجب عمله من أجل استعادة العدالة في النظام." (23)

ويقول أيضاً: "إعادة العد يجب أن لا تعتبر فقط وسيلة لإجراء أدق عدّ ممكن للأصوات، وإنما أيضاً كوسيلة في غاية الأهمية لكشف نواحي الخلل في عملية عد الأصوات المتبعة في بلادنا، ولخلق مناخ من الإصلاح والتحسين المستمر لها".

"من الممكن أن نكون قد أخطأنا. لسنا بحاجة إلى الإعتقاد بوجود مؤامرة. لكن عندما لا نتمكن من إنجاز عملية إعادة عدّ ذات معنى، فلن يمكننا أن نتأكد من أن أصواتنا قد تم عدها بشكل سليم"        

"لا يجب أن يسمي أحداً المطالبة بعملية إعادة العد، بأنها دليل خاسر ضعيف الروح الرياضية، بل هي واجب مدني" (24)

 

ويؤيده في ذلك دافيد ديل (كيف نجعل الديمقراطية شفافة) : " لا يكفي أن تكون نتائج العد دقيقة، بل علينا أن تكون لدينا الثقة بأنها دقيقة فعلاً، وهذا ما لا نثق به الآن. بكلمة واحدة: ألإنتخابات يجب أن تكون "شفافة". يجب أن يتمكن الناس من التأكد بأنفسهم من دقة نتائج (العد) من خلال المراقبة أثناء الإنتخابات، و فحص الأدلة فيما بعد"

"الإنتخابات الأمريكية بعيدة عن الشفافية. المرشحين الفائزين ومسؤولي الإنتخابات على السواء يميلون إلى بذل كل الجهود لعرقلة إعادة العد، وهذا ما أدى إلى تزايد إحساس الناس بالمرارة مع كل إنتخابات، على الأقل منذ فلوريدا 2000"

ويرى ديل لإصلاح النظام أنه يجب مراجعة القوانين الإنتخابية من أجل "تسهيل الأمر على المرشحين أن يحصلوا على إعادة عد يدوي يعتمد عليها" وأن على المواطنين أن يساهموا في التأكد من أن تجري الإنتخابات بشكل سليم. (24)

 

أي تناقض شديد بين هذه اللغة، وبين لغة العالم السريالي الأول الذي كنا فيه! الخيار صار لنا أن نقرر موقفنا الشخصي، أن نجد أنفسنا في عالم والحيدري أو ديل. أن نقرر أن "نحترم نتائج الإنتخابات" كما يراها النجيفي أو كما يراها كومستوك. على هذا الخيار سنرى "إعادة العد" باعتبارها "وصمة عار سوداء" في الديمقراطية العراقية لا يلجأ إليها إلا الأنانيون الذين يريدون جر بلادهم إلى الهاوية، أم نقطة شفافية مضيئة يجب الإصرار عليها لتطوير الديمقراطية في بلادهم.

 

ليس هذا الخيار المتنافر الصعب من حظ العراقيين وحدهم، فجماعة بايدن – علاوي – النجفي تفرض نفسها في الكثير من بقاع العالم، وبالتأكيد في أميركا نفسها. فيقول كومستوك آسفاً:"إنه لأمر يسبب الصدمة أن الحق الإنتخابي العظيم، والذي يفترض أن يكون مسألة اساسية في هذا البلد، قد أصبح عديم الشفافية. فحتى في أوكرانيا سوف يتم إعادة الإنتخابات بسبب وجود عدد من المخالفات في الإنتخابات الرئاسية." (25)

وهذا عضو الكونغرس جون كونيرس يتحدث عما وجده : "لقد وجد فريقي (لمراقبة الإنتخابات) براهين هامة واعترافات من موظف في مكائن التصويت (تراياد) والتي اعترف فيها علناً في مقابلة مسجلة بالفيديو، أنه خلق وثائق و حور مكائن (حاسبات) التصويت من أجل أن يغض المسؤولون النظر عن إعادة عدّ يدوية كاملة لبطاقات التصويت، كما هو مطلوب شرعاً"

"ووجدنا أيضاً من خلال تحقيقاتنا في أوهايو، بأن هناك مجموعة من خارج الولاية، تسمي نفسها "قوة تكساس الضاربة" ، كانت تقوم بإرهاب الناخبين من الأقليات، وكانت تكاليف تسهيلاتها مدفوعة من قبل الحزب الجمهوري في أوهايو". (26)

 

يجب أن نتحلى بالهدوء، ونتفهم هذه "العصبة" وأسباب عدائها لإعادة العد، ونقدر دوافعها. فلقد بذلت جهداً كبيراً جداً، جهداً مبدعاً في طبيعته، وبذلت أموالاً طائلة وتحملت مخاطرات شتى، من أجل "تحوير" نتائج الإنتخابات نحو ما تراه مناسباً، أو ما نسميه نحن "تزويراً"، ومن الطبيعي أنها لن تكون سعيدة حين يحاول البعض تخريب جهودها تلك وإتلاف "نتائجها"، فهي عندما تدعوا إلى "إحترام نتائج الإنتخابات" لا تكون كاذبة، بل أن دعوتها تنطلق من شعور من عمل واجتهد وبذل الكثير من أجل الشيء الذي يدافع عنه، ومن الطبيعي ان يتحيز له يدافع عنه كما يدافع الشخص عن ولده.

بالمقابل فأن من لم يشارك هذه العصبة "جهودها المبدعة الجريئة"، فأنه يرى أنه يدافع عن حقه في نتائج انتخابات سليمة، وليس بالضرورة النتائج التي تعلنها المفوضية في أول إعلان لها. إنه يقول أن "لا شيء مقدس في المفوضية أو ماتعلنه، وأن التاريخ مليء بالإنتخابات الخاطئة والمزورة وأن الناس في العالم يعيدون العد متى ما رأوا إشكالاً في العد الأول. إنه يرى أن البشرية عرفت أن نظام الإنتخابات معرض للخطأ المتعمد وغير المتعمد ووضعت لذلك الطرق القانونية لتصحيح الخطأ متى ما ارتاب الناس بوقوعه.

لذلك فهو يصر على استخدام هذه الطرق المتاحة له دستورياً للإعتراض والمطالبة بإعادة العد. فهو يرى أن "نتائج الإنتخابات" قد تم تغطيتها بالتزوير، وأن "إحترام نتائج الإنتخابات" إنما يتم بإزالة ذلك التزوير عنها، أو إزالة الشك بها إن كانت "بريئة". هذا يرى بأن من يقف ضد إعادة العد، فهو يطالب، بعلم أو دون علم، بـ "إحترام لنتائج التزوير" وليس "إحترام نتائج الإنتخابات".... ولك عزيزي القارئ أن تختار ما "تحترم"، وحسب قناعتك!

 

 .......................

(1) http://www.yanabeealiraq.com/news_2010/n30041005.htm

(2)  http://www.alkufanews.com/news.php?action=view&id=2897

(3) http://www.yanabeealiraq.com/news_2010/n30041011.htm

(4) http://www.annahar.com/content.php?table=main&type=

main&priority=10&day=Tue

(5)  http://rmiraq.com/news/policy/8034.html

(6)  http://www.murasleen.com/

politics/local/12638-2010-04-20-22-03-49

(7)  http://www.qanon302.com

/news/news.php?action=view&id=111

(8) http://www.yanabeealiraq.com/news_2010/n240310015.htm

(9) http://www.yanabeealiraq.com

/news_2010/n29041006.htm

10)  http://iraqshabab.net/index.php?option

=com_content&task=view&id=33681&Itemid=1

(11)  http://www.alsumarianews.com/ar/2/6033/news-details-.html

(12) http://www.trouw.nl/opinie

/commentaar/article3010098.ece

/Hertellen_stemmen_kan_wantrouwen

_partijen_Rotterdam_wegnemen_.html

(13) http://en.wikipedia.org/wiki/

Afghan_presidential_election,_2009

(14) http://alrasheedmedia.com/index.php?

option=com_content&task

=view&id=4376&Itemid=168

(15) http://almadapaper.net/news.php?action=view&id=14884

(16) http://www.mutawassetonline.com

/news/2235-2010-03-02-23-10-33.html

(17) http://www.almalafpress.net/index.php?p=143&id=102615

(18) http://arabic.news.cn/speak/2010-03/26/c_13226218.htm

(19) http://www.alittihad.ae/details.php?id=24806&y=2010

(20) http://www.al-jazirah.com/20100325/du1d.htm

(21) http://www.iraq4allnews.dk/news

/5321-2010-03-26-21-40-49.html

(22) http://www.alsumaria.tv/ar/Iraq-News/1-46818-.html

(23) http://www.aknews.com/ar/aknews/4/140280

(23) http://www.tompaine.com/articles/

ohio_a_crime_against_democracy.php

(24)  http://www.tompaine.com/articles

/2006/11/05/recounting_tomorrows_vote.php

(24)  http://www.tompaine.com/articles

/2006/03/07/making_democracy_transparent.php

(25)  http://www.tompaine.com/articles/ohio

_a_crime_against_democracy.php

(26)  http://www.tompaine.com/articles/fixing

_americas_broken_elections.php

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1391 السبت 01/05/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم