أقلام حرة

شيعة العراق ترحب بزيارة العريفي!

 التي أساء فيها للشيعة ووصف بها السيد علي السيستاني ب" بالزنديق الفاجر"، بعد هذه الاحتجاجات طالبت جمعية التوعية وجمعية المجلس العلمائي الشيعيتين في البحرين برفض استضافة العريفي وإلغاء النشاط الديني المزمع إقامته له في البحرين .

اما في العراق فأظن أن الشيعة بقياداتها السياسية وقواعدهم الشعبية وشخصياتها المثقفة ورجالات الحوزة العلمية فيها سوف ترحب بزيارة العريفي للعراق متأسين بالحادثة الشهيرة بين النبي محمد صلى الله عليه واله وجاره اليهودي الذي كان يأتي كل يوم بقمامته ويضعها أمام بيت النبي، وكان النبي يعامله برحمة ورفق ولا يقابل إساءته بالإساءة، بل كان يأخذ القمامة ويرميها بعيدا عن بيته دون أن يستنكر ذلك او يخاصمه، ثم وصل الامر الى انه في يوم من الأيام انقطعت أذية الجار اليهودي للنبي ، فلم يعد يرمي القمامة أمام بيته، فقال صلى الله عليه واله " لعلّ جارنا اليهودي مريض فلابد أن نزوره ونواسيه" .

الشيعة في العراق بمختلف طبقاتها وفئاتها، وانطلاقا من هذا المبدأ، ترحب بزيارة العريفي للعراق ليتحاور مع علماء الشيعة حول ماقاله عنهم وليطلع عن كثب ووجها لوجه عن الواقع والمجتمع الشيعي الحقيقي فضلا عما يمكن أن تتضمن الزيارة من لقاء للسيد السيستاني من اجل ان يتاكد من حقيقة كلامه وماقاله عن الشيعة والسيستاني من أوصاف خارجة عن حدود اللياقة والاخلاق والادب .

لياتي الشيخ العريفي ويرى بأم عينه الشيعة في جنوب العراق بعشائرهم العربية وعاداتهم وتقاليدهم وبساطتهم وكرمهم رغم فقرهم المادي ووضع بعضهم المعاشي المدقع الذي يعيشونه والظلم الذي حاق بهم من قبل النظام السابق وكيف قامت، بعد عام 2003، عاهات تنظيم القاعدة وعصابات التكفير الارهابية بأكمال هذا المخطط الشيطاني والمجازر الدموية حينما ارعوت في غيهّا عبر تفجير مساجدهم واماكن تجمعاتهم واحيائهم واسواقهم .

ليزور العريفي العراق ويقابل مراجع الشيعة في النجف وفي مقدمتهم السيد علي السيستاني ويرى دماثة أخلاقه وعمق علمه الديني وسعة افقه ورجاحة عقله ومدى تسامح افكاره وخطه المعتدل الذي يحاول رسمه أطره في المذهب الشيعي المعاصر، وما اسداه من خدمة للعراق دفعت الكاتب الامريكي المعروف توماس فريدمان الى المطالبة بمنح  السيستاني جائزة نوبل لدوره، على حد تعبيره " في دعم إجراء أول انتخابات حرة في العراق، ووقوفه بحزم ضد الداعين لتأجيلها"، كما دعى كاتب سعودي شهير وهو رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية جمال خاشقجي الى ترشيح السيد " السيستاني لأعرق جائزة في المملكة العربية السعودية، وهي جائزة داعية التضامن الإسلامي، المغفور له الملك فيصل رحمه الله لخدمة الإسلام".

ليحضر العريفي جلسة نقاش مع السيد السيستاني وليعمل على تفعيل منهج المقارنة بين بيته البسيط الخَرِب الذي لا أظن ان العريفي قد رأى مثيله في السعودية وبين قصور السلاطين وعاظ المملكة العربية السعودية التي ينحدر منها العريفي، وليقارن ايضا بين عدم قبول السيستاني مطلقا لاي رد شيعي على السنة بعد مجازر ارتكبها التكفيريون وبعض متشددي السنة بحق الشيعة وبين فتاوى بعض علماء المملكة بقتل شيعة العراق ،وليدخل العريفي في حوار مع السيستاني حول قضايا التكفير والارهاب والتسامح والاخلاق والانسانية والأخاء والتعاون والاحترام المتبادل ويرى حينها رأيه ومايتبنى من افكار في هذا المجال .

لياتي العريفي ويسال عن مذهب التشيع الحقيقي وعروبته الحقيقية لكي يرى هل يستقيم هذا مع قوله إن مذهب التشيع "أساسه المجوسية"، وليطلع عن كثب عن عقائدهم ومايقومون به في اضرحة اوليائهم لكي يرى مصداقية قوله ووصف أتباع المذهب الشيعي  بأنهم من "أهل البدع الذين يرفع بعضهم الأئمة من أهل البيت إلى مراتب النبوة بل الإلهية".

ليزور العراق ويقف عند جسر الائمة الذي يربط بين مدينة الاعظمية السنية والكاظمية الشيعية وينظر لقوة الاواصر والعلاقات الاجتماعية بين هاتين المدينتين وكيف يتزوج عمر من فاطمة وجعفر من عائشة، وانى يتزاورون ويتعاضدون ويقفون معا، يبكون في المصائب سوية ويتشاركون في افراحهم سوية ايضا، وليقف العريفي قليلا امام بيت الشهيد عثمان العبيدي الشاب السني في منطقة الاعظمية الذي ضحى بحياته بعد ان انقذ الكثير من الزوار الشيعة اثناء فاجعة جسر الائمة، وليسأل اهله وابيه السؤال الذي يفند كل ادعاءات العريفي وامثاله:

 لماذا قدم عثمان السني نفسه فداءاً لهؤلاء الشيعة؟

وماهي عمق وقوة هذه العلاقة التي جعلت من عثمان يموت من اجل هؤلاء؟

واي طائفية يراها الحاقدون بين الشيعة والسنة وهاهو عثمان يفند ذلك بوضوح وبجلاء؟

أنها أسئلة لن يجرأ العريفي وأمثاله ممن يحملون نفسا تكفيريا حاقدا ان يجعلوها تعتمل في تفكيرهم او يبحثون عن أجوبتها التي جسدته العلاقة الشيعية السنية في العراق برغم ما حدث من حوادث قام بها بعض غلاة الطرفين ممن تبرأت منهم علنا القيم الدينية والانسانية على حد سواء .

 

مهند حبيب السماوي

[email protected] 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1392 الاثنين 03/05/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم