أقلام حرة

استنكار لجرائم استهداف أخوتنا المسيحيين

مسيحيين في منطقة كوكجلي شمال الموصل، والتي راح ضحيتها عشرات منهم جرحى. لقد كانوا متوجهين الى الجامعة ليواصلوا دراساتهم كي يبنوا مستقبلهم متحلين بالعلم والمعرفة والثقافة من أجل خدمة وطنهم وأرضهم وشعبهم العراقي المبتلى بكل أنواع الظلم السلطوي والارهابي والتحزبي التعصبي الضيق التي جرَّت ولا تزال تجرّ الويلات والنكبات على هذا البلد المبتلى تاريخياً بالحروب والغزوات والتدمير وصنوف الاضطهاد والقتل.

 

إنّ استهداف أخوتنا المسيحيين الطيبيين الأنقياء الأوفياء الذين لم يؤذوا يوماً شعبهم العراقي وبلدهم ولم يظهر منهم إلا الخير والمحبة والسلام والطيبة والوداعة لهو شاهد على مدى وحشية القائمين على هذا الاستهداف والتعرض الدموي المستمر المبني على الحقد والغلّ التاريخي والظلامية والوحشية في نفوسهم المريضة المشوهة.

 

إنّ أخوتنا المسيحيين هم جزء من نسيج المحتمع العراقي وهم أصله وجذره التاريخي. وقد بني على أيديهم حضارة وتاريخ بلاد وادي الرافدين. ولم يُعرف عنهم إلا كلّ طيبة ونقاء سريرة ووداعة روح وبياض قلبٍ ومحبة للخير والسلام ، فهم خير مَنْ يحمل تعاليم سيدنا عيسى المسيح، ليكونوا خيرَ الأحبة والأصدقاء والجيران الذين عرفناهم وعاشرناهم، وكانوا من المساهمين المخلصين في بناء وطنهم.

 

"طوبى للمساكينِ بالروحِ، فإنَّ لهمْ ملكوتَ السماواتِ.

طوبى للحزانى، فإنَّهمْ سيُعزَّون.

طوبى للودعاء، فإنهم سيرثون الأرض.

طوبى للجياعِ والعِطاشِ إلى البِرِّ، فإنهم سيُشبَعون.

طوبى للرحماء، فإنهم سيُرحمون.

طوبى لأنقياء القلب، فإنهم سيرون الله.

طوبى لصانعي السلام، فإنهم سيُدعون أبناء الله.

طوبى للمضطهدين مِنْ أجلِ البِرِّ، فإنَّ لهم ملكوتَ السماوات.

طوبى لكم متى أهانكم الناسُ واضطهدوكمْ، وقالوا فيكم مِنْ أجلي كلَّ سوءٍ كاذبين.

افرحوا وتهلّلوا، فإنَّ مُكافأتَكمْ في السماواتِ عظيمةٌ. فإنّهم هكذا اضطهدوا الأنبياءَ منْ قبلكمْ!"         (انجيل متى)

 

طوبى لكمْ وأنتم تنزفون دماً مِنْ أجلِ ضياءٍ في نفق الروح.

طوبى لكمْ وأنتم في الطيبِ تسبحون.

طوبى لكمْ وأنتم في جذرِ الأرضِ تُغرسون.

طوبى لكمْ وأنتم في الأعالي تحلّقون.

طوبى لكمْ وأنتم في سويداءِ قلوبنا تمرحون.

طوبى لكم وأنتم تحملون قناديلَ المحبةِ

طوبى لكم وأنتم تنثرون النور في الطريق.

طوبى لكم وانتم سلام هذا الكونِ.

 

عبد الستار نورعلي

الثلاثاء 4 مايس/ايار 2010 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1393 الثلاثاء 04/05/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم