أقلام حرة

الوحدة الوطنية طريق الانتصار

الجماهيري الفلسطيني من مخاطر وتعقيدات وآثار سلبية خطيرة على مجمل القضية الفلسطينية والكفاح التحرري والاستقلالي ومقاومة المحتل والوقوف ضد ممارساته وموبقاته وجرائمه الدموية.

فكل يوم كان يحمل أخبار كثيرة متناقضة، اندلعت الاشتباكات، سقط عدد من انصار "حماس" و"فتح"، اعتقلت مجموعة تنتمي لحركة "فتح"،توقفت المواجهات، تجددت، وهكذا دواليك.وفي كل مرة نسمع المبررات والاتهامات من قبل أكبر فصيلين بين أبناء الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير المحتل الغاصب، فيما يستمر نزيف الدم الفلسطيني الزكي.

الكل يتساءل الى متى سيبقى هذا الوضع والصراع المؤسف بين أبناء الشعب الواحد،الذي لا يخدم سوى الأعداء والمتآمرين المتربصين بشعبنا.

 وبالأمس القريب وردتنا انباء أثلجت صدورنا وغمرتنا بالفرح، فلأول مرة منذ بدء الانقسام الفلسطيني الكارثي يرفرف العلم الفلسطيني في مسيرة شعبية وجماهيرية وحدوية طافت شوارع واحياء غزة المحاصرة، وبمشاركة جميع الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية، من فتح وحماس وحزب الشعب والجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي ومستقلين، وهذه المسيرة الوحدوية جاءت استنكاراً وتنديداً بالقرار الاسرائيلي الترانسفيري الخاص بتهجير الغزيين من الضفة الغربية الى قطاع غزة، وهي بلا شك حدث هام وتطور نوعي وخطوة في الطريق الصحيح نحو تذليل العقبات والعراقيل وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.

ان شعبنا الفلسطيني يمر في مرحلة حرجة وصعبة تحتاج الى لملمة الصفوف وتجاوز حالة الانقسام الكارثي والاسراع في التوقيع على ورقة المصالحة المصرية . كفى للدم الفلسطيني المراق بايد فلسطينية، وكفى تناحراً مدمراً، فالوحدة الوطنية هي صمام الأمان للمشروع الوطني الفلسطيني، وطريق الانتصار من أجل الاستقلال والتحرير واقامة الدولة الوطنية المستقلة.

                                                على هامش زيارة ليبيا

انشغلت وسائل الاعلام العربية المختلفة طوال الأسبوعيين المنصرمين بالزيارة التاريخية، التي قام بها وفد الشخصيات العربية من الداخل الفلسطيني، للجماهيرية الليبية ولقائه بالعقيد معمر القذافي، قائد الثورة، وحامي حمى العروبة، وزعيم الأمة، ورئيس القمة العربية.وقد أثارت هذه الزيارة ردود فعل متباينة وكتب وقيل عنها الكثير،فهنالك من أيدها، وهناك من رفضها جملة وتفصيلاً، وهناك من تحفظ منها.

وكان الوفد،الذي لم يتشكل من لجنة المتابعة، ضم مركبات مختلفة، من أحزاب سياسية،وقوى وطنية،ورجالات صحافة واعلام،وشخصيات مستقلة دعيت بصورة شخصية،وفي سرت تواترت الخطابات القومية الشعاراتية، وتحدث ثمانية خطباء بدلاً من خطيب واحد وكلمة واحدة تمثل الجميع، كان بالامكان الاتفاق عليها من قبل المشاركين في الزيارة، يلقيها عنهم محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة العربية .

ووفق المصادر الصحفية وتقارير الصحفيين،وما صرح به عدد من اعضاء الوفد،برزت المماحكات الشخصية والمنافسات الحزبية،  وامتلأت الخطابات بالرياء والثناء والاطراء والمداهنة والتزلف للزعيم معمر القذافي، الذي كان صريحاً وواضحاً في تقديم رؤيته لحل الصراع الشرق اوسطي، فبعد ان رحب بالوفد،اعتبر الزيارة خطوة شجاعة، وقال انها تأتي في اطار جهوده ومساهماته كرئيس للقمة العربية بهدف فتح ابواب التواصل امام العرب الفلسطينيين بعد عقود طويلة من التجاهل والنسيان . وهو لم يجامل أحدأ، ولم يخف طرحه ورؤيته لمشروع التسوية السياسية وحل قضية الشعب الفلسطيني، وذلك بـ "عودة اللاجئين الى فلسطين واقامة دولة واحدة وديمقراطية باسم "اسراطين".

والواقع انه لم يحن الوقت بعد للحكم على هذه الزيارة في ميزان الربح والخسارة، التي دمغها البعض بـ"زيارة تطبيع " و"حجيج" ووصف الوفد بـ "الوفد السياحي" الذاهب للتجوال والسياحة في ليبيا . ورغم ما شاب هذه الزيارة من انتقادات وتوترات ومنافسات شخصية وحزبية وسياسية غير مرغوبة، تبقى مبادرة طيبة من قبل الزعيم الليبي في سبيل التواصل وفتح الجسور والحدود والأبواب امام فلسطينيي الداخل المقيمين في ديارهم، الذين ظلموا من قبل اخوانهم العرب على مدار العقود الماضية.

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1394 الاربعاء 05/05/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم