أقلام حرة

الكويت هذه النملة المغرورة

ثم تحولت إلى مثل يضربه الناس لمن يحشر نفسه في أمر جسيم هو ليس أهلا له، وأخيرا تحولت اليوم  إلى حقيقة ملموسة عشناها وعايشناها، ولا ادري إن كان ذلك لإثبات صحة قصص أهلنا وحكمتهم، أو للتأكيد على أن النملة لم تتخلى بعد عن عادتها القبيحة السيئة بحشر نفسها في مواقف سوف تسبب لها الأذى والألم إن لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد!

هذه النملة تمثلها جارة السوء (قضاء) الكويت السليب الذي تحول إلى دولة بقدرة الاستعمار الإنكليزي ودعم الاستعمار الأمريكي وترحيب الماسونية العالمية. فظنت أنها حقا دولة مثل باقي الدول ولها في ميزان الفعل ثقلا ، وهي تجهل أنها اليوم وغدا وبعد مليون عام لن ترق لأن تصبح خنفساء وستبقى نملة لا تعرف أين مخبوء قدرها ومتى تحط عليها قدم ضخمة تسحقها وتخلط بقاياها بالتراب فلا يعد لها من أثر ولا ذكر في الوجود.

هذه النملة غرها ما حل بالعراق الحبيب بعد أن تكاثرت عليه سكاكين الغدر فعتت وتجبرت وطغت وتأمرت وتآمرت، وهي بعد أن صرفت جميع المبالغ المتحققة من بيعها لبترولها وللبترول العراقي المسروق لإيقاع الأذى بالعراق، ومدت رجلها التي هي بدون قدم أساسا لكي تبقي العراق مقيدا بالبند السابع سيء الصيت والسمعة، ظنت أنها قادرة على صنع معجزات وأنها ممكن أن تؤذي العراق أو تعطل مسيرته التقدمية الجديدة فمدت رجلها مرات ومرات لإعساره وإعثاره، منها ما أعلنته وزارة النقل العراقية يوم الخميس الماضي من أن السلطات القضائية البريطانية احتجزت الطائرة العراقية التي قامت بالرحلة الأولى إلى لندن بعد عشرين عاما من الانقطاع وحطت بعد 6 ساعات من مغادرتها أرض الوطن في مطار "جاتويك"  اللندني بسبب دعوى قضائية كويتية. لأن محامي السلطات الكويتية تقدم بطلب حجزها باعتبار أن الكويت كانت قد أقامت دعوى قضائية على الخطوط الجوية العراقية بسبب سرقة 10 طائرات أثناء الغزو العراقي للكويت في 1990وحصلت على حكم بدفع أكثر من مليار دولار كتعويض. وحينما فشلت محاولة الحجز لكون الطائرة ليست عراقية بل مستأجرة من السويد، قامت برفع دعوى على الشركة البريطانية المتعاقدة مع شركة الخطوط الجوية العراقية واستصدرت  قرارا من السلطات البريطانية لمنع سفر "كفاح حسن" مدير عام الشركة العراقية الموجود حاليا في لندن، فتم سحب جواز سفره وجميع الوثائق التي كانت بحوزته بانتظار الإجراءات القضائية.

إن هذه الأعمال التافهة تأتي كموقف استفزازي تمارسه الكويت ضد العراق لعرقلة فتح أي نافذة جديدة لانفتاحه على العالم والخروج من المعاناة التي يعيشها العراقيون منذ عدة عقود.

وفي والوقت الذي أكد فيه بيان وزارة النقل العراقية أن هذه الرحلات لا تحقق أرباحا فعلية إنما تأتي لتسهيل سفر العراقيين الذين أجبروا من قبل على السفر عبر مطارات الدول العربية الداعمة للإرهاب والتي تلقوا فيها إهانات وتطاولات لا يمكن أن تصدر عن عربي حقيقي، يأتي هذا الفعل الجبان ليئد هذه التجربة الجديدة.

والمؤسف كثيرا أن البيان طالب جميع ((الأشقاء العرب)) بالضغط على الكويت لثنيها عن هذه وكأنه لا يعرف أن الكويت عقرب سامة لدى العراقيين دوائها، ولديهم منه الكثير.

 وهنا أود أن أقول للنملة التي نسيت أصلها وتعملقت بفعل أسيادها الذين لن يدوموا لها إلى الأبد:إننا لا نرفض هذه القرصنة الدولية فقط بل نقول :إن المثل العراقي (أيش تاكلة العنزة يطلعه الدباغ) لا بد أن يكون صادقا وحقيقيا أيضا كما هو المثل الأول، وإذا ما تحقق المثل الأول وأصبح واقعا، فمن المؤكد أن الثاني سوف يتحقق أيضا عن قريب.

 ولو كانت (العنزة) عاقلة لكفت من هذه الساعة عن الأكل لأنها لن تفلت من يد الدباغ، ولأن الدباغ لا ولن يرحمها، ولاسيما إذا ما تذكر قرونها المغروسة في جنبه منذ ما يزيد على عشرين عاما، ولات حين مندم

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1394 الاربعاء 05/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم