أقلام حرة

من المسؤول عن انسداد العملية السياسية في العراق ...علاوي ام المالكي؟!

فالتدفق السريع للاحداث في العراق يؤكد تاريخيا ان من يخرج من كرسي الصدارة فأن ترادف التفاعلات سيتجاوزه وسيكون خلال فترة قصيرة في عداد المنسيين . لذلك فأن للمالكي اسبابه المقنعة . فحزب الدعوة حزب صغير تفتت بعد انقسامات كثيرة . والفوز في الانتخابات كان للمالكي وليس لحزب الدعوة الذي لايحظى بأي شعبية ولم يتمتع جهازه الحزبي واعضائه بأي تأثير او فاعلية . وحزب هذا شأنه ليس بأمكانه اعادة رئيسه الى الواجهة مرة اخرى .

من جهة اخرى فأن علاوي الذي لا يتمتع بأي كفاءة شخصية متميزة يرى بأن هذه فرصة تاريخية . فقد ركب عدة موجات في ان واحد . ركب موجة العلمانية وموجة العروبة والموجة الطائفية السنية واستفاد من الخيبة الشعبية من قدرة الاحزاب الدينية على قيادة العراق ذي الواقع التاريخي والاجتماعي المتنوع والمعقد لذلك فأنه لن يتنازل بسهولة عن طموحه في رئاسة الحكومة .

من جهة ثالثة فأن القوى العراقية والعربية والدولية التي تساند علاوي ترى بأن عدم وصول علاوي الى الصدارة هو فشل لها ولكل امل في تنحية القوى الطارئة تاريخيا المتمثلة في حزب الدعوة والاحزاب الدينية . اذن نحن امام مواجهة حقيقية . وهي في الحقيقة ليست بين علاوي والمالكي بل بين ما يمثله كل منهما . ونعتقد بأنه لو كان الامر يتعلق بهما شخصيا فقط لهان الامر ولامكن تسوية القضية بشكل ما سواء بالتنازلات المتبادلة او بتقاسم السلطة ولكن الموضوع يتعلق بمن يقف خلفهما . فخلف علاوي اجندات ومصالح وايديولوجيات لا تريد ان تفقد الامل بانها ستصل الى الحكم (وكانها ستنفرد به وحدها مع ان هذا غير ممكن في ظروف العراق) وكذلك تقف خلف المالكي مصالح وتيارات نبتت لها جذور اقتصادية وسياسية وترى بأن فقدان المالكي لمنصب رئيس الوزراء سيفقدها كل ذلك.

ان المعركة مستمرة . وهي معركة طويلة وشرسة وقاسية . وسوف تزداد شراسة وقسوة وخطورة على مستقبل العراق ان لم يتم تداركها من قبل الطرفين والقبول باوساط الحلول .

 

أ.د عبد الجبار منديل /اكاديمي عراقي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1395 الخميس 06/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم